هكذا تم استكمال مسلسل التخلص من بنكيران بعد ان اجتهد في تنفيذ المهمات القذرة، واجتهد في تحميل كاهل الفقراء والفئات المعوزة، ثقوب الميزان...
هكذا تم استكمال مسلسل التخلص من بنكيران بعد ان اجتهد في تنفيذ المهمات القذرة، واجتهد في تحميل كاهل الفقراء والفئات المعوزة، ثقوب الميزانية وافلاس مجموعة من المؤسسات على ايدي اللصوص الكبار.
بالمقابل لم يحدث ولا ثقب بحجم ثقب الابرة، في جدار الاستبداد السياسي والاقتصادي، كما ظل يوهم انصاره والشغب المغربي عامة، بل أكثر من ذلك ساهم في زحف الاستبداد المخزني على جل المكتسبات البسيطة التي فرضها حراك 20 فبراير.
نجح بنكيران في ضرب صندوق المقاصة، وضرب التعليم العمومي، وشرعنة رفع سن التقاعد، وضرب الوظيفة العمومية، بعد أن ظلت هذه المهمات التصفوية لسنوات على رفوف الحكومات المتعاقبة.
بعد كل هذا، تخلص منه الملك بطريقة فجة، لم يملك معها حتى جرأة اليوسفي سنة 2002 وتحت اطار دستور 2011 وليس 1996.
اليوسفي عندما جازاه الملك على طريقة سينمار، خرج من المغرب غاضبا، وقدم محاضرة في بروكسيل نعى فيها تجربة "التناوب" وتحدث عن اجهاض مسلسل الانتقال الديموقراطي، بينما بنكيران عندما جزاه الملك نفس الجزاء، قال: "انا مع الاختيار الملكي، ولا يمكن لنا ان نرفض قرارات الملك"؛ حمل "فوقيته " على كتفه، ولبس سرواله القندريسي، وقصد مكة ليعتمر ويستغفر الله، رغم انه كان يرغي ويزبد ويعد الناخبين بانه لن يخون اصواتهم، مهما كان الثمن.
بعد ان تخلص منه الملك من رئاسة الحكومة، جاء الدور على حزبه ليتخلص منه ويمنعه من ولاية ثالثة كانت بمثابة طوق نجاة اخير بالنسبة اليه، كما اجمعت حركة التوحيد والاصلاح على "الضرورة الشرعية" لرحيله الآن وليس غدا.
مصير بنكيران كان واضحا، بامكان اي مبتدئ في تتبع السياسة المخزنية أن يحدسه ويستشرفه، اذ ثمة نسق واضح له مدخلات وله مخرجات واضحة، الى درجة ان اليوسفي الذي ساعد الملكية علي الانتقال السلس للعرش من الحسن الثاني الى محمد السادس، وساهم في بيع ممتلكات الدولة من أجل رتق جيوب الميزانية وشراء السلم الاجتماعي والسياسي (الانصاف والمصالحة)، جزاه هذا الاخير بطرده في وقت تصدر فيها حزبه الانتخابات. مرة اخرى التاريخ يعيد نفسه بقسوة اكبر، بعد ان ساعد بنكيران على استمرار الملكية التنفيذية، بمبرر انها متجذرة في المغرب، وبالتالي فهو سيقف في وجه كل من يطالب بملك يسود ولا يحكم، وساهم في تنزيل قرارت تصفوية قاسية خربت جيوب البسطاء والفقراء، ساد الملك بعد هزة 20 فبراير، واغلق قوس سيادة الملكية التنفيذية بطرد بنكيران شر طردة، عبر تمريغ الدستور في وحل التأويل الواسع ل"روحه" اللزج.
قبل ثلاث سنوات كتبت مقالا حول المصير المفترض لبنكيران بعنوان "غباء اينشتاين وفطنة بنكيران والمؤلفة قلوبهم" و ختمته بمقولة انشتاين حول الغباء التي يقول فيها ما معناه :"من الغباء أن تكرر الشيء ذاته بنفس الخطوات ونفس الطريقة وتنتظر نتيجة مختلفة"
ذهب بنكيران غير مأسوف عليه، وسنحتاج الى وقت طويل ليفيق ايتامه من الصفعة التي كانت جد منتظرة لكل من انتبه لمقولة اينشتاين، ذهب بنكيران والمغرب يغرق ويسير بخطى متسارعة نحو "الأزمة العامة"؛ اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا...
*www.facebook.com/med.elmoussaoui
التعليقات