رسالة إلى مناضل جمهوري بالخارج - خالد البكاري*

أكتب لك في هذا الصباح الباكر وأنا متوجه لعملي،،متوجه لأكون فوجا جديدا من الأساتذة المتعاقدين،لا أدري هل سمعت بهذه الفئة التي قبلت مرغمة ...

أكتب لك في هذا الصباح الباكر وأنا متوجه لعملي،،متوجه لأكون فوجا جديدا من الأساتذة المتعاقدين،لا أدري هل سمعت بهذه الفئة التي قبلت مرغمة العمل بعقود إذعان بعد أن سدت في وجهها كل الأبواب،ومنهم من تجاوز سنه الخمسين،،، في هذا الصباح الباكر وأنا متوجه للعمل مع كادحي هذا الوطن القاسي بما اقترفه كبراؤه،، راودتني فكرة أن أهاجر وأطلب لجوء سياسيا،،لاشك سأحصل عليه بيسر،فسيرتي مع مخزن بلدي كتابة ومواجهات واعتقالا كفيلة بأن تسهل علي الأمر،، وتذكرت مقولة المعتمد:"أن أرعى غنم بن تاشفين خير من أن أكون سائسا لخنازير ألفونسو"،، لكن للأسف ألفونسو لم يعد كما كان زمن بن عباد،أما يوسف بن تاشفين فممنوع من الصرف عندنا،،

لن أزايد عليك كما زايدت علي،ولن أحرف كلامك كما فعلت معي في تطبيق أمين لقاعدة:ويل للمصلين،، ولست في موقع اتهام حتى اثبت تقديري لما يقوم به المناضلون الحقيقيون في الهناك،اولئك الذين خبرناهم في الهنا ذات زمن، وما بدلوا تبديلا،والذين نعرف اكثر منك كيف يحملون الوطن وشما مستقرا في الوجدان،، أما من نبتوا فجأة في زمن اللايفات واليوتيوب ،والذين لم يحرك جذوة العداء للنظام عندهم سوى ارض ريع اخذت منهم،او إبعاد لهم من دائرة فساد، أو مشاجرة عابرة بين علية القوم، فلا عبرة بمهاتراتهم وعنترياتهم التي لا تتجاوز صالونات منازلهم المكيفة من حيث يبثون حماقاتهم،، 

في 2012 تزامن عيد العرش وعيد الفطر،دعوت رفقة الأصدقاء في كازا Hosni Almoukhlis و Hamza Mahfoud و Younes Derraz لوقفة ضد حفل الولاء وطقوس البيعة،وانشانا صفحة بأسمائنا ووجوهنا الحقيقية أسميناها :حفل الولاء للحرية والكرامة،، والتحق بنا رفيقات ورفاق نالوا نصيبهم من الضرب والتنكيل من الرباط، لكن اود أن اتذكر الصديقتين Dounia Benqassem التي قضت جزء من حياتها بفرنسا، وكانت من أوليات من تظاهرن زمن الرصاص بعد اغتيال بنبركة،وعادت للمغرب،هذه المراة أيها الجمهوري الذي يدعونا للثورة من الخارج، رفضت في زيارة هولاند أن يغطي علم فرنسا نافذة شقتها ،التي تطل على ساحة كانت ستشهد مراسيم استقبال هولاند من طرف محمد السادس،وتحدت السلسلة السلطوية من المقدم وصولا لوالي الأمن على بعد دقائق من حلول الملك وضيفه،، وكذا الصديقة Soumia El Marbouh التي تناقلت وسائل الإعلام الدولية صور طرحها ارضا وركلها بشكل همجي، ذلك اليوم الذي قررنا الاحتجاج فيه ضد طقوس البيعة وكنا قلة، هذه الصديقة مقيمة بفرنسا وقد جاءت من هناك خصيصا لتشاركنا الوقفة،،كما فعل مناضلو الشتات الذين جاءوا من اوروبا وامريكا يوم 20 يوليوز لينالوا نصيبهم من بركة النضال وضريبة المواجهة.

ايها الجمهوري الذي لا يعرفني، هل أذكرك بان ما قمنا به من احتجاج ضد طقوس البيعة،عاودناه حين دعونا مرة أخرى للاحتجاج ضد قرار ملكي بالعفو عن البيدوفيل كالفان، وسأترك لك في خانة التعليقات رابطا لفيديو حواري مع قناة العالم ذلك اليوم ،احمل فيه الملك بدون لف او دوران مسؤولية العفو وقمع الوقفة،،قلتها في بث مباشر من الرباط وأنا لم اتعافى بعد من آثار الهراوات،وللصدفة فقد كنت يوم البث رفقة مناضلات ومناضلين ببيت الصديقة Fatiha Aarour التي آوت المصابين القادمين من خارج الرباط يومها،، هذه المناضلة التي تكمل دراساتها العليا بفرنسا وفي الوقت نفسه مستمرة في نضالها ضد الأوليغارشية المتحكمة.

ليس غرضي التباهي ولكن لأبين لك الفارق بيننا، يا من نبت فجأة ليكتشف النضال (وهذا ليس عيبا) ولم يجد سوى مواطنا بسيطا مثلي ليتهمه بخدمة أجندات المخزن،، عيب أيها الجمهوري،،،بعد حوالي عشرين سنة من العمل أستاذا للثانوي وبعده للتعليم العالي، تعالى وقارن بين ما تمتلكه وما أمتلكه،وكان يمكن أن امد اليد أو أن اقايض بالموقف،،

أيها الجمهوري الذي لا نعرف ماضيه ولا ارتباطاته ولا حساباته، التي لا تهمني بقدر ما يهمني الموقف والفكرة،، حين أشاهد فيديوهاتكم التي تتحدثون فيها عن "مثلية" الملك أو عن زوجته او عن أخواته، أشعر بسطحية ما تقومون بها،، فمعركتنا ضد النظام اعمق من هذه الترهات التي تمتح من أردأ ما في الشعبوية،، معركتنا يقودها افق الكرامة والعدل والمساواة والحرية،لا القضايا الأخلاقوية والحسابات الذاتوية،،،

ختاما:حين رفضت التظاهر يوم 30 يوليوز ،وكنت أعبر عن موقف شخصي غير ملزم لأحد،فلأني أدري ان المعركة طويلة وتحتاج لنفس اطول، لا معنى لتبديده في أشكال متسرعة انفعالية،ولأنني أرفض تكلفة عالية بدماء وسجون في مقابل عائد نضالي صغير جدا،، ولأني ارفض أي مبادرة قد تفضي لشق وحدة صف الحراك ولو كانت مغرية،، ولأني لا أرى مكاسب للمعتقلين وعائلاتهم وللحراك من جر المنطقة لمنطق مواجهة عنيفة على أرضية خط اللارجعة،،، وأخيرا لأنني ازعم قربي من نبض البسطاء في الريف الجريح،،،

ختاما :احيي كل مغاربة العالم الذين يعرفون الفرق بين النضال والدعم والتضامن والواجب، وبين الوصاية والتحريض المريح وتقديم الدروس بعيدا عن الالتحام بالواقع الميداني،، وأختم بدعوتكم للكف عن استخدام العبارة المبتذلة التي تكررونها كثيرا:"خاصكوم المغاربة تفهمواا!!!!!!!" ،، باراكا من الأستاذية #زعماتيكا.

*www.facebook.com/khalid.elbekkari