(1) بلغت عدد حكومات المملكة المغربية من عهد الاستقلال الى اليوم مايناهزاحدى وثلاثون حكومة اذا خذنا ...
(1)
بلغت عدد حكومات المملكة المغربية من عهد الاستقلال الى اليوم مايناهزاحدى وثلاثون حكومة اذا خذنا بعين الاعتبار حكومة العثماني الاخيرة والتي لا يمكن وصفها كذلك لاسباب ليس مجالها بعد , فما يعنينا منها السيد( حصاد وزير التعليم) واذا كانت المناسبة شرط فلاشك ان الكثير من رجال التعليم ينتظرون ماذا يعني سياسة الغربلة التي اطلقها اما م الاعلام بعد تعيينه وغدا الميدان التربوي مدعاة للتهكم والاستهتار على وسائل التواصل الاجتماعي بعدما ضاق التعليم المغربي من الارتجال والتجريب سواء على مستوى من تحمل مسؤولية تسييره اومن جرب الكثير من البيداغوجيات التربوية مع ما صاحب ذلك من بحث كل وزير تعليم عن تمويلات خارجية وتوقيع اتفاقيات تملأ شاشات ا لتلفزيون في ملامسة لاصلاح المنظومة التعليمية في غياب اي تصور حقيقي في الوقت الذي نجد ان عمليات الاصلاح ظلت مرتبطة بافراد وشخصيات\ امثال الجابري ) وغيره ولست هما لاقامة دراسة اكاديمية فالمختصون بميدان التربية وعددهم كثيرلم يتركوا اي فلسفة تعليمية او اي نظرية تربويه الا والتمسوا معرفتها حتى اصيبت المكتبة المغربية بتخمة التاليف,كما ترجموا تجارب في مدارس التكوين واشتغلوا عليها تارة بالاقتباس واخرى بالتجريب .ولم تفلح الترجمات اواقتباس التجارب في اخراج معنى الاصلاح الحقيقي والسبب ان عمق القضية التعليمية ستبقى رهينة بالمفهوم السياسي الضيق من حيث مدخلاتها ومخرجاتها(1)
برجوعنا لسياسة الغربلة تستوقفنا تساؤلات عدة (خاصة ان السيد الوزيرلا تسعفه لغته العربية في التواصل ) اهمها وابرزها سؤلان اساسيان اولهما ماذا يقصد السيد الوزير بالغربلة ؟.وثانيهما ما نوع الاصلاح البيداغوجي الذي يستطيع ارجاع المنظومة التعليمية لسابق عهدها والتي لم تكن مشرقة سوى من جانب تكوين اطر مغربية تسير البلاد واكبت التعليم الاجنبي في مدارس عالمية غربية مرموقة بعدما رسم لها المسؤولون السياسيون الافاق وهم في مركز القرار؟
كتب الشاعر العبقري(ميخائيل نعيمة )في تصديره لكتاب الغربال اربعة عناصر اهمها
1ـ حاجتنا الى الافصاح عن كل ما ينتابنا من العوامل النفسية من فوز زفشل وحب وكره ولذة وألم ......
2ـحاجتنا الى نورنهتدي به في الحياة وليس من نور نهتدي به غير الحقيقة.
فهل يسعى السيد حصاد لطرح حقيقة فشل التعليم والمنظومة التعليمية باعتبار ان هذه المنظومة تتداخل فيها عناصر في مستواها العمودي ( نقصد الغايات والمقاصد ثم الاسس البيداغوجية ....)او على المستوى الافقي( ونقصد مرتكزات الاصلاح اي رجل التربية)
ان الحقيقة المثلى التي يبحث عنها المغاربة هي مصداقية المدرسة العمومية التي جعلها السياسيون اخر اهتماماتهم والدليل الفاضح في عمل وزراء التعليم يبقى محصورا في مجال الخطاب فحتى حينما اقترح بعض الغيورين تخصيص جزء من ارباح الشركات للبحث العلمي صوت جميع النواب المحترمون بلفظ سخيف انه (لا) مما يعني ان نواب الامة سيصوتون للسيد حصاد بنفس الكلمة ونحن نفترض حسن النية في الوزير وتباشيرها لايمكن معلرفتها سوى بفتح حوار مع النقابات التعليمية بعدما اذاقهم مرارة الهراواة امام البرلمان.
ان مفتاح الحقيقة هو الاحساس بالم المجتمع في مدرسة لاتقوم سوى بحراسة الاطفال دون السماع لألمهم ورغباتهم .ان فصلا باربعين تلميذا في قسم يتجدد بطلائه وصباغته دون التركيز على مضمونه يبقى ضربا من الغوغاء.
(2)
علينا الانطلاق في هذه الحلقة من مسلمة عاشها رجال التربية والتعليم طيلة اشتغالهم بالميدان وتتمثل في كون ان عملية تعميم التعليم وتوسيعه ليس وليد اليوم,خاصة وان المؤسسة التعليمية المغربية في السنوات الاخيرة باتت محل تقارير محلية ودولية تجعلنا نشمئز من حالنا حينما نصبح وراء (الدولة الليبية)التي ما فتئت تعاني من حروب فرضها المستعمرالغربي من جهة كما ان التعليم الخصوصي ولوبياته لم تأل جهدا في سبيل استغلال بنايات المؤسسات التعليمية العمومية سواء بالتفويت او الكراء,وبالمناسبة فكأن التاريخ يعيد نفسه بعقليات متشابهة تعيش الصراع في المصالح من منطلقات سياسية وهو ما يفسر تعدد لجان اصلاح التعليم (لجنة الحركة التعليمية سنة1957) (اللجنة الملكية لاصلاح التعليم1958 ثم لجنة عبد الله ابراهيم 1959.
ان القاسم المشترك بين هذه اللجان هو الصراع الايديولوجى اوبعبارة اخرى فئة المدافعين عن التعليم الوطني ودوره في التنمية الاجتماعية والاقتصادية وفئة المدافعين عن الوظيفة الطبقية للمجتمع المغربي وهي النخبة المدافعة عن النموذج الغربي وتوجهاته المتمثلة في خلق نمط تعليمي يستوعب الاعيان,,
لسنا هنا لكتابة تاريخ التحولات التربوية فواقع الحال يكذب كل الاجراءات التربوية للتطوير ماعدا المبادئ الاربعة(التعميم ـ المغربة … الخ)حيث ظلت من المرتكزات الملتصقة بتعليمنا منذ ذاك التاريخ الى يومنا فحيثما ظهرت المطبات السياسية صاحبتها المعيقات الايديولوجية التي لم تستطع ان تقيم حدا فاصلا بين التصور التعليمي النموذجي في افق معانقة التطور والديموقراطية وبين النزعة الشوفينية لاحزاب سميت بالوطنية تعانق السلطة المركزية لتجد نفسها في دائرة نافورة جلب المياه.
ان الدفاع عن المؤسسة التربوية العمومية في خطاب وزير التعليم الحالي (حصاد) ليس وليد الالفية الثانية ,بل سبقته شعارات منذ فجر الاستقلال الى يومنا ( تعميم التمدرس ـ خلق الاطر الوطنيةـ…الخ فما اشبه اليوم بالامس في حديث السيد ( وزير التعليم محمد حصاد) عن الاصلاح وها نحن نعاود الكروالانطلاق من الصفر علنا نجد مدخلا صحيحا ومقاربة تعليمية تنطلق من مرتكزات في وقت بدأ فيه المجلس الاعلى للتعليم في التهرب من مجانية التعليم الذي عرف انقراض اجيال دافعت عن المجانية ثم رحلت وفي حلقها غصة.
التعليقات