منذ ان بدأ القتل الاسرائيلي للفلسطينيين على حدود غزة وانا أتصور المشهد بما هو مشهد انتفاضة لسجينات وسجناء أكبر سجن في العالم، يزيد نزلاؤ...
منذ ان بدأ القتل الاسرائيلي للفلسطينيين على حدود غزة وانا أتصور المشهد بما هو مشهد انتفاضة لسجينات وسجناء أكبر سجن في العالم، يزيد نزلاؤه عن المليونين، يحاولون تهشيم قضبان السجن وبواباته للخروج الى الحرية.
حاولت أن اتخيّل نوع التوجيهات الدقيقة المعطاة للقنّاصة من القيادة العسكرية والمصدّقة من وزارة الحرب ورئيسها بي بي. فإجازة القتل لها قوانينها ومسؤوليها وحساباتها.
هذا القنّاص مكلّف باطلاق النار فوق الرؤوس وذاك مجاله اطلاق الرصاص بين الارجل او انزال الجراح البسيطة، وآخر مهمته تكسير اقدام او ركب، واخيرا ثمة المكلف بالتصويب على القلب او الرآس للقتل. وإخال ان القناصة قد يتلقّون اوامر افرادية من قائدهم دون ان يعرف كل قنّاص بمهمة الاخر بالضرورة. وهي تعليمات دقيقة تتفاوت حسب المهارات المتوافرة وتتعلّق بالتصويب على من، وربما عن جنسة وعمره، وعلى المسافة التي تفصله عن الشريط، الخ.
ولعل مسؤولي الاعلام والعلاقات العامة يستشارون حول عدد القتلى والجرحى الممكن ان يحتملهم «الرأي العام» يوميا وما شاب. ولا يعني ذلك الاخذ برأيهم طبعاً.
للجيش الاسرائيلي، إن كنتم لا تعلمون، مسؤول عن «السوشيال ميديا»، صرّح بأن ارتفاع أرقام ضحايا القتل على توالي تلك الايام شكل انتصارا دعاويا لحركة «حماس» بسب ارتفاع اعداد الاصابات، وشرح ان ذلك عائد الى ان القنابل الدخانية التي اطلقتتها القوات الاسرائيلية والحرائق التي اشعلها المتظاهرون منعت القنّاصة من ان يقوموا بدورهم الى اتمّ وجه.
الناطقة باسم الجيش الاسرائيلي، ميشال معيان، قاربت الامر من منظار الاقتصاد. ردا على مراسل قناة تلفزيونية ايرلندية RTE سألها لماذا تستمر القوات الاسرائيلية في اطلاق الرصاص على المتظاهرين بعد سقوط كل تلك الاعداد من القتلى والجرحي، قالت «اننا لا نستطيع ان نضع كل هؤلاء الناس في السجن، اننا نتحدث عن مئات من الناس يهاجمون السياج».
في الامر ما قد يفرح قلب عمّو ميشيل فوكو: سجناء يسعون للخروج من سجنهم فيتقرر قتلهم لأنه لا يوجد لهم مكان في سجن آخر.
التعليقات