حسين المجذوبي( القدس العربي) - اختار الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غوتيريس الرئيس الألماني السابق هورست كوهلر مبعوثاً شخصياً له في...
حسين المجذوبي(القدس العربي) - اختار الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غوتيريس الرئيس الألماني السابق هورست كوهلر مبعوثاً شخصياً له في نزاع الصحراء الغربية بعد انتهاء مدة المبعوث السابق الأمريكي كريستوفر روس. ومن النتائج المرتقبة لهذا التعيين حدوث اهتمام أوروبي وخاصة ألماني أكثر بالنزاع.
وكانت «القدس العربي» قد أكدت في مقالات سابقة (الأمين العام الجديد سيعتمد على مقاربة جديدة لنزاع الصحراء، 14 كانون الأول/ديسمبر 2016) أن أنتونيو غوتيريس يفضل سياسياً أوروبياً ممثلاً له في النزاع ليشرف على المفاوضات بحكم قرب أوروبا من هذا الملف جغرافيا وتفهمها له أكثر من مبعوث أمريكي أو آسيوي.
وتأتي جريدة «كل شيء حول الجزائر» وهي جريدة رقمية باللغة الفرنسية وتؤكد في مقال للصحافي الإسباني إغناسيو سيمبريرو تعيين رئيس المانيا السابق هورست كوهلر في منصب المبعوث الشخصي الجديد، لكن لم يتم بعد مصادقة كل من المغرب والبوليساريو عليه، كما يجب على مجلس الأمن المصادقة عليه.
وعملياً، يفضل المغرب تعيين سياسي من أوروبا أو من آسيا بدل سياسي من الولايات المتحدة حتى يتفادى الضغط من طرف الخارجية الأمريكية التي وقفت في الماضي الى جانب المبعوث الشخصي جيمس بيكر، كما وقفت الى جانب المبعوث الأخير كريستوفر روس. وفي هذ الصدد، اقترح المغرب على الأمم المتحدة تعيين وزير الخارجية الإسباني السابق ميغل آنخل موراتينوس، حسبما أكدت مصادر أممية لجريدة «القدس العربي».
بينما تفضل جبهة البوليساريو مبعوثاً أمريكياً لأنها تعتبره الأكثر إنصافاً لها. وبدورها اقترحت على الأمين العام تعيين الأمريكي جون بولتون مبعوثاً خاصاً في نزاع الصحراء، حسبما علمت «القدس العربي» من المصادر نفسها، وهو سياسي أمريكي محافظ يتعاطف كثيرا مع البوليساريو.
وفضلت الأمم المتحدة اختيار شخصية مختلفة وتنتمي الى بلد مثل المانيا. ولا يمكن اعتبار اختيار الرئيس الألماني السابق كمبعوث بأنه سيكون في صف المغرب أو جبهة البوليساريو بل قد يتأثر بعوامل منها:
في المقام الأول، المبعوث الشخصي سيتبع الى حد كبير المقاربة الجديدة التي يرغب في تطبيقها الأمين العام الجديد في نزاع الصحراء، والتي تتجلى في استعادة ثقة الأطراف في دور الأمم المتحدة لتفادي استئناف الحرب بعدما أصبح هذا وارداً للغاية. ومن عناوين هذه المقاربة الالتزام كثيرا بقرارات مجلس الأمن أي عدم استبعاد استفتاء تقرير المصير والتركيز على ملف حقوق الإنسان.
في المقام الثاني، رؤية الدبلوماسية الألمانية للنزاع وهي رؤية باردة متأثرة كثيراً بالرؤية البريطانية وليس الفرنسية الموالية للمغرب. وكانت المانيا دائماً تقف موقف الوسط بين الدول التي تؤيد المغرب مثل فرنسا واسبانيا (هذه الأخيرة نسبياً) والدول التي تضغط على المغرب وهي بريطانيا والسويد والدنمرك وفلندا، واتضح موقفها الوسطي في مفاوضات اتفاقية الصيد البحري والزراعة.
وسيترتب عن تعيين هورست كوهلر نتائج أخرى وأبرزها ارتفاع الصراع بين المغرب وجبهة البوليساريو في المانيا للتأثير عليه، حيث سيحاول الطرفان كسب تعاطف وتأييد القوى السياسية. وفي جانب آخر، لا يمكن استبعاد ارتفاع اهتمام الاتحاد الأوروبي أكثر بنزاع الصحراء ومحاولة لعب دور تكميلي.
التعليقات