الناصرة - “رأي اليوم” - من زهير أندراوس: لا يوجد أدنى شكّ بأنّ إسرائيل وماكينتها الإعلاميّة تُمارس في هذه الأيّام حربًا نفسيّة شرسةً...
الناصرة - “رأي اليوم” - من زهير أندراوس:
لا يوجد أدنى شكّ بأنّ إسرائيل وماكينتها الإعلاميّة تُمارس في هذه الأيّام حربًا نفسيّة شرسةً في محاولةٍ منها لكسر إضراب الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، والذي دخل يومه الـ29. ناحوم بارنيع، كبير المُحللين السياسيين في صحيفة (يديعوت أحرونوت) رأى اليوم في مقالٍ نشره أنّ الحكومة الإسرائيليّة الحاليّة هي ليست يمينيّةً فقط، بل حكومة خائفةً جدًا من تداعيات وتبعات الإضراب على الساحتين الداخليّة والخارجيّة، كاشفًا النقاب عن أنّ مصلحة السجون الإسرائيليّة قامت بتلبية أحد مطالب الأسرى في سجن الجلبواع في الشمال، دون أنْ تُعلن عن ذلك لوسائل الإعلام.
وتابع المُحلل قائلاً إنّ مطالب الأسرى، الذي لا “أكّن لهم أيّ ذرة احترام أوْ رحمة” كان يُمكن تلبيتها ومنع الإضراب، الذي هو بحسبه، يُعبّر عن صراعٍ بين القائد المناضل مروان البرغوثي ورئيس السلطة الفلسطينيّة، محمود عبّاس. وقال أيضًا إنّ وزراء الحكومة الإسرائيليّة، بما في ذلك رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، يخشون إجراء الاتصالات مع قادة الأسرى لإنهاء الإضراب بسبب الوعود التي قطعوها على أنفسهم أمام عائلات الجنود الإسرائيليين، الذي وفق المصادر في تل أبيب، تحتجز حركة حماس جثثهم منذ عملية الجرف الصامد في صيف العام 2014، على حدّ تعبيره.
إلى ذلك، كشف موقع (WALLA) الإخباريّ-العبريّ النقاب عن لقاء جمع رؤساء أجهزة الاستخبارات الفلسطينية مؤخرًا بمسؤولين كبار في جهاز الأمن العّام “الشاباك”، في محاولة للتوصل لتفاهمات فيما يتعلق بإضراب الأسرى الأمنيين عن الطعام، مشيرًا إلى أنّهم لم يتوصلوا لأيّ اتفاق، كما أكّدت للموقع المصادر الأمنيّة الإسرائيليّة التي قامت بتسريب الخبر.
وحسبما نقل اليوم مسؤولون فلسطينيون، فقد شارك في اللقاء رئيس جهاز المخابرات الفلسطينيّة العامّة ماجد فرج ورئيس الأمن الوقائي زياد هب الريح.
وبحسب المصادر عينها، أوضح الموقع الإسرائيليّ، أوضح المسؤولون أنّ الجانب الفلسطيني أوضح لمسؤولي “الشاباك” أنّ على إسرائيل أنْ تتوصل لتفاهمات مع الأسرى وتحقق مطالبهم من أجل التوصل لإنهاء الإضراب.
هذا ويتهم الجانب الفلسطيني وزير الأمن الداخلي غلعاد أردان بأنّه من يرفض إدارة مفاوضات مع الأسرى، وعلى رأسهم قائد الإضراب مروان البرغوثي، وهو بذلك يؤدّي إلى تفاقم الأزمة ويخلق اضطرابًا كبيرًا في صفوف الجمهور الفلسطينيّ، على حدّ تعبير المصادر الفلسطينيّة التي تحدثت للموقع الإسرائيليّ.
وفي الرسالة التي نقلها البرغوثي من السجن، أمس، عبر محاميه قال إنّ “الإضراب مستمر، وسنواصل صراعنا من أجل الحصول على الحرية والكرامة في السجون، حتى نحقق أهدافنا”.
ونقل الموقع عن قدورة فارس المقرب من البرغوثي قوله إنّ الأخير “لا يعلم ولم يسمع عن فيديو التورتا” الذي نشرته مصلحة السجون وظهر به وهو يأكل وجبة خفيفة في الزنزانة، لافتًا إلى أنّه “من الممكن أن ينشروا له صورًا وهو عارٍ”.
وعلى خلفية التقارير التي تتحدث عن احتمال استئناف المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين بوساطة أمريكية، ذكر فارس أنّ البرغوثي طالب بعدم العودة للمفاوضات دون الاستجابة لمطالب الأسرى، بالإضافة لمطالبته التنظيمات الفلسطينية المختلفة بالتوقيع على وثيقة يلتزموا فيها بالحفاظ على وحدتهم وتماسكهم، كما جاء في رسالته، التي تمّ تهريبها من سجن (الجلمة) بالقرب من حيفا، حيث يقبع البرغوثي مؤقتًا.
التعليقات