بغض النظر عن العاطفة وعن حب الوطن الذي نتمنى داءما ان يكون في العلياء وفي مصاف الدول المحترمة وبصرف النظر عن بعض الحزن لكون ترشيح بلدنا ...
بغض النظر عن العاطفة وعن حب الوطن الذي نتمنى داءما ان يكون في العلياء وفي مصاف الدول المحترمة وبصرف النظر عن بعض الحزن لكون ترشيح بلدنا يبوء بالفشل مرة اخرى فاننا يجب ان نعترف مع انفسنا قبل ان نعترف امام غيرنا بأن بلادنا كما يتم تدبير اوضاعها حاليا ومنذ عقود لا تستحق ان تنظم تظاهرة دولية بهذا الحجم ..
لماذا ؟
* لان الفساد عندنا استشرى وانتشر وغرقت جذوره في اعماق ارضنا واصبح جزءا لا يتجزأ من بنية تدبير الشأن العام
* لأن العدالة مريضة وتجتر عللا كثيرة رغم محاولات الترقيع وليس اقل دليل على المحاكمات الجاءرة التي تجري في حق شباب حراك الريف المجيد بتهم ثقيلة وفي ظروف لاانسانية وكارثية و دون ادنى مراعاة لظروفهم الصحية ومعاناة عاءلاتهم الفقيرة اصلا ولم يكن ذنب ذلك الشباب سوى الاحتجاج وفضح الفساد والتهميش ..
* لأن قطاعي الصحة والتعليم الذين تعتمد عليهما المجتمعات المتحضرة للاستثمار في الانسان كلاهما منخور منتهك ومنهارة خدماته
* لأن جزءا اساسيا من النخبة الحاكمة تمتلك المال وتتحكم في الاقتصاد وتدبر الشأن العام سواء عبر الاجهزة التنفيذية او المؤسسات التشريعية فتجمع بذلك في زواج غير مشروع بين نقيضين وتخدم احتكارات معينة وتقتسم ثروات البلد على عينيك يا بن عدي ..
* لأن حرية المعتقد محرمة بموجب قوانين غامضة وحرية الكلمة محاصرة عبر شراء الذمم وتكميم الافواه ومحاكمة من يعلنون العصيان واحتكار اجهزة الاعلام البصري لتعميم الرأي الواحد والموقف الواحد وقمع الاختلاف والمعارضة ..
* لأن فءات واسعة من الكفاءات ومن الشباب والكهول لم يعودوا يشعرون بأي أمان على حاضرهم ومستقبلهم ومستقبل ابناءهم فلم يعودوا يحلمون سوى بالخلاص الفردي والرحيل الى اوطان تحترم انسانية الانسان وتكرمه وتضمن حقوقه الاساسية وتفتح امامه مجالات الابداع والاختيار والعطاء ..
****أخيرا واولا وداءما لأننا ابتلينا بطبقة سياسية تعددت مكوناتها والوانها واطيافها لكنها تلتقي جميعها في التنكر العلني لمفهوم الصالح العام ولمفهوم المصلحة العليا للوطن فسكنها التهافت على المناصب والسعي بكل الوساءل للتقرب من مركز السلطة ..فأصبحت متشابهة متوحدة بعيدة عن نبض الشارع وعن هموم الناس وعن معاناتهم في كل المجالات ..
نعم كان المونديال سيكون مكسبا لكن فقط لتلك الفءة المتنفذة التي تسرق الوطن يوميا وتهرب ثرواته ..
الوطن لم يعد في حاجة لمسكنات تهديء بعض الامه بل اصبح في حاجة ماسة لعلاج كيمياءي جذري ينقيه من ادواءه ويشفي جروحه النازفة ..
اتمنى ان تستحق المونديال وغيره ياوطني بعد ان تخرج من العناية المركزة وتشفى وتجتاز مرحلة النقاهة في سلام و ارتياح ..
احبك يا وطني فوق كل شيء لكنني مع ذلك سعيد لفشلك هذا اليوم ..
التعليقات