$type=ticker$count=12$show=post$cols=3$cate=0

جريدة الأخبار اللبنانية: حملة لمقاطعة كبار المنتجين بالمغرب

تشدُّ حالياً حملةٌ شعبيةٌ لمقاطعة منتوجات استهلاكية في المغرب، انتباه الجميع، خاصةً بعدما اتسعت آثارها... وذلك برغم أنّ حجم التداعيات ...


تشدُّ حالياً حملةٌ شعبيةٌ لمقاطعة منتوجات استهلاكية في المغرب، انتباه الجميع، خاصةً بعدما اتسعت آثارها... وذلك برغم أنّ حجم التداعيات لا يمكن معرفته بصورة دقيقة
مصطفى حيران*

بدأ كل شيء في مستهل الأسبوع الماضي حين أعلنت، فجأةً، شركة «مركز الحليب» زيادة في أسعار منتجاتها، فانعكس هذا القرار على منتديات النقاش في وسائط التواصل الاجتماعي، إذ تناولت الزيادة مواد استهلاكية أساسية.

حصل الموضوع على صفة الحدث، وانتقل الأمر إلى طرح مقترحات للقيام بخطوات عملية لمواجهة هذا الأمر، فكان أن جاءت فكرة حملة «مُقاطعون» التي تداولها ناشطون على الفايسبوك، وقد أجمع أصحابها على الدعوة إلى مقاطعة ثلاث مواد استهلاكية هي «حليب سانطرال» ووقود شركة إفريقيا والمياه المُعلبة «سيدي علي». وبعد مُضي يومين من بداية الحملة، انتشرت أخبار آتية من مختلف أنحاء البلاد تفيد باستجابة واسعة للحملة، عززتها صور وتسجيلات فيديو تُظهر تكدساً للسلعتين، وهجر محطات الوقود المستهدفة من الحملة.

سرعان ما انعكست الحملة على المؤسسات الرسمية، إذ شهدت جلسة البرلمان يوم الثلاثاء الماضي، تدخلاً حاداً لوزير الاقتصاد والمال، محمد بوسعيد، الذي وصف الداعين إلى الحملة والمشاركين فيها بـ«المداويخ» (كلمة بالدارجة، تعني المصابين بالدوار). إلا أنّ تصريح الوزير أجّج موجات الانتقاد في وسائط التواصل الاجتماعي، خاصةً أنّ بوسعيد ينتمي إلى نفس الحزب (التجمع الوطني للأحرار) الذي ينتمي إليه مالك شركة «إفريقيا»، وهو وزير الزراعة والصيد البحري عزيز أخنوش. وكان أن استعرت الحملة أكثر، وقد استتبعها نقاشٌ سياسي في البرلمان لم يخلُ من حدة وتشنج، إلى حدّ مُطالبة بعض نواب البرلمان وزير الاقتصاد والمال بتقديم اعتذار «للشعب المغربي».

لعلّ الأفدح تمثّل في انتشار أكبر لحملة «مقاطعون» التي باتت آثارها تنشطر في مختلف الجوانب، فتمّ تداول عبارات استنكارية بكثافة عبر «فايسبوك»، تناولت ما أسماه أصحابها «جشع الباطرونا» و«الجمع بين السياسة والمال» و«احتقار المستهلكين»... فتدحرجت كرة الثلج.

مسؤولون آخرون أدلوا بآرائهم، إذ تحدّث مدير مشتريات شركة «مركز الحليب» عادل بنكيران، عما أسماه بـ«خيانة البلاد بسبب مقاطعة مادة الحليب ومشتقاته»، شارحاً أنّ «أربعمئة ألف فلاح (مزارع) مغربي تضرروا». ولم يزد ذلك حطب موقد حملة «مقاطعون» سوى اشتعالاً.

سرعان ما انعكست حملة «مقاطعون» على المؤسسات الرسمية

تمّ الحديث عن «أيادٍ سياسية خفية» حرّكت حملة «مقاطعون» لـ«غايات مشبوهة»، وقد صدرت هذه الاتهامات عن قياديين في حزب «التجمع الوطني للأحرار» الذي ينتمي إليه الوزيران. بُرِّرَت هذه الاتهامات بأنّ حزب «العدالة والتنمية» الإسلامي الذي يقود الحكومة (يشارك في تشكيلتها أيضاً حزب «التجمع الوطني للأحرار») هو الذي يقف وراء حملة «مقاطعون». الاتهام وُجِّه تحديداً إلى رئيس الحكومة السابق عبدالإله بنكيران، الذي توصف علاقته بوزير الزراعة والصيد البحري عزيز أخنوش، بغير الودية باعتبار أنّ هذا الأخير كان مسؤولاً عما وُصِف بـ«البلوكاج الحكومي» الذي استمر طوال خمسة أشهر عقب الانتخابات التشريعية الأخيرة. في حينه، قاد أخنوش مفاوضات تشكيل ائتلاف حكومي مع رئيس الحكومة المُعيّن بنكيران، لكنها كانت عسيرة وأضنت بنكيران، وانتهى الأمر بتخلي الملك محمد السادس عن الأخير وعيّن زميله في نفس الحزب سعد الدين العثماني، رئيساً للحكومة. على هذا الأساس، يُتهم رئيس الحكومة السابق بنكيران، بخلق وتأجيج حملة «مقاطعون» التي تستهدف منتوجات غريمه، أخنوش.

تناسلت الاتهامات حتى باتت جدية، ما دفع بنكيران إلى الإدلاء بتصريح (نُسِب إليه من دون أن ينفيه)، يقول فيه: «مقاطعة منتوجات استهلاكية غير معقولة، لأنّ الزيادة في أسعارها لم يتم تنفيذها».

على المستوى الاجتماعي، سرى تفاؤلٌ بين عموم الناس في المغرب جراء نجاح حملة «مقاطعون»، إذ رأى فيها كثيرون مناسبةً جيدةً لإمساك المجتمع بزمام أموره من خلال مقابلة الزيادات في الأسعار وسوء تدبير الشأن العام بعصيان مدني يبدأ بمقاطعة مواد استهلاكية زِيد في ثمنها وصولاً إلى مجالات أشمل. في حين وصفها آخرون، وهم قلة، بـ«حملة قطيعية تمسّ الاقتصاد الوطني بأضرار جسيمة ولها انعكاسات اجتماعية وخيمة».

رغم عدم توفر معطيات دقيقة حول الآثار الاقتصادية لحملة «مقاطعون»، لكن ثمة أرقام نشرتها صحيفة «أخبار اليوم»، أفادت بخسائر فادحة، من بينها هبوط بنسبة ثلاثين في المئة من معاملات شركة «إفريقيا».

حملة «مقاطعون» تُعتبر سابقة في المغرب، فهي منحت للمرة الأولى وسيلة التصرف لشريحة واسعة من المواطنين لإبداء الرأي في مسألة حيوية تتمثل في مدى حرية أصحاب شركات المنتوجات الاستهلاكية في زيادة الأسعار التي ينص القانون على مشروعيتها. ويبدو أنّ هذه الحرية باتت منذ الآن مشروطة بقانون غير مكتوب: سخط المستهلك. المؤكد أنّ الإعراب عن هذا القانون الأخير، لم يعد منوطاً بالنقابات والأحزاب والجمعيات وما شابه، وإنّما بوسائط التواصل الاجتماعي، وعلى رأسها «فايسبوك»، الذي بات حلبة لإدارة أهم المعارك التي تدور رحاها في المجتمع والدولة.


للملك مكان؟

ثمة ملمح سياسي واقتصادي من مستوى أعلى مما ذُكر سابقاً، وقد تمّ الحديث عنه بشكل أخف. يتمثل ذلك في أنّ شركة «مركز الحليب» تحوز ضمنها مجموعة «مدى» (الاسم الجديد للشركة الوطنية للاستثمار المملوكة للعائلة الملكية)، على ثلث الأسهم تقريباً. مُتناولو هذا الأمر تحدثوا عن مذمة الجمع بين «السياسة والمال» التي تخترق نسيج الاقتصاد المغربي برمته.

*المصدر: جريدة الأخبار اللبنانية

التعليقات

الاسم

اخبار العالم,2030,اخبار العرب,1751,اخبار المغرب,6528,أرشيف,10,أسبانيا,4,اسبانيا,170,أستراليا,1,اسكوبار الصحراء,7,إضاءة,1,إطاليا,5,إعلام,308,إعلام فرنسي,5,إفريقيا,59,اقتصاد,989,أقلام,15,الإتحاد الأوروبي,6,الأخيرة,1,الأردن,1,الإمارات,3,الأمم المتحدة,19,البرازيل,11,الجزائر,299,السعودية,15,الصحة,118,الصين,25,ألعراق,1,العراق,4,الفضاء,1,القدس,4,ألمانيا,23,المراة,129,الملف,25,النمسا,1,ألهند,1,الهند,2,الولايات المتحدة الأمريكية,74,اليمن,23,إيران,47,ايطاليا,1,باكستان,1,برشلونة,1,بريطانيا,1,بلجيكا,7,بيئة,15,تاريخ,5,تحقيق,1,تحليل,2,تدوين,762,ترجمة,1,تركيا,19,تغريدات,31,تغريدة,6,تقارير,1307,تقرير صحفي,75,تونس,91,ثقافة,2,جنوب إفريقيا,4,جنين,1,حرية,389,حزب الله,10,حماس,2,حوارات,80,ذكرى,2,روسيا,76,رياضة,375,زاوية نظر,41,زلزال الحوز,75,سوريا,14,سوسيال ميديا,18,سوشال ميديا,15,سياحة,2,سينما,29,شؤون ثقافية,447,صحافة,87,صحة,579,صوت,1,صوت و صورة,911,طاقة,25,طقس,1,عالم السيارات,1,عداد البنزين,5,عزة,1,علوم و تكنولوجيا,315,عناوين الصحف,322,غزة,83,فرنسا,180,فلسطين,4,فلسطين المحتلة,608,فنون,243,قطر,2,كاريكاتير,9,كأس العالم,108,كتاب الراي,1931,كولومبيا,1,لبنان,21,ليبيا,34,مجتمع,1254,مجنمع,10,مختارات,128,مدونات,5,مسرح,6,مشاهير,1,مصر,8,مغاربي,1046,ملف سامير,8,ملفات,53,منوعات,410,موريتانيا,16,مونديال,1,نقارير,2,نقرة على الفايس بوك,1,نيكاراغوا,1,
rtl
item
الغربال أنفو | موقع إخباري: جريدة الأخبار اللبنانية: حملة لمقاطعة كبار المنتجين بالمغرب
جريدة الأخبار اللبنانية: حملة لمقاطعة كبار المنتجين بالمغرب
https://3.bp.blogspot.com/-eAzLXXx6Uz0/WuhJo8c5cgI/AAAAAAAAtRc/ZjNp76akTsQtWJNXKYezR5wKZ0tdM-tWQCLcBGAs/s640/3_266537884.jpg
https://3.bp.blogspot.com/-eAzLXXx6Uz0/WuhJo8c5cgI/AAAAAAAAtRc/ZjNp76akTsQtWJNXKYezR5wKZ0tdM-tWQCLcBGAs/s72-c/3_266537884.jpg
الغربال أنفو | موقع إخباري
https://www.alghirbal.info/2018/05/blog-post.html
https://www.alghirbal.info/
https://www.alghirbal.info/
https://www.alghirbal.info/2018/05/blog-post.html
true
9159330962207536131
UTF-8
تحميل جميع الموضوعات لم يتم إيجاد اي موضوع عرض المزيد التفاصيل الرد الغاء الرد مسح بواسطة الرئيسية بقية أجزاء المقال: موضوع العرض الكامل مقالات في نفس الوسم قسم أرشيق المدونة بحث جميع الموضوعات لم يتم العثور على اي موضوع الرجوع الى الصفحة الرئيسية الأحد الأثنين الثلاثاء الأربعاء الخميس الجمعة السبت شمس اثنين ثلاثاء اربعاء خميس جمعة سبت يناير فبراير مارس ابريل ماي يونيو يوليوز غشت شتنبر اكتوبر نوفمبر دجنبر يناير فبراير مارس ابريل ماي يونيو يوليوز غشت شتنبر اكتوبر نوفمبر دحنبر في هذه اللحظة 1 منذ دقيقة $$1$$ منذ دقيقة 1 منذ ساعة $$1$$ منذ ساعة أمس $$1$$ منذ يوم $$1$$ منذ ساعة منذ أكثر من 5 أسابيع متابعون يتبع هذا المقال المميز مقفل لمواصلة القراءة.. أولا شاركه على: ثانيا: انقر فوق الرابط الموجود على الشبكة الاجتماعية التي شاركت معها المقال انسخ كل الأكواد Select All Code All codes were copied to your clipboard Can not copy the codes / texts, please press [CTRL]+[C] (or CMD+C with Mac) to copy عناوين رئيسية