قبل أيام استشهد خلادة الغازي وهو شاب من إقليم أزيلال بعد إضراب طويل عن الطعام وبعد اعتصام دام شهورا ضد مافيا العقار. لم يسمع أغلبنا عن ه...
قبل أيام استشهد خلادة الغازي وهو شاب من إقليم أزيلال بعد إضراب طويل عن الطعام وبعد اعتصام دام شهورا ضد مافيا العقار. لم يسمع أغلبنا عن هذا الموضوع رغم الصمود البطولي والإصرار حتى الموت للدفاع عما اعتبره خلادة حقه المهضوم، ألقى "فايسبوك" علينا هذا الخبر بكل قسوته في تعرية واقعنا وغيابنا.
وقبل شهور معدودة لم نكن نتتبع شابا ريفيا اسمه ربيع الابلق أصر هو الآخر على رفض الضيم ومقاومة الاستسلام ورفض المساومة في الحق.
درس بليغ وتذكير لنا بأن النضال والمقاومة يبدآن بشكلٍ فعلي في العقل قبل أي شيءٍ آخر ولا ينتظر الدفاع عن الفضيلة دائما تنظيماتنا المتثاقلة المتلكئة و"مثقفينا " الغائبين عن الوعي.
بعد "رسائل" حراك الريف الذي لم يجد بعد من يترجمها إلى لغة بسيطة يفهمها الناس، ميزة هؤلاء "الأبطال العاديون" هو تذكيرنا بأن طريق المطالبة بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية خط مستقيم واضح إلى أقصى حد.
وأن "البطولة" في الحقيقية ليست فريدة من نوعها ولا نادرة. وعلينا جميعا أن نمسح بقوة من عقولنا وعقول أبنائنا وبناتنا ما ترسخ فيها من أساطير كاذبة عن الخطابي و المهدي وعمر غيفارا و...
ما يروى لنا ونرويه عن البطولات الاستثنائية ، ليست أبدا حالات فريدة لا يمكن تكرارها إنما أفسد "واقعيتها" وشبهها بما نرى ونسمع كثرة النفخ والتكبير. وإنه غاية في الخطورة أن ما يعتقده البعض محمودا من تمجيد لمكارم زعماء الماضي يمكنه أن يرسخ في الناس إحساسا بالضآلة والتخوف من المبادرة .
وهذا نراه ونسمعه حتى من بعض "المناضلين" لدرجة أن البعض منا اصبح يخاف من الإقرار بأن شبابا مثل الزفزافي وصحبه هم "زعماء" و "قيادات" لانتفاضة الريف المباركة على إثر الوفاة المأساوية لشاب آخر يشبهنا تماما مثلما يشبهون أبناءنا تماما.
يخبرنا الابطال العاديون البسطاء اليوم بحقيقة عادية تماما وبسيطة تماما وهي أن التحرر من الحكم الفردي وويلات نظامنا العتيق ليس حلماً صعب المنال، ولذلك يخاف نظام محمد السادس ألا ترون ذلك مثلي ؟
*https://www.facebook.com/profile.php?id=100010088891451
التعليقات