موضوع كل المتتبعين و العمال و الموظفين بعد كل ذكرى لتخليذ فاتح ماي من كل سنة هو نسبة المشاركة في هذا الحدث و درجة التقهقر الذي تعر...
موضوع كل المتتبعين و العمال و الموظفين بعد كل ذكرى لتخليذ فاتح ماي من كل سنة هو نسبة المشاركة في هذا الحدث و درجة التقهقر الذي تعرفه الاحتجاجات في هذا اليوم حيث تأتي كل سنة أسوء من السنة التي سبقتها و يجد هؤلاء أسهل طريقة للتعبير عن هذا الواقع بمهاجمة النقابات و تحميلها مسؤولية هذا التقهقر و الهجوم على مكتسبات الطبقة العاملة لذى سأحاول في هذا المقال الغوص في معاناة النقابات و تراجع الاحتجاجات و المسؤول عن هذا الوضع.
لنعرف أولا النقابة
فالنقابة هي هيئة قانونية تتكون من مجموعة من المواطنين الذين يتعاطون مهنة واحدة أو مهن متقاربة. و تتشكل لأغراض المفاوضة الجماعية أو المساومة الجماعية بشأن شروط الاستخدام ولراعية مصالح أعضائها الاقتصادية والاجتماعية عن طريق الضغط على الحكومات والهيئات التشريعية و أرباب العمل بصفة عامة.
السؤال الأول هو:
هل جميع المواطنون الذين يتعاطون نفس المهنة او مهن متقاربة منخرطون في النقابات؟
الجواب بطبيعة الحال هو أن أغلبية هؤلاء لا ينخرطون في النقابة و لا يشاركون في أشكالها النضالية باستثناء الإضرابات و ليس عن قناعة بل لأنها بالنسبة لهم أيام عطل و عندما بدأت الحكومة في الاقتطاع من أجور المضربين تراجعت نسبة مهمة ممن كانوا ينتظرون أيام الإضراب بفارغ الصبر إذا فأحد أهم أركان النقابة مختل و هو العنصر البشري و أي تنظيم غير جماهيري لا يمكنه أن يحقق نتائج عن طريق الضغط لذى يلجأ لأشكال أخرى تتماشى و حجمه التنظيمي.
السؤال الثاني:
هل القيادات النقابية قيادات ديمقراطية ونزيهة؟
الجواب أيضا واضح و هو أن جل هؤلاء لا يحترمون المنهج الديمقراطي و منهم من يستغل النقابة للاسترزاق و الريع النقابي.
لنخلص للٱتي من المسؤول عن تقهقر النقابات و جعلها غير قادرة على تحقيق أهدافها التي خلقت لأجلها و هي الدفاع عن الطبقة العاملة و صون حقوقها و مكتسباتها؟
بطبيعة الحال المسؤول عن هذا الخلل البنيوي هو العامل و الموظف أما المسؤول النقابي فهو شخصية منتخبة يمكن إزالتها في أي وقت و حين من طرف العمال و الموظفين لأنه هم القاعدة التي تبني النقابة و توجهاتها و سياساتها. فالخلل كله سببه العزوف النقابي و الانتهازية المقيتة لدى أغلب العمال و الموظفين مما سمح للنقابات أن تسير من طرف أشخاص وجدوا فراغات تنظيمية فوظفوها لأغراض سياسية أو شخصية.
لذى للنهوض بالعمل النقابي و لمحاربة البيروقراطية و الإنتهازية و استغلال العمل النقابي لأغراض غير التي أسست على ضوءها النقابات يجب على العمال و الموظفين الانخراط المكثف في النقابات و المشاركة في اجتماعاتها و في مؤتمراتها لاختيار ممثليهم و المشاركة في المعارك النضالية من وقفات احتجاجية و مسيرات و إضرابات و اعتصامات لتحقيق مكاسب مادية و معنوية و عدم الركون للاتكالية و اللامبالاة و الإنتهازية و الخوف لأنهم بذلك هم المسؤولون الحقيقيون عن مٱل النقابات و ليست القيادات التي استغلت الفراغ الموجود و استعملتها لخدمة مصالحها الضيقة.
التعليقات