ليس غريبا أو مستغربا مايجري بالمغرب العربي بعد مرور سبع سنوات على انطلاق الحراك بعدد من الدول العربية ، وليس غريبا آن يواجه الملك المغ...
ليس غريبا أو مستغربا مايجري بالمغرب العربي بعد مرور سبع سنوات على انطلاق الحراك بعدد من الدول العربية ، وليس غريبا آن يواجه الملك المغربي المحتجين بالسلاح ،ويكيل عليهم التهم التي يعتقد أنها تخفف من موجة الاحتجاجات ،سواء كانت هذه التهم صحيحة أو مصنعة .
إن جميع الحكام تعتمد على مجموعة من المستشارين باختصاصات متنوعة بما فيها تلفيق التهم الافترأت .
كما أن بعض الأطراف الدولية والإقليمية هي على أتم الاستعداد للاصطياد بالماء العكر وتنفيذ مشاريعها التي كانت تعمل من اجلها منذ زمن بعيد .
فماذا تستطيع القوى الوطنية فعله لتقطع الطريق على من يريد استغلال ، اللحظة التاريخية والاصطياد بالماء العكر .
سوى الإسراع بفتح الحوار الغير مشروط مع جميع أطياف المجتمع بما فيهم أجهزة السلطة والدولة بكافة أطيافها ،
ومحاولة البحث عن صيغ جديدة للحفاظ على الوطن وإبعاد من يريد العبث بالوطن ومقدراته . رغم أن جميع المهتمين يعرفون تمام المعرفة بأن ما ورثته الحكام العرب من تاريخ الإسلام .وتمسكوا به وقاتلو من اجله حتى الموت . واهم الأشياء التي ورثوها وتمسكوا بها .
١- الاستبداد الديني الذي أضافوا عليه الاستبداد السياسي يتناغم حسب الضرورة .
٢- قمع الحريات بكل أشكالها المختلفة ،وابتداع التهم المناسبة لكل مطلب من مطالب "الرعية " من وجهة نظر الحاكم سواء كان ملكا أو رئيسا أو غير ذلك .ولكل حاكم مؤسسة دينية،، تشرع ما يريد باعتبار أن معظم التشريعات في البلدان الإسلامية ، مصدرها القرآن والقرآن حمال أوجه لا يكلف المشرع الكثير من الجهد حتى يجد للحاكم أو من يمثله العذر والتشريع المناسب لقمع أي ظاهرة يريد .
٣-تقديس النص وإطلاقه واعتبار العقل محدود، لذلك يمنع أي نشاط فكري وأي محاكمة عقلية لأية ظاهرة، أو حدث ما يتعارض مع رغبة الحاكم، و تعتبره زندقة أو صعلكة أو أية تهمة أخرى تعرض صاحبها لأبشع العقوبات ،ولم ننسى ما حصل لكل من المفكرين المصريين اللذان تعرضا لأسوء معاملة وهما الدكتور نصر حامد ابا زيد والباحث الدكتور فرج فوده من قبل أهم مؤسسة إسلامية ، بالعالم العربي والإسلامي (الأزهر الشريف )
٤- طالما أن الخلافة بالإسلام ليس لها زمان فيعتبر الحاكم نفسه حاكما حتى وفاته ،ويعمل كل ما بوسعه من اجل توريث أبناءه وأحفاده.
٥-وباعتبار كل الدساتير التي تكتب بإشراف الحاكم فيعطي نفسه الحق المطلق ،طالما أن الحاكمية لله وهو خليفة الله على الأرض ،ويصبح صاحب الحق المطلق بسن القوانين التي تؤبد الحكم له ولعائلته ،وتجيز له محاكمة خصومه وإطلاق الحكم الذي يريده بحقهم دون أية اعتبارات لأحد .
٦- العدد الهائل من " العلماء والمفكرين " الذين يمضون لياليهم بالبحث عن كيفية إضافة أفكار جديدة تعمل على إلغاء العقل وتشويه الظواهر ،وتفسيرها بأدوات قروسطية تعمل تأكيد الاعتراف بماضي الأساطير ،وقسر الحاضر ليأ خذ مشروعيه من الماضي .فأبدع " العلماء " بتوليد مجموعة من الحركات الدينية ،كالسلفية التي ترفض الحاضر وتدعو لعودة المجتمع إلى فكر السلف الصالح وترفض كل ماجاء بعده .
ومن هذه المجموعات أصحاب الرأي القائل :
الإسلام هو الحل ، ومن دون العودة إلى الأصول لا يصطلح حال الأمة ،وكل ما أنتجته الحداثة زندقة وكفر .فالمناخ الذي يسود فيه التطرف والتكفير ، ماذا سينتج سوى المزيد من الانقسامات ،والصراعات الداخلية ، التي لا تنتج بدورها إلا المزيد من الانقسام والتشظي ،وخلق حالات جديدة كالوهابية التي ولدت من رحم الإسلام المأ زوم والذي أصبح رهينة للحاكم المستبد يصنعه كما يريد بأيادي من يدًعون تمثيل الإسلام والحفاظ عليه .
جميع هذه العوامل تجعل الحاكم يصدق وهمه بأنه الحاكم بأ مر الله وكلما أطال زمن حكمه اقنع نفسه ومن حوله بأن له الحق المطلق بقمع وتصفية كل من يخالفه الرأي .
من هنا يتبين لنا إن جميع الحكام بالمنطقة العربية يفكرون بطرق متشابهة ،لذلك لن يكلف فخامتهم حتى بالاستماع إلى مطالب الشعوب التي يحكمونها . حيث لا يحق للمحكوم أن يعترض فكيف له أن يثور .
وبالعودة إلى جميع الدول العربية التي ظهر فيها احتجاجات أو أي حراك تقدمت فيه لغة العنف ولغة السلاح وغيب صوت العقل حيث لا مكان للعقل بعالم محكوم بالنص .
*كاتب من سوريا
التعليقات