يشكل وصول مانويل ماكرون لرئاسة فرنسا مناسبة للحديث عن فصل جديد في العلاقات بين فرنسا والجزائر، وكتبت جريدة لوموند الواسعة الانتشار هل ست...
يشكل وصول مانويل ماكرون لرئاسة فرنسا مناسبة للحديث عن فصل جديد في العلاقات بين فرنسا والجزائر، وكتبت جريدة لوموند الواسعة الانتشار هل ستعرف العلاقات تقدما كما هو عليه الشأن في العلاقات بين فرنسا والمانيا.
ورحبت الجزائر أشد الترحيب بالرئيس الشاب الجديد، وترى فيه رئيسا من خارج الهياكل السياسية التقليدية لفرنسا المتأثرة بالماضي المعقد للجزائر، وكسب الرئيس الجديد تعاطفا كبيرا وسط الجزائريين عندما قال بنيته فتح الملف الاستعماري الفرنسي في الجزائر، واعتباره جريمة ضد الإنسانية. وزارة ماكرون الجزائر إبان الحملة الانتخابية واعتبرها الشريط الرئيسي لفرنسا في العالم العربي وإفريقيا.
ونشرت جريدة لوموند أول أمس مقالا تحليليا للكاتبين رشيد أملال وألكسندر كاتب بعنوان: هل ستدخل العلاقات الفرنسية-الجزائرية فصلا جديدا مع ماكرون؟ وتتساءل هي ستكون في مستوى العلاقات الفرنسية-الألمانية.
وينطلق المقال من مدح الرئيس الحالي فرانسوا هولند الذي استطاع تطبيع العلاقات مع الجزائر ووضعها على السكة الاستراتيجية، ولكنها لم تحقق حتى الأهداف المنشودة. ويعتبر الباحثان أن استعمال الرئيس عبد العزيز بوتفليقة تعبير “ماكرون صديق فرنسا” هو مدخل للتطبيع وتطوير العلاقات.
ويعتبر المقال تصريح ماكرون في وصفه للاستعمار بالجريمة ضد الإنسانية بأنه منعطف هام في العلاقات بين رئيس جديد برغماتي ولد بعد خروج فرنسا من الجزائر وهذه الأخيرة.
ويستعرض المقال التحليلي آفاق العلاقات بين البلدين والأهمية التي تمثلها الجزائر لفرنسا بقوتها الاقتصادية ومواردها الطبيعية وخاصة الطاقوية. ولا يمنع تطور العلاقات سوى البيروقراطية والفساد الذي يميز الإدارة الجزائرية.
ويدعو المقال الى مقترحات لتعزيز هذه العلاقات لتكون مثل العلاقات لافرنسية-الألمانية ابتداء من الجانب الثقافي مثل إنشاء قناة فرنسية-جزائرية شبيهة بالقناة الفرنسية-الألمانية آرتي والاهتمام بالشباب وآفاق التعاون المتين لتطوير العلاقات السياسية والاقتصادية.
ومن جانب آخر، يبدو أن الرئيس الجديد متاثر برؤية رجال الأعمال الفرنسيين الذين يلحون على تحسين العلاقات مع الجزائر حتى لا تبقى على هامش الاستثمارات في مجال الطاقة والبنيات التحتية. وكانت ورقة باسم “ورقة ابن سينا” أنجزها خبراء جزائريون قد شددت على تطوير العلاقات مع الجزائر.
والى جانب المقال المنشور في لوموند، يرى المحللون أن تطوير العلاقات بين فرنسا والجزائر لا يمكنه أن يتم دون التأثير على المغرب. وعندما حاول هولند تطوير العلاقات مع الجزائر، وقعت مشكلة كبيرة مع المغرب، واتهمته الصحافة والطبقة السياسية في الرباط بأنه يميل الى الجزائريين. ويجهل نوعية التوازن الذي سيسعى إليه ماكرون حتى لا يسقط في فخ ضم الجزائر الى صفه وخسارته للمغرب.(راي اليوم)
التعليقات