ما الفرق بين سٌنة (بضم السين) البصري ادريس في سهرات الاقاليم التي تم تصديرها لمختلف بقاع العالم العربي والغربي وساهمت بالتالي في ترويج ...
ما الفرق بين سٌنة (بضم السين) البصري ادريس في سهرات الاقاليم التي تم تصديرها لمختلف بقاع العالم العربي والغربي وساهمت بالتالي في ترويج صورة مشوهة عن واقع المغرب باعتباره يرفل في الدمقس والحرير، وبين مهرجانات اليوم التي اصبحت موضة الالفية الثانية في الثقافة الاستهلاكية الحديثة والتي صدمت دعاة الديموقراطية في كون خططها لم تساهم سوى في وضع خريطة لنهب ملايين الدراهم في غياب اية رقابة عن المال العام وان شعار محاربة الفساد مرادف للتنمية المحلية ومفهوم الحكامة ..
الواقع ان لا فرق في غياب النقيض، حيث تجدر الاشارة الى انه في مدينة مثل مدينة بن سليمان والتي صنفت من ضمن العمالات المؤسسة للضبط الانتخابي منذ 1976 لم تستطع تجاوز دور الكومبارس في الخريطة البرلمانية ويكفي القول ان جميع المشاريع التي يتم تخطيطها سرعان ما يتم بيعها لاقاليم وعمالات اخرى من امثال ملحقة كلية الاداب في التسعينات التي وصلت الى مدينة خريبكة مرورا بالجامعة الامريكية في طريق المحمدية والتي انقلبت الى مديرية الامن (واسالوا اهل الذكر) وكذا المدرسة العليا للتجارة في سطات اضافة لنزع الصفة الصناعية عن المدينة حيث جميع الشركات تم تحويلها الى مدينة برشيد وقس على ذلك.......؟
بهذا الاسلوب وبهكذا سياسة لم يبق لرؤساء الجماعات في الاقليم سوى سياسة المهرجانات من مهرجان العنب الى مهرجان عبيدات الرمى، ففي ظرف اسبوعين عرفت المدينة مهرجانين تم بهما رد الاعتبار لطبول الدعاية الانتخابية والمخزنية التي صاحبت المجلس الحالي، والذي طالما اشتكى اعضاؤه من قلة اامال سرعان ما وزعت مبالغ مالية وصلت لحدود 580 الف درهم، على جمعيات رياضية متنوعة الاشكال والالوان لم تسهم ولوبسماع اسمها على الملأ تنشط على الورق وتستعبد ضعاف النفوس باستمالتهم لاغراض ذاتية في غياب اي مجهود لمعالجة المشاكل السوسيو اقتصادية واذا كان المثل المغربي ( اش خصك العريان) فان السيد رئيس المجلس البلدي اضاف لمعاناة الساكنة شراء سبع سيارات جديدة من نوع لوكان لاعضاء المكتب واختيارسيارة(كادجار) لنفسه كي تناسب مقام الرئاسة.
لقد بات واضحا ان سياسة المهرجانات وساسة الاضرحة التي يمولها المخزن والاعيان هي المدخل لاختراق عقلية المغاربة بتخصيص الدعاية عن طريق شراء الاقلام للتطبيل والتزمير، تدعيما لنهب المال العام في الوقت الذي تتم فيه محاصرة الاحتجاجات كما هو الشأن في قرية (العيون عين تزغة) التي تجمهر فيها المحتجون بعدما تمت خيانة التعهدات الانتخابية حيث حضرت الصحافة وبقدرة قادروبعد زيارة الجميع لمكتب الرئيس سرعان ما طوي ملف الاحتجاج لجماعة تعتبر من اغنى الجماعات في الاقليم ومن ىتم غابت الصور عن المواقع المحلية ، الا من بعد التعليقات المحتشمة التي سرعان ما توارت خاصة وانها تزامنت مع المهرجانات.
ان الازمة الحقيقية في مدينة بن سليمان ان من يملك زمام الاموروالتدبير له من العقلية المتحجرة ما يكفي من الوقاحة الاجتماعية للاغتناء حتى ولو ملأت الاحتجاجات جميع القرى فالعصا لمن يعصى او لينتظر ملفا تحيكه الايادي في الخفاء.
التعليقات