تحليل خبري..الفوضى الخلاقة ساهمت بتشكيل التحالف الصهيوامريكي مع الوهابية وبعض دول الرجعيات العربية

*محمد علي شعبان ليس مفاجئة  لكل من يتابع الأحداث والتطورات والخلافات التي ظهرت بين قطر من جهة ،والسعودية ومصر والامارات ومن معهم م...

*محمد علي شعبان

ليس مفاجئة  لكل من يتابع الأحداث والتطورات والخلافات التي ظهرت بين قطر من جهة ،والسعودية ومصر والامارات ومن معهم من جهة ثانية ،وظهور تباين بالمواقف فيما بينهم .إن هذه التباينات ، ليست وليدة اللحظة أبدا ،بل هي تعبيرا عن مواقف ونهج تنتهجه كل دولة على حدى، وليس خافيا  على المتابعين  رؤية التناغم في العلاقة التركية القطرية المتميزة، والدعم التركي للدور القطري  الذي كان واضحا منذ زمن بعيد، وظهر بالعديد من المواقف أهمها الدور القطري في لبنان ،والتدخل من أجل حل الخلافات الفلسطينية ــ الفلسطينية ، والغزل الذي حدث مع السلطة القطرية والأخوان المسلمين في حركة حماس والعلاقة المعروفة والمفهومة للجميع، واتضحت بشكل جلي اثناء احتلال العراق من قبل القوات الامريكية الغازية عام 2003 ومحاولة الضغط على سوريا لاخراج حماس من دمشق.وكان واضحا خيار خالد مشعل بالتوجه إلى قطر لو لم تحتضنه دمشق وتقدم له الدعم وتحقق له الأمان.

 وبعد انطلاق الحراك في سورية منتصف اذار 2011 وانكشاف موقف خالد مشعل من النظام في دمشق و انحيازه للاخوان المسلمين  ودعم  قطر له واستقباله فيها .

ان العلاقة بين الاخوان المسلمين الموجودين في مصروتركيا وقطر واضحة تماما واحتضان تركيا وقطر للقيادات الأخوانية السورية على أراضيهم خير دليل على ذلك. وهذا السلوك لا يتناقض  مع الموقف الايراني من الأخوان المسلمين,  وتذكرون جميعا الانتخابات المصرية التي جرت بين محمد مرسي وشفيق بعد انتصار مرسي والمباركات التي جاءت من ايران وتركيا، والدعم المعنوي الذي تلقاه من الجمهورية الاسلامية  باعتبار ان ايران تدعم أي توجه اسلامي  في المنطقة العربية والعالم.لكن  الجديد في الأمر هو اعتماد رئيس الولايات المتحدة ترامب ،على الوهابية والتخلي أو تجميد  العلاقة القديمة مع الأخوان المسلمين ،وهذا الموقف يجعل العلاقة مع تركيا تتراجع بالوقت الذي يحاول فيه الرئيس التركي تقوية أوراقه بصلاحيات أوسع من الماضي، حينما كانت علاقاته  مع امريكا  في احسن حالاتها.الامر  الاخرهو اعتماد الادارة الامريكية الجديدة على الأكراد كورقة جديدة لم تكن معتمدة سابقا.هذه الدلائل تشير إلى تغيير حقيقي برؤية الإدارة الامريكية الجديدة بإدارة ملفات المنطقة .

إن مشروع الشرق الأوسط الجديد التي وعدت به السيدة كونداليزا رايس ،بدأت ترتسم ملامحه بوضوح في عهد السيد ترامب،والذي تجلى بالتحالف الجديد الذي ظهر بعد زيارة الرئيس ترامب إلى السعودية ،والترحيب السعودي لموافقة امريكا على اعتبار ايران هي الدولة الداعمة للارهاب المتمثل بحزب الله اللبناني والمقاومة الفلسطينية المدعومة من ايران .

إن عدم دعوة تركيا للمشاركة بالقمة التي عقدة في السعوديةأمر مثير للاستغراب والدهشة ،طالما ان تركيا تاريخيا حليفة لامريكا وعضوا بحلف الناتو ولديها علاقات ممتازة مع الكيان الصهيوني .كل هذا يؤكد أن الادارة الامريكية الجديدة قد حسمت خياراتها باتجاه اعتماد الوهابية السعودية ومن معها من دول التعاون الخليجي باستثناء قطر التي تشكل مع تركيا والأخوان المسلمين  في باقي الدول العربية صفا آخر يعتمد عليه بدرجة أقل  مرحليا ويعتبر حليف من الدرجة الثانية .وبناء على ماتقدم يتضح ان التحالف الجديد التي وضعت أسسه قمة السعودية ،والتي حضرتها أكثر من خمسين دولة إسلامية،والتي تبلورت فيها مواقف لم تكن واضحة سابقا والتي  تشكل تطورا خطرا في المنطقة باتجاه سايكس بيكو جديد بأيادي وهابية وصهيوامريكية. يحمل في داخله الكثير من الويلات على المنطقة من حروب اهلية  مذهبية وطائفية ، كما يحمل معه مشاريع تقسيم  تؤسس لصراعات طويلة الأمد داخل كل قطر من أقطار الوطن العربي واصطفافات جديدة مؤلمة على الجميع.المستفيد الوحيد منها، الكيان الصهيوني الذي يشكل غرفة العمليات الجديدة التي تدير هذه الصراعاتبأشكالها المختلفة .

اخيرا بما ان هذا التحالف يضم الكثير من الأطراف ولكل طرف فيه دور ووظيفة ، فالطرف الكردي يشكل حالة استفزارية  لكل من تركيا وسوريا وايران والعراق ،والطرف السعودي الذي خذل معظم العرب والمسلمين بعلاقته المتميزة مع الكيان الصهيوني وتخليه جزئيا عن الفلسطينيين بأكثر من موقف.فهل ستدخل المنطقة في حالة اصطفاف جديدة بعد خزلان الاخوان المسلمين من امريكا؟ ليتشكل حلف جديد بمواجهة التحالف الوهابي الصهيو امريكي وتعود قوى الاقليم الأربعة  (تركيا والعراق_سوريا_وايران) لتشكيل حالة من التفاهم فيما بينهم لمواجهة الخطر القادم. أو ينطلق قطار التقسيم ليطال جميع دول الاقليم .

 * كاتب من سوريا