تحية طيّبة وبعد، في موضوع ’’ما العمل للتضامن مع حراك الرّيف’’، أنا لا أوافق على أن نقول لكل مناضلي المغرب: الاقتراح الوحيد المطروح هو أن...
تحية طيّبة وبعد، في موضوع ’’ما العمل للتضامن مع حراك الرّيف’’، أنا لا أوافق على أن نقول لكل مناضلي المغرب: الاقتراح الوحيد المطروح هو أن تشاركوا في مسيرة 11 يونيو بالرّباط. هذا مرفوض بشكل مطلق. بالإضافة إلى أنه عمليا غير ممكن. أنا ضدّ هذه المركزية غير المبرّرة. لماذا الرّباط يظن دائما أنه هو مركز الدّنيا؟ لا، الاقتراح السّليم، هو أن نقول للمناضلين في كل المغرب: لننظّم جميعا مسيرات مُتزامنة (simultanées)، في نفس اليوم (الأحد)، ونفس الساعة (الساعة 10 و/أو 22)، وإذا أمكن بنفس الشعار، في كل مدن المغرب، صغيرها وكبيرها. كل المدن متساوية، كل الجماهير متساوية، ولا نقبل أن تكون الرباط هي القيادة، ولا الطليعة.
إذا أردنا لأي نضال جماهيري مشترك أن ينجح، يجب أن نطبّق فيه أهم الدروس المستخلصة من ’’حركة 20 فبراير’’ (ح20ق). (وقد سبق أن كتبتها مرارا وتكرارا). وأبرزها (بتلخيص) ما يلي:
1) يجب أن نشارك في هذه النضالات الجماهيرية المشتركة كمواطنين، أو كمناضلين أفراد، وليس كمؤسّـسات (أحزاب، نقابات، جمعيات، إلى آخره).
2) يجب أن تكون الأهداف هي خدمة مصالح الجماهير الشعبية الملموسة (أي الشغل، التعليم، الصحة، السكن، النقل الجماعي، الكرامة، الحرية، ...)، وليس خدمة أهداف الأحزاب، أو النقابات، أو الجمعيات. نحن نرفض الانشغال بإشكاليات الأحزاب السياسية (مثلا سقف الملكية البرلمانية، أو سقف الصحراء مغربية، أو سقف التقيّد بالانتخابات، إلى آخره). ما يهمّنا، وما يوحّدنا، هو مطالب الجماهير المذكورة سابقًا. وبعد تحقيقها إلى حدّ متقدّم، يمكن في المستقبل أن نناقش، وبشكل مواز للنضالات الجماهيرية المشتركة، أية قضية مقترحة للنقاش.
3) الزعامية مرفوضة. لا نريد أيّ شخص، ولا أية جماعة، تخدم بناء زعامة محدّدة. ولا نسمح لأي كان، بأن يستثمر النضالات الجماهيرية المشتركة لبناء زعامته، أو شهرته، أو حظوته.
4) لا يُعقل، ولا يقبل، من أية قوة سياسية، أن تحاول أن تكون ’’قيادة’’، أو ’’طليعة’’ لهذا النضال الجماهيري المشترك.
5) لا يحقّ للمناضلين المتحزّبين أن يحاولوا احتكار كلّ شيء في هذه النضالات الجماهيرية المشترك. بل يجب أن نشجّع المواطنين العاديين على المشاركة، وعلى المبادرة، وعلى الإبداع، وعلى المساهمة في التنسيق، وفي تحمّل المسؤوليات، في هذه النضالات الجماهيرية المشتركة. (مع الحرص طبعًا على الحذر من العناصر البوليسية المُندسّة).
6) يجب على كل المناضلين أن يعرفوا جيّدًا أنه كلّما حاول حزب، أو جمعية، أو نقابة، أو شخص، أو مجموعة ، أن يستثمروا النضال الجماهيري المشترك، لخدمة أغراض حزبية خاصّة، فإن هذه الجماهير الشعبية تهرب فورا من هذا النضال. لأن هذه الجماهير تقول لك: ’’هل نحن جئنا لكي نخدم مصالحنا، أم أننا جئنا لخدمة مصالح جهات معيّنة؟’’
7) يمكن مثلا أن يكون الشعار الموحد لمجمل هذه الوقفات، هو: ’’لا للقمع، نعم لمطالب الشعب، الأسبقية للشّغل، والتعليم، والصحة، والسكن، والنقل الجماعي، والحرية، والكرامة’’.
آمل على الخصوص أن أكون مفهوما.
مع تحيات التقدير والاحترام. رحمان النوضة.
التعليقات