النظام السياسي: الذي يَحُلّ جيش التحرير دون أن يكتمل تحريري الوطن؛ الذي يُقيل حكومة الرجل النزيه عبد الله ابراهيم ويخرجه من عالم السياسة...
النظام السياسي: الذي يَحُلّ جيش التحرير دون أن يكتمل تحريري الوطن؛ الذي يُقيل حكومة الرجل النزيه عبد الله ابراهيم ويخرجه من عالم السياسة وفي عز قوته الفكرية والبدنية إلى أن وافته المنية في بيت متواضع ومن دون أي ثروة؛ الذي يشكّل حكومة موازية برئاسة الحسن 2 (ولي العهد آنذاك) من أجل إجهاض أحسن تجربة حكومية (حكومة عبد الله ابراهيم) كان بإمكانها أن تؤسس لملكية برلمانية منذ 1958؛ الذي يضرب الشعب بالطائرات في الشمال ويزجّ بدبّباته في أزقّة البيضاء من أجل قتل الأطفال والنساء، ثم يطلق على الضحايا"شهداء الكوميرا"؛ الذي بسيئ للمُجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي حيا وميّتا؛ الذي يتحمل المسؤولية الكاملة عن اغتيال الإقتصادي المهدي بن بركة؛
النظام السياسي: الذي يفرّخ الأحزاب الإدارية ويمنحها الأغلبيات البرلمانية من أجل تفكيك الأحزاب الوطنية (منح حزب عصمان ـ صهر الملك ـ سنة 1977 الاغلبية يوم تأسيسه، ومنح حزب الهمة ـ صديق الملك ـ الأغلبية سنة 2008 دون أن يشارك في أي انتخابات)؛ الذي يخترق جميع الأحزاب والهيئات النقابية والمدنية، ويشجّع كل تمزق وتشتت، ويُجهض كل عمل وحْدَوِي؛ الذي يهمّش العلماء في مختلف المجالات أمثال: المهدي بنعبود، والمهدي المنجرة وغيرهم كثر؛ الذي ينقلب على المنهجية الديمقراطية ويطرد رجلا استدعاه من أجل ألاّ يصل المغرب مرحلة السكتة القلبية؛ الذي يستميل "النخب" السياسة ويصنع لها مؤسسات على المقاس، مقابل طرده لكل صوت يعارض سياساته؛ الذي يقمع المواطنين عندما يُعبّرون عن مطالبهم، ويغلق الفضاء العومي في وجه كل احتجاج، ولا يفتحه إلا لمسيرات التأييد، وحفلات الولاء؛ الذي ينتقل إلى تدشين نفس المنجزات أكثر من مرة، ويُنفق على مراسيم التدشين أكثر ممّا ينفق على البنيات المدشَّنة؛
النظام السياسي : الذي يصنع رُزمة من المؤسسات الشكلية التي لا تُسهِم إلا في استهلاك المال العمومي؛ الذي تَبقى خُطبه (التناوب، المفهوم الجديد للسلطة، 9مارس، الجهوية المتقدمة، أين الثرووة؟، الاصلاح الإدارة، عشرية التعليم، بيترول تالسينت، دولة القانون والحداثة...) مجرد كلام من أجل تجديد المشروعية، بينما لا تعدو تقارير لجانه (الأعلى للحسابات، تقرير الخمسينية، لجان التقصّي...) أن تكون حبرا على ورق؛ الذي يُكرّس الطقوس البالية ويشوه صورة المغاربة في العالم، ويجعلهم أضحوكة في برامج التوك شو الغربية؛ الذي ينَسِب كل الانجازات الإيجابية لعبقريته، ويترك لغيره السلبيات ويجعل من المواطنين "رعايا"؛
النظام السياسي: الذي يتحكم في كل الوسائل الايديولجية للدولة (الاعلام، المساجد، المدارس..) ويجعل منها بوقا للمديح و"الملاحم"؛ الذي يرفض تحرير وسائل الاعلام المرئية ويفرض على الشعب متابعة نوع واحد؛ الذي يتحكم في مفاصل الاقتصاد والرياضة والفن ...؛ النظام السياسي الذي تحتكر شركاته المناجم؛ الذي يعفي الفلاحين الكبار من أداء الضرائب فقط لأن أركانه هم المسيطرون على قطاعات الفلاحة والعقار؛ الذي يوجد بميزانيته العامة أكثر من 60 صندوقا أسودا (حساب خاص)؛
النظام السياسي: الذي يتحكّم في المكتب الوطني للفوسفاط ويطلق عليه عبارة "شريف"، ويشرف على وزارة الأوقاف التي هي أغنى الوزارات؛ الذي يوزّع الرخص بأنواعها على المقرّبين والمطبّلين والمدّاحين؛
النظام السياسي: الذي شكّل لجنة على المقاس لوضع دستور ومع ذلك شكّل لها "لجنة الآلية" لمراقبتها؛ الذي فرض دستورا وألزم خُطّاب المساجد بالترويج له عبر خطب رسمية مكتوبة؛ الذي يَجهَد من أجل إفراغ دستوره الممنوح من أي محتوياته الايجابية القليلة، وذلك من خلال أكثر من 23 قانون تنظيمي، من أجل إتمام مسلسل التراجعات؛
النظام السياسي الذي لا يعترف بخطئه هو وإنما يعترف فقط بأخطاء الآخرين، ولكن دون أن يجرؤ على تقديمهم للحساب لأنه صنعهم على يديه ويحتاجهم بين الفينة والأخرى (...) هل يمكن التعويل على هذا النظام لتطوير البلد، وإنجاح الانتقال الديمقراطي الذي عمر طويلا في خانة اللاموجود والمتأمل، ويقبع دائما في خانة الأحلام !
*www.facebook.com/abderrahim.elaaLLam
التعليقات