رفيقي الخمسي : قرأت مقالك الصادر في صحيفة الأيام عدد 792، المعنون " دفاعا عن مجاهد " هذا العنوان الذي لا ينسجم في شيء مع مضمون...
رفيقي الخمسي : قرأت مقالك الصادر في صحيفة الأيام عدد 792، المعنون " دفاعا عن مجاهد " هذا العنوان الذي لا ينسجم في شيء مع مضمون المقال و كذا مقالك الصادر في نفس الصحيفة عدد 793.
نعم قررت الرد، لرفع مجموعة من المغالطات التي وردت في مقالك إما عن وعي أو تأثرا بالإشاعات الكثيرة التي استعملت منذ مدة قصد التضليل و التشكيك.
1- فيما يخص تسمية " رفاق مجاهد" بالإحالة على مكون سابق على الإندماج، عليك أن تعرف رفيقي، أننا و منذ 2002 بذلنا كل الجهد لتحقيق الاندماج على ارض الواقع، و عملنا أن يكون المحدد في العلاقة مع و بين الرفاق هو ما يقدمونه فكريا و سياسيا، تنظيميا و ليس انتمائهم السابق على الاندماج. كما عملت بمعية رفاقي في الهيئات الوطنية و المحلية على بناء حزب المؤسسات و ترسيخ الثقافة التنظيمية الديمقراطية و قواعد العمل الجماعي، كما بذلنا كل الجهود لإنجاح المسار الوحدوي بدءا من 2003، مرورا بتحالف اليسار الديمقراطي 2006، و فيدرالية اليسار الديمقراطي، و صولا إلى ما هو مطروح علينا الآن من مهام و من مسؤولية لإنجاز الاندماج.
" رفاقي" إذن هم كل منا ضلي الحزب الاشتراكي الموحد و مناضلي فيدرالية اليسار الديمقراطي و كل الفعاليات اليسارية الديمقراطية التي نلتقي معها في بناء المشروع الديمقراطي البديل الذي يكثفه شعار الملكية البرلمانية.
و " رفاق مجاهد" - و في السياق الحزبي الحالي – و بعد كل هذا الذي وقع و بعد كل المؤشرات و الإشارات التي تتضح يوما بعد يوم، هم كل الرفاق من مختلف الأعمار و الأجيال. و من مختلف المدارس التنظيمية السابقة الذين يلتقون و سيلتقون على الدفاع على تعاقدات التأسيس التي ترسخت في كل المؤتمرات السابقة. و التي أصبحت مع الأسف الآن محط اختلاف ( فهم الانتقال الديمقراطي و شروطه – العلاقة مع الإسلاميين المناهضين للديمقراطية – إعادة بناء اليسار و أسسه النقدية – المشروع الوحدوي الاندماجي – الثقافة و القواعد التنظيمية الديمقراطية).
نعم "رفاقي" هم كل مناضلي الحزب الواعون بأن من ينتظر نتائج سياسية سريعة، و من ينتظر انتقالا ديمقراطيا سريعا واهم، و أن المرحلة و ما تتسم به من انهيار للأحزاب اليسارية التقليدية و لتجاربها الفاشلة، تتطلب وعيا تاريخيا نقديا، و بذل المجهودات الفكرية و السياسية و النضالية و التنظيمية من اجل التأسيس للمشروع البديل و من دون ذلك لا يمكن إلا إعادة إنتاج نفس الأخطاء و نفس الأوضاع.
2- أما في موضوع الاندماج ، لقد صنفت رأي المدافعين على الاندماج بالتسرع و الأغرب أنك ربطت هذا التسرع بالتواجد داخل نقابة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل .
أنت تعلم رفيقي أن المسار الوحدوي ابتدأ منذ 2003، مرورا بمحطات 2005-2006 وصولا إلى محطة تأسيس فيدرالية اليسار الديمقراطي حيث فوتت الأحزاب الثلاث للهيئة التقريرية و التنفيذية للفيدرالية البث في ثلاث قضايا سياسية محورية : الدستور – الانتخابات - الصحراء كما أن للفيدرالية أدبيات و أوراق مشتركة أهمها : - الأرضية السياسية – أرضية الإصلاحات الدستورية و السياسية، الجهوية الموسعة – الصحراء – برنامج انتخابي شامل . كما خاضت الفيدرالية الانتخابات الجماعية 2015 و البرلمانية 2016 بلوائح مشتركة.
إنك تعلم أيضا أن تحديد و تقدير سقف الاندماج هو تقدير سياسي مبني على تحليل سياسي عميق و على معطيات الواقع الملموسة، قرره المجلس الوطني في دورة ربيع 2017 بدون تسرع و بدون أي ضغط، حيث كان الموضوع قد استغرق أكثر من ثلاث اجتماعات للمكتب السياسي انتهت باتفاق الجميع على صيغة تحديد سقف الاندماج سنة قبل الانتخابات التي تضمنها تقرير المكتب السياسي المقدم إلى المجلس الوطني.
و ليكن في علمك أيضا، و على خلاف ما ذكرت أن حزب المؤتمر الوطني الاتحادي، سواء خلال ندوته الوطنية، أو خلال الكلمة الافتتاحية لمؤتمره الوطني أو خلال تصريحات أمينه العام، قد حدد هو الآخر هذا السقف في سنة قبل الانتخابات. أما حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي فقد كان متحمسا و منذ أكثر من سنتين لتشكيل لجنة للتفكير في الاندماج، و هو الآن مقتنع و مستعد للاندماج.
و بعد كل هذا التوضيح، هل التشبث بإنجاز المشروع الاندماجي في زمنه السياسي تسرع؟ و في المقابل ألا تعتقد أن عدم قطف الثمار الناضجة لمجهوداتنا الوحدوية التي دامت أكثر من 14 سنة و تغليب الأوهام و النزوعات الحزبية قد تعرض هاته المجهودات و هذا المسار الوحدوي للضياع و الانتكاسة و التراجع.
3- أما فيما يخص " القوة و الضعف " و "موازين القوى داخل الحزب " و " ملح المكتب السياسي"....إلخ ، إعلم رفيقي أن هاته الأمور و الحسابات الصغيرة لم تكن أبدا في أجندتي و لا في حساباتي في أي فترة من فترات مسيرتي النضالية. إن همومي و أولوياتي كانت دائما للوطن و للحركة اليسارية و الديمقراطية و للحزب الذي يجب أن يكون في خدمة التغيير الديمقراطي الحقيقي. و بعد هذا و ذاك فإن القوة و الضعف هي دائما للأفكار و الأطروحات.
4- أما فيما يخص الفكرة الجوهرية لمقالك الأخير في نفس الصحيفة و الذي يترافق مع مجموعة من المؤشرات سواء قبل المؤتمر أو خلاله أو بعده، فإن الاعتقاد يتأكد بأننا بصدد إعادة نقاشات 2003 ( حيث قسم البعض آنذاك النظام المخزني إلى صقور و حمائم ) و هكذا أصبح الاختلاف يتعمق داخل الحزب حول مفاهيم الانتقال الديمقراطي – النظام المخزني – الخط الثالث – العرض الجديد...
التعليقات