يعتبر الا تفاف الذي توصلت اليه كل من روسيا وتركيا وايران مهم ويصب في مصلحة الشعب السوري والدولة السورية. في الوقت الراهن رغم كل التخو...
يعتبر الا تفاف الذي توصلت اليه كل من روسيا وتركيا وايران مهم ويصب في مصلحة الشعب السوري والدولة السورية. في الوقت الراهن رغم كل التخوفات من الدور الامريكي الملتبس،
والغير حاسم بما يخص انهاء الازمة السورية .
إن وقف نزيف الدم أمر بغاية الاهمية ، ويمهد الطريق ويذلل العقبات التي تحول دون الانتقال الى الحوار السياسي تحت عنوان رئيسي متفق عليه هو الحفاظ على وحدة سوريا ارضا وشعبا واستخدام لغة العقل واستبعاد لغة السلاح هذه بداية الطريق للانفراجات بدلالة ان الطرفين المتحاربين وصلوا الى نتيجة مفادها، ان الامور وصلت الى طريق مسدود ولا يمكن الانتصار بالسلاح مهما طال زمن الحرب.
_ان موافقة الفصائل المسلحة على ترك السلاح هذا يعني، تحييدهم من العداء للدولة وانتقالهم لموقع الخصومة، ومعهم تختلف اللغة وتختلف الاداة ويصبح الجيش العربي السوري اكثر قدرة على محاربة باقي الاطراف المتطرفة كداعش والنصره،
والفصائل التي لم توقع على اتفاق الهدنة، وكلما تقدمت العملية السياسية يصبح الاستقطاب السياسي اكثر فاعلية باتجاه الحلول السلمية ،و على حساب الاطراف المؤمنة بالحسم العسكري،ومن يؤمن بالحل السياسي من هذه الفصائل عليه ان يقر ويعمل على محاربة الفاشية كخطر رئيسي على الوطن والحاق الهزيمة بها وبمن يدعمها .
_ان الانقسام الذي حصل بين الفصائل المسلحة يقدم الدليل الواضح على أن هذه الفصائل غير مؤتمنة ولا يمكن الوثوق بها ، وليس لها اي مشروع سوى الوصول لسلطة تمارس من خلالها الظلم والاضطهاد على الابرياء.وفي هذا الاطار يشكل انقسامها واقتتالها انجاز بحد ذاته، ماكان يتحقق لولا موقف اردغا ن القلق وخزلانه من الادارة الامريكية وقوة ومهارة الدبلماسية الروسية التي غيرت قواعد اللعبة ووضعت الا زمة السورية على طريق الحل .
وبقدر مايعول على الانقسام بالصف الفاشي يعول على التماسك والمشاركة الشعبية ونخبها الوطنية على امتلاك زمام المبادرة والمشاركة بصياغة العقد الاجتماعي الجديد لسوريا المستقبل دولة المواطنة- الدولة الديمقراطية العلمانية التي هي حلم معظم السوريين .التي لا يمكن ان تتحقق بالرغبات
والتمنيات .
إن المرحلة الجديدة التي تم الاتفاق عليها،تقتضي مسؤولية خاصة من جميع الاطراف الحريصة على وقف القتال في سوريا .وفي المقدمة الدور الروسي الذي يكرر دائما انه حريص على مساعدة السوريين لتقرير مستقبل بلدهم دون اي ضغوطات من أية جهة كانت .فعليه ان يتحمل المسؤولية لتهيئة المناخ المناسب ،بالضغط على الأطراف كافة لبدء حوار سياسي تشارك فيه جميع الأطراف بغية الوصول لمؤتمر حوار وطني سوري سوري برعاية روسية أو أطراف اخرى ضامنة كالصين او اي دولة من دول البركس، شريطة أن تمارس دور التشجيع والمساعدة بتذليل العقبات فقط دون أي املاءات أو ضغوطات على أي طرف كان.
أخيرا نقول : ان السوريين وحدهم الذين تحملوا الضغوط والقهر والجوع والفقر والتهجير والدمار . فمن يدعي حرصة على سوريا وعلى شعبها ،عليه ان يقف لجانب السوريين في تقرير مايريدون..
إن انتصار سوريا على الفاشية هو انتصار لجميع دول الاقليم ،فالدولة التي تعتقد انها محصنة وعصية على الاختراق في ظل قانون دولي جائر فهي واهمة .ان جميع دول الاقليم مهددة ،وعلى رأسها تركيا والسعودية .حيت ان الادارة الامريكية لا تريد دولة قوية بالاقليم حتى ولو كانت حليفة لها .لذلك يجب العمل على دعم الدولة السورية ومنعها من السقوط فحماية سوريا ،
يعني حماية دول الاقليم جملة وتفصيلا ...
*كاتب من سوريا
التعليقات