ترجمة: أحمد رباص المقال الأصلي: Pourquoi Merkel refuse de participer à l'attaque contre la Syrie انتقد ألكسندر جراف لامبسد...
ترجمة: أحمد رباص
انتقد ألكسندر جراف لامبسدورف Alexander Graf Lambsdorff، ممثل الحزب الديمقراطي الليبرالي الألماني (FDP) للسياسة الخارجية، بشدة رفض أنجيلا ميركل المشاركة في العمليات العسكرية المشتركة للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة. هذا الموقف أعلنت عنه المستشارة الأمانية يوم الخميس (الأخير).
تذكر الصحيفة الألمانية الأسبوعية دي تسايت Die Zeit أن حلفاء ألمانيا في حلف شمال الأطلسي - الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا - قد أكدوا بالفعل استعدادهم للقيام بعمل عسكري ضد الحكومة السورية بسبب استخدام مزعوم للسلاح الكيميائي من قبل القوات السورية في دوما، وهي مدينة في ضواحي دمشق. يوم الخميس الماضي، استبعدت أنجيلا ميركل تماما إمكانية المشاركة الألمانية في هذا التدخل. وقد حظيت بدعم من وزير الخارجية الألماني هيكو ماس Heiko Maas الذي قال إن" تدخل ألمانيا لم يكن مفتوحًا للنقاش "، حسب ما كتبته الصحيفة ليومية نيزافيسيمايا جازيتا Nezavissimaïa gazeta في عددها ليوم أمس الجمعة.
وفقا لألكسندر جراف لامبسدورف، من العدل أن تقف ألمانيا في هذه الحالة إلى جانب شركائها الغربيين.
يبدو موقف ميركل منطقيًا تمامًا في هذه الظروف، نظرا لأن الهجوم على سوريا قد يثير ردًا من القوات المسلحة الروسية ضد الغرب، وبناءً على الاستعدادات في روسيا، ليس فقط من الأراضي السورية و البحر الابيض المتوسط. وفقا لتقارير وسائل الإعلام الروسية، وضعت صواريخ إسكندر Iskander في حالة تأهب، لا سيما في منطقة كالينينغراد Kaliningrad.
توجد الأراضي الألمانية الآن في متناول صواريخ الاسكندر. ولهذا السبب، في حالة نشوب نزاع مسلح في سوريا بمشاركة الولايات المتحدة، يمكن أن تتحول إلى مواجهة مباشرة بين روسيا حتى قبل استخدام الدولتين للأسلحة النووية. وإذا شاركت ألمانيا في عمليات في سوريا، فإنه من غير المحتمل أن تقتصر القضية على تدمير الفرقاطة الألمانية هيسن Hessen التي ستنضم بعد ذلك إلى مجموعة الطيران البحرية الأمريكية التي توجهت إلى الساحل السوري. إن وجود الأسلحة النووية الأمريكية في ألمانيا سيجبر روسيا على ضرب مستودعاتها.
من الواضح أن أنجيلا ميركل وهيكو ماس يدركان تمامًا المخاطر التي تهدد ألمانيا اذا ماتورطت في مثل هذا النزاع. هذا ليس رأي الحزب الديمقراطي الليبرالي الألماني (FDP). في الآونة الأخيرة، قال زعيمه كريستيان ليندنر Christian Lindner لصحيفة فيلت أم زونتاج Welt am Sonntag إن الغرب يجب أن يكون مستعدًا لسباق نحو التسلح لإجبار موسكو على تغيير سياستها. علاوة على ذلك، وفقا لرئيس حزب FDP، يجب ألا تطالب ألمانيا بسحب الأسلحة النووية الأمريكية المنتشرة في منطقة إيفل Eifel الغربية. إلى ذلك أضاف أن على " الولايات المتحدة أن تتخذ قرارا بشأن تحديث هذه الأسلحة". من الصعب القول ما إذا كان كريستيان ليندنر يدرك أنه يهدد السكان المدنيين في هذه المنطقة.
تجدر الإشارة إلى أن زعيم حزب FDP يعتقد أن زيادة القدرة الدفاعية للغرب يجب أن تتحقق بالتوازي مع محاولات الوصول إلى الانفراج في العلاقات مع روسيا. ووفقا له، يمكن أن تكون الحكومة الألمانية الجديدة هي المبادر لمثل هذا الحوار. من جهة أخرى، يرى أنه من الممكن إعادة فتح الحوار مع روسيا في إطار مجموعة السبعة. من المسلم به أنه يمكن الترحيب بهذه المقترحات المعقولة في ضوء التوتر المتزايد في العلاقات بين روسيا والغرب. لكن تضامن الحلف الأطلسي الذي أخطأ كريستيان ليندنر في تأويله يلغيها، والموقف الذي يتخذه قادة الحزب الديمقراطي الليبرالي الألماني هو أشبه بحافز مباشر من الحكومة الألمانية للمشاركة في الصراع النهائي مع روسيا.
التعليقات