دخلت الأزمة الشعبية والاقتصادية الأردنية فجر الجمعة إلى منحنيات خطرة جدًّا، عندما تجمع آلاف المواطنين بالشوارع الرئيسية في سِت محافظات ع...
دخلت الأزمة الشعبية والاقتصادية الأردنية فجر الجمعة إلى منحنيات خطرة جدًّا، عندما تجمع آلاف المواطنين بالشوارع الرئيسية في سِت محافظات على الأقل ضمن سلسلة اعتصامات عفويّة ضد الحكومة، دفعت الملك عبد الله اصدار بيان يوعز فيه إلى الحكومة الأردنية بتجميد زيادة الأسعار على المحروقات والكهرباء التي أقرتها.
واصطفت مئات السيارات في الشارع وأطفأت المحركات في محيط رئاسة الوزراء بعد حراك فجائي وغير منظم.
وكانت الحكومة قررت زيادة أسعار المحروقات الأساسية (البنزين والسولار والكاز) بنسب تراوحت بين 4.7 في المئة و5.5 في المئة والكهرباء بنسبة 19 في المئة، ما أثار غضب الأردنيين الذين خرج المئات منهم إلى الشوارع مساء الخميس وحتى ساعات فجر الجمعة، مطالبين بإسقاط الحكومة.
ويذكر أن عمان احتلت المركز الأول عربيا من حيث غلاء المعيشة والثامن والعشرين عالميا، وفقا لدراسة نشرتها أخيرا مجلة “ذي ايكونومست”.
وقالت صحف محلية انه في وقت السحور الرمضاني تحديدًا حاصر مئات الأردنيين من أهل العاصمة عمان منطقة الدوار الرابع حيث يوجد مقر الحكومة ضمن حملة مباغتة باسم “صف وإطفي” حيث أطفأ مئات الأردنيين في العاصمة سياراتهم وتركوها بالشوارع في محيط رئاسة الوزراء لتعطيل السير مما تسبب بإرباك غير مسبوق في تنظيم السير ضمن ما سمي باعتصام السيارات.
وخرج الجمهور الأردني بعفويّة في مظاهر مباغتة للحراك الشعبي وعودة قوية للاحتجاجات بعد يوم من إضرابٍ عام منظم قررت الحكومة بعده مباشرة ومساء الخميس رفع أسعار المحروقات والكهرباء في استفزاز مباشر وأكيد للشارع.
وذكر مراسل "رأي اليوم" من عمان، انه تم اطلاق الرصاص على مركز أمني في مدينة الطيبة شمالي البلاد وردد ناشطون على فيسبوك أخبار غير أكيدة عن إطلاق رصاص على منزل رئيس مجلس الأعيان.
وبدأ الحراك في عمق عمان الغربية وسرعان ما انتقل في سهرة رمضانية بنكهة خاصة إلى الزرقاء وإربد ومعان والشوبك والطفيلة.
وأُحرقت إطارات في شمال المملكة كما قطعت الطريق الدولية الواصلة بين مدينتي المفرق والزرقاء وتجمع اعتصام السيارات في ضاحية طبربور شرقي العاصمة.
ولم تُعلِن بعد الحكومة عن خلفيّات قرارها الغريب المُباغت في رفع أسعار المحروقات فجأة وبعد يوم الإضراب العام مما استفز الشارع الأردني، وتجمع المعتصمون أيضًا في مدينة السلط والعشرات في مدينة العقبة وبدا فجر الجمعة بأن الحراك متوسع ومتمرد ومفتوح على المزيد من الاحتمالات خصوصًا بعد صلاة الجمعة اليوم.
وقالت تقارير محلية أن الرصاص أطلق في الهواء في أكثر من مكان، فيما ظهر بأن قوات الدرك والشرطة اظطرت لاستعمال الغاز ضد من يغلقون الطرق في أكثر من موقع خلافًا للعبء الكبير.
ومن المرجح أن المؤسسات الأمنيّة بوغتت تمامًا وتعاملت مع عنصر المفاجأة في الإضراب والمشاركين فيه أولاً وفي الاحتجاجات التي تلته ثانيًا.
الى ذلك، أوعز العاهل الأردني عبدالله الثاني إلى الحكومة الأردنية بتجميد زيادة الأسعار على المحروقات والكهرباء التي أقرتها.
وصدر اليوم بيان رسمي جاء فيه أن الملك عبد الله الثاني “أوعز إلى الحكومة بوقف قرار تعديل أسعار المحروقات والكهرباء”.
ووفقاً للبيان الذي بثته “وكالة الأنباء الأردنية الرسمية” (بترا)، فإن رئيس الوزراء هاني الملقي وجه كتابا للوزراء جاء فيه، أنه بإيعاز من الملك يتم “وقف العمل بقرار لجنة تسعير المحروقات نظراً للظروف الاقتصادية في شهر رمضان المبارك”.
التعليقات