إلى الرفاق في الفيدرالية: أول درس يتعلمه اليساري هو ان الحقيقة بطبعها ثورية، لذا يجدر قراءة درس "تطوان" بأفق نقدي، وليس بتبر...
إلى الرفاق في الفيدرالية:
أول درس يتعلمه اليساري هو ان الحقيقة بطبعها ثورية، لذا يجدر قراءة درس "تطوان" بأفق نقدي، وليس بتبريرات لاتصمد أمام الواقع، وإن خلقت اطمئنانا، لكنه يظل عابرا وزائفا ومعطلا للتفكير،،
فمن جملة التبريرات التي قدمت لتفسير الهزيمة الانتخابية (ودعنا من اعتبارها نصرا باعتبار زيادة الأصوات) أن البيجيدي لولا البادية لم يكن ليفوز، وهو تبرير تعوزه الحجة أولا (النتائج التفصيلية)، ولا يصمد مع تأمل فرق الخمسة آلاف صوت، ويحمل إهانة لساكنة العالم القروي (مع العلم أن دائرة تطوان حضرية في أغلبها وحتى مجالها القروي لايختلف عن الحضري باعتبار القرب)،،
أما القول إن الفيديرالية اكتسحت مكاتب الطبقة الوسطى، فيما تقدم البيجيدي في أحزمة الفقر، فينطبق عليه ما سلف من انعدام النتائج التفصيلية، وإذا صح هذا المعطى فيجب على أحزاب الفيديرالية،خصوصا البسو طرح سؤال:أي تركيبة طبقية نعبر عنها؟،،
طبعا من العبث التحدث عن تدخل السلطة في النتائج،فالنظام لن يزعجه إضافة مقعد للفيديرالية ولا نزعه من البيجيدي، ولا داعي للحديث على ان الأغلبية دعمت البيجيدي، فأحزاب مثل الأحرار والحركة ليست مستعدة لشراء أصوات الناخبين كما تفعل دائما لسواد عيون إدعمار،،،
كما أن نكتة دعم العدل والإحسان يجب ان تتوقف لأنها لم تعد حتى تضحك بله أن تقنع....
وبالنسبة للعزوف الانتخابي فلايوجد امامنا مايثبت انه كان لصالح البيجيدي أو الفيديرالية،،
الأصوات التي تبخرت في سنة لا أحد يستطيع أن يؤكد وجهتها لمن كانت ستؤول، وإن كنت أميل أن البيجيدي تضرر أكثر من الفيديرالية من معطى المقاطعة والعزوف عن التصويت،،
طبعا، يعتبر حصول الفيديرالية على ألف صوت إضافي معطى إيجابيا، لكن بالمقابل فتراجع التصويت على البيجيدي لم يكن مدويا لو لاحظنا أن النسبة المئوية لانخفاض عدد المصوتين كانت أكثر بكثير من النسبة المئوية لتراجع التصويت على البيجيدي...
الحقيقة: البيجيدي دخل الانتخابات الجزئية مصحوبا بكل مؤشرات الهزيمة: مرشح تراجعت شعبيته بحكم انه اصبح معمرا في البرلمان والمجلس البلدي+تطاحن داخلي محليا ووطنيا+حصيلة كارثية +ممثل حزب يقود حكومة فاقدة للمصداقية والشرعية+موقف بئيس من حراك الريف وخصوصا ان تطوان تحتضن عددا هائلا من الريفيين،،،
رغم كل هذا لم تستطع الفيديرالية المكونة من ثلاثة أحزاب ومدعومة من نقابة بتمثيلية محترمة محليا من انتزاع المقعد رغم سفر ثلاثة قادة وطنيين لدعم مرشحة البسو،،،
هذه الحقيقة تؤكد ان اليسار "المؤسساتي" يعيش ازمة مركبة: تنظيم+،مشروع+خطاب،،،
ملحوظة: النتيجة كارثية حتى للفائز،، وربما اكثر
* www.facebook.com/khalid.elbekkari
التعليقات