يجمع الملك وزراءه بالدار البيضاء ليحملهم فشل الدولة المركب في حلحلة ملف الآن فقط أصبح مزعجا!! في الحقيقة فشل ما نسميه تجاوزا بالدولة ف...
يجمع الملك وزراءه بالدار البيضاء ليحملهم فشل الدولة المركب في حلحلة ملف الآن فقط أصبح مزعجا!!
في الحقيقة فشل ما نسميه تجاوزا بالدولة في تدبير الاحتجاجات وإيجاد مخارج مؤسساتية لحلها هو جزء من بنية المخزن المازومة التي لم تعمل منذ عشرين سنة إلا على تأجيل مطالب القوى الحية في انتقال ديموقراطي حقيقي مسنود بدستور نابع من إرادة الشعب الذي يجب أن يكون أصل كل السياسات ومنتهاها..
لا يقدم الملك إلا مسكنات للأزمة ولا يرى أسباب حراك الريف إلا في بعض مشاريع تم تاخيرها عن اجالها أو تم تسخيرها لمصلحة طرف سياسي ما..
طبعا لا يمكننا مساءلة العثماني فالرجل كان خارج الحكومة عندما ابتدأ الحراك ولا حتى سلفه بنكيران الذي لم يكن يوما يتدخل في شيئ من مشاريع الملك بل كان رئيس حكومة لا يقرر في السياسات العامة للبلاد..
واذن فاجتماع الملك بوزرائه في الدار البيضاء لا مبرر فيه للتقريع فالاخطاء أخطاء الدولة والسياسة سياسة الملك.
منطق المخزن في التعاطي مع حراك الريف يعيد إظهار ملامح المخزن العتيق حيث السلطان يرضى ويسخط ، يعاقب ويقرب حسب درجة الولاء الأعمى لولي الأمر دون قدرة على انتقاده أو الخروج عليه بعد أن اختفت الأدوار التقليدية للعلماء وتم استدراج النخب المسماة أيضا تجاوزا بالحديثة.. منطق المخزن العتيق في تدبير الشأن السياسي الداخلي هو نفسه المنطق القديم الذي قسم المغرب إلى أرض السيبة وبلاد المخزن والذي يكون فيه مزاج السلطان حاسما في الرضى أو السخط على القبائل والزوايا ودائرة العلماء..
احترقت جميع أوراق النظام المغربي تقريبا وضاعت جميع عجلات احتياطه الحزبية بعد أن انقلب على تجربة الإسلاميين وقبلها تجربة التناوب ولم يبق له إلا احزابا خرجت من رحمه ولا مناص اليوم لتفادي أزمات أخرى قادمة بقوة من الانخراط في انتقال ديموقراطي حقيقي بعد أن فقد الشعب وقواه الحية أي أمل في مخزن يتغير.
ما ستكون أوراق المخزن بعد اليوم إلا أن تأكل الدولة من نفسها وينتقل التصدع إلى بنية النظام نفسه مع ما للسيناريو من خطورة كبيرة لا نظنها تخفى على أحد؟!
لا يمكن في كل مرة إنعاش الآمال في انتقال ديموقراطي حقيقي ثم النكوص والتراجع للوراء لإعادة تثبيت أركان نظام مهترئ ان أوان اعادة النظر في بنيته العميقة.
الملك اليوم في قلب الصراع السياسي والاجتماعي بوضوح ولعل تشبث أهل الريف بتدخل مباشر له يرفع الإحساس الحقيقي بالظلم والحكرة الذي أعاد موت محسن فكري بروزه في الوعي الجمعي لمغاربة الريف يجعل الملك اليوم في مواجهة مباشرة مع أي حراك محتمل وهنا خطورة تركيز السلطات واضعاف التنظيمات المدنية والسياسية.
إن التعاطي مع حراك الريف اليوم فضلا عن كونه قد أظهر قتامة المخزن وانغلاقه وتخلفه في مقابل التحولات العميقة التي يعرفها المجتمع المغربي سيجعل أي تدبير مزاجي متعجرف يحتقر الشعب ويصادر إرادته في التحرر وتوقه للديموقراطية بجميع أبعادها جارفا ومدمرا للجميع عاصفا بالمخزن نفسه إن ظل سادرا في غيه.
التعليقات