كشف المجلس الاعلى للحسابات، ضمن تقريره السنوي برسم 2015، عن واقع مظلم لمستشفيات المغرب، حيث ينخرها الفساد المؤدي الى سوء الخدمات الصحية...
كشف المجلس الاعلى للحسابات، ضمن تقريره السنوي برسم 2015، عن واقع مظلم لمستشفيات المغرب، حيث ينخرها الفساد المؤدي الى سوء الخدمات الصحية ومعاناة المرضى من طول مدة الانتظار وارتفاع وفيات الأطفال.
و بخصوص مظاهر الفساد، جاء في التقرير ان مستشفى ابن الخطيب بفاس توصل بميزانية قدرها ثلاثة ملايين و875 ألف درهم من أجل تنفيذ برنامج ما بين 2014 و2016 يتضمن ثمانية إجراءات عملية؛ إلا أن المركز سالف الذكر تسلم المبلغ من وزارة الصحة دون تنفيذ أي إجراء ضمن البرنامج، كما لم يقدم أي جواب عن المبلغ الذي تسلمه.
وانتقد التقرير مستشفى ابن الخطيب بسبب "نقص في مراقبة صدقية وجودة المعلومات" و"نقص في أماكن الاستقبال والانتظار" و"ظروف استشفاء لا توفر أنسنة التكفل بالمرضى" وأيضا "ظروف غير جيدة للتكفل بحالات الولادة".
وقال التقرير انه سجل ارتفاعا في أعداد الأطفال المولودين ميتين بنسبة 22.10 في المائة وصل عددهم عام 2014 حوالي 13.81 ألفا، فضلا عن ارتفاع عدد وفيات الأطفال الذي وصفه التقرير بـ"الكبير" بمصلحة طب الأطفال.
وكشف التقرير "خلل في تدبير النفايات الطبية داخل المستشفى"، إضافة إلى "عدم التقيد بمعايير تخزين الأدوية والمستلزمات الطبية"، ملقيا الضوء كذلك على طول مدة انتظار المرضى بمستشفى ابن الخطيب.
كما سجل التقرير ان المواعيد التي حصل عليها المرضى، خلال سنة 2014، كانت بعيدة الأمد بالنسبة إلى تخصصات الجراحة العامة وأمراض الغدد والسكري وأمراض الجلد؛ فقد وصلت في المعدل ما بين 4 أشهر و7 أشهر وكذلك بالنسبة أمراض القلب والشرايين وأمراض الكلي والطب الباطني وصلت في المعدل ما بين 53 يوما و83 يوما.
وبخصوص المستشفى الإقليمي الحسني بالدار البيضاء، وقف التقرير عند عدد من الاختلالات، من بينها "ضعف مستوى الأنشطة المتعلقة بالعرض الصحي"، و"موارد بشرية طبية وتمريضية غير كافية وغير ملائمة"، و"رداءة شروط الرعاية والتكفل بالنساء الحوامل والأطفال حديثي الوالدة".
مسجلا وجود مواعيد للكشف بعيدة الأجل نسبيا بالنسبة إلى بعض التخصصات بالمركز، إذ تصل إلى عشرة أشهر بالنسبة إلى طب العيون وشهرين بالنسبة إلى لطب الباطني وطب الغدد الصماء وشهر ونصف الشهر بالنسبة إلى طب الأمراض الجلدية وشهر واحد بالنسبة إلى أمراض القلب؛ وذلك مع "احتساب فترات انتظار إضافية في حالة القبول من أجل الاستشفاء".
ووصف التقرير نظام اشتغال هذا المستشفى ب"نظام بدائي للتطهير وتعقيم المعدات الطبية"، مسجلا "عدم مزاولة مصلحة الاستقبال والقبول للمهام الرئيسية المنوطة بها"، ثم "غياب تام فيما يخص إنجاز مهام الإعلام والتوجيه وتدبير مواعيد الاستشفاء بالمركز".
ويؤكد التقرير أنه فيما يخص مهمة الفوترة، فقد تبين "عدم إنجازها بالنسبة إلى العديد من الملفات العلاجية"، قائلا إن "جل الخدمات المقدمة من طرف مصلحة المستعجلات ومصلحة الأشعة ومصلحة التحاليل الطبية والفحوصات المتخصصة لا تمر عبر التطبيق المعلوماتي لمصلحة الاستقبال والقبول، وبالتالي لا يتم إنجاز فوترة بشأنها".
التعليقات