ماذا تقدم الليبرالية الجديدة من اغراء لبعض اليساريين لركوب الموجة الجديدة وتغييب خطاب الامس؟ لماذا غابت كلمة اشتراكية من معظم صحف وم...
ماذا تقدم الليبرالية الجديدة من اغراء لبعض اليساريين لركوب الموجة الجديدة وتغييب خطاب الامس؟
لماذا غابت كلمة اشتراكية من معظم صحف ومجلات الأحزاب الشيوعية في العالم العربي بشكل عام ومن الصحف ا لسورية بشكل خاص بظل ازمة وطنية مستعصية .
كان للأ مبريالية العالمية وحلفائها من دول استعمارية ودول الرجعيات العربية الدور الاكبر في وصول الوطن السوري لما وصل الية. ترافق ذلك مع صمت غير مبرر وغير مفهوم من قبل جميع الأحزاب، عندما بدأ التضييق على القطاع العام ودخول الخصخصة من اوسع الابواب .
لكن بعض الأصوات الخجولة التي رفضت خصخصة بعض القطاعات لم ترق لمستوى الموقف الذي يجب أن يكون.
إن لم يكن بوسعها منع بيع بعض مؤسسات القطاع العام، عليها أن لاتكون جسر عبور
لهذه الصفقة ومباركتها حيث ان الاحزاب الشيوعية هي المطالبة والتي تتحمل المسؤولية باتخاذ هكذا مواقف، طالما إنها تملك القدرة
والكفاءة لتقديم ثقافة عن أهمية القطاعات العامة ودور الدولة الضروري في الادارة والرقابة.
حيث أن الدولة هي الضامن لحقوق الفقراء من عمال وفلاحين. فهل تخلت هذه الاحزاب عن دورها التاريخي بانحيازها للعمال والفلاحين ووقوفها بوجه الرأسمالية التي تعمل بشكل دائم على استغلال جهود جميع قوى صف العمل من كافة الاختصاصات؟.
وهل بدأت تنسحب تدريجيا لصالح التعايش مع اليبرالية الجديدة ؟ جميعنا يعرف عندما هبت رياح الاشتراكية على العالم العربي في القرن الماضي، كان النظام الاقطاعي سائدا ومتحكما بجميع نواحي الحياة العامة والخاصة. حيث كانت الدولة عبارة عن محاصصة عائلية.
وليس هناك من مؤسسات الا وزارة الداخلية ووزارة المالية ، ومؤسسة الجيش، لقد كان الاقطاعي في كل قرية هو الحاكم والمتنفذ، حيث كانت الشرطة تلبي له مايريد .
وفي كل قرية من الريف السوري عشرات القصص والحكايا عن ظلم الاقطاع واستباحته لشرف وكرامة جميع الفلاحين الذين كانو يعملون أجراء عنده. وجميعنا يعرف إن الامية كانت منتشرة على كامل جغرافيا الاراضي السورية.
وكان التعليم حكرا على ابناء العائلات الاقطاعية، وزعامات من نوع خاص كر جال الدين والاغاوات ،لكن وبعد هبوب رياح الاشتراكية بدأ المجتمع يتغير بشكل متسارع باتجاهات متعددة كالتحرر من الامية وفرض التعليم الالزامي وسنت القوانين التي تعاقب من يمنع اولاده من التعليم .
ودخلت سوريا مرحلة جديدة من النشاط التعليمي والفكري والسياسي وتشكلت أحزاب جديدة قوميةو ماركسية ذات سمات يسارية أخذت على عاتقها النضال والتحرر من حكم الاقطاع ودحرة من أجل، بناء نظام اشتراكي اسوة بالبلدان التي انتصرت فيها الثورات الاشتراكية، وبدأت تتشكل ثقافة الوحدة والحرية والاشتراكية والعدالة الاجتماعية والمساوات والحقوق ولعبت الاحزاب السياسية دورا رئيسيا بتنشيط الحركة الثقافية، واقامة الندوات والمهرجانا ت، وفتحت العلاقات بين دول الاتحاد السوفييتي والعديد من الدول العربية وفي مقدمتهم سوريا والعراق ، وساهمت الدول الاشتراكية بدعم حركات التحرر بالعالم وكان لسوريا نصيب جيد بما يخص البعثات التعليمية والدعم المادي والمعنوي والعسكري، وانحسردور الاقطاع ودور المؤسسات الدينية وسلطتها، وتقدم دور الدولة ذات النهج الاشتراكي، التي عملت على تاميم بعض المصانع ومصادرة قسم كبير من اراضي الاقطاعيين وقامت بتوزيعها على الفلاحين .
كما بنت المشافي بمعظم محافظات سوريا لتستقبل وتعالج كافة المواطنين بالمجان ،وتشكلت لجان لدراسة احوال المواطنين في جميع مناطق سوريا ،لتقديم كافة اشكال الدعم للمحتاجين .واسست الجمعيات الفلاحية كي تقديم الدعم للفلاحين من بذور وسماد وقروض زراعية لمن يريد كما ساهمت الدولة بتقديم العديد من المواد الغذائية باسعار شبه مجانية .
كالرز والسكر والشاي والزيت بالإضافة للمساعدات التي تخص المناطق الفقيرة . كما تم انشاء جامعات تستقبل جميع طلاب سوريا ومن يريد من الطلاب العرب الذين يفضلون الدراسة بالجامعات السورية مع تامين السكن للجميع وبدون اي تكلفة هذه نتائج هبوب رياح الاشتراكية التي تحركت في اجواءنا .فهل تغييب كلمة اشتراكية من ادبيات وصحف الاحزاب الشيوعية هي في الاتجاه الصحيح؟ !
او تماشيا مع رياح الليبرالية الجديدة .وهل يواجه النظام الرأسمالي المتوحش بنظام رأسمالي اقل توحشا؟ او بنظام ديمقراطي اشتراكي نعم يتوجب على الشيوعيين اعادة مراجعة أفكارهم وبرامجهم على بعض من المفاهيم ودراسة التغيرات التي حصلت بالعالم والتحديات الجديدة، ووضع استراتيجية للمواجهة والصمود فالنظام الاشتراكي قابل للتطوير وهو النقيض الحقيقي لنظام الامبريالية المتوحشة الذي يقوم على الحروب الثأرية والانتقامية من جميع البلدان التي ناصرت النظام الاشتراكي في العالم .
وما يجري الان في سوريا والعراق والسودان واليمن خير دليل على حقد وثأرية النظام الرأسمالي المتوحش.
*محمد علي شعبان
كاتب من سوريا
تيار طريق التغيير السلمي في سوريا
للأسف فقد بات بعض الشيوعيين لا يعرفون حقا مدى خطورة انتصار ظاهرة الامبريالية تلك..
ردحذفشكرا لك على هذه الأفكار التي نتمنى أن تعمل على إيقاظ عقول من تاهو..