لا يعنيني هنا أن أناقش الأحزاب، فكل حر في اختياره الذي يستوجب الاحترام رغم الاختلاف. ما يهمني نقاش المسؤوليات العمومية وانعكاسها على...
لا يعنيني هنا أن أناقش الأحزاب، فكل حر في اختياره الذي يستوجب الاحترام رغم الاختلاف.
ما يهمني نقاش المسؤوليات العمومية وانعكاسها على الحياة العامة. ومن خلال هذه الزاوية تأملوا معي ما يلي ارتباطا بعنوان هذه التدوينة:
الكل يعرف منهج رئيس الحكومة السابق السيد بنكيران في تعامله مع النظام ومدى التنازلات التي قدمها طيلة مساره انسجاما مع خياره في العمل السياسي، حيث لا أحد يمكن أن يشك في صدق محبته للملك ودفاعه المستميت عنه الذي وصل حد مواجهة حركة الشارع سنة 2011 واصفا المحتجين بالطبالة والغياطة، وتشبثه بتثبيت السيادة والحكم للملك.
وخلال خمس سنوات من رئاسته الحكومة تابع الجميع كيف أن مطلب رضا الملك كان على رأس أولوياته وبرهن على ذلك بكل السبل وفي مقدمتها نهج سياسات حكومية لم تقف عند حد عدم إزعاج النظام بل وصلت إلى حد التنزيل السريع والقياسي لما لم يجرؤ أصدق الملكيين السابقين على اتخاذه من قرارات مؤلمة مضرة بالحياة الاجتماعية لفئات عريضة من الشعب.
كل ذلك لم يشفع له في إبعاده بصيغة ممعنة في الإهانة شكلا ومضمونا.
وغرض النظام من هذا واضح؛ وهو أن يدخل كل فاعل سياسي يشتغل أو يطمح للاشتغال من داخل المنظومة في حالة رهاب نفسي يهيمن معها السؤال المحير التالي: ما المطلوب أكثر من التنازلات التي قدمها السابقون؟
ضمن هذه الصورة لنقرأ وضعية رئيس الحكومة الجديد السيد العثماني الذي ينثر حاليا فوق رأسه وأمامه وخلفه ما يبدو في أشكال الورود لكن حقيقتها أنها أشواك بأسنة حادة وقذائف من كل جانب عبارة عن أوصاف من عائلة المرونة والحكمة.
طبعا رسامو هذه الصورة يعرفون ما يقصدون وهم يعلمون أن الرجل، وهو بهذه الأوصاف، سبق إبعاده من الحكومة السابقة مغضوبا عليه. فأن يتم اليوم تكليفه برئاسة الحكومة فلكم أن تتصوروا حجم طنين السؤال السابق:
ما المدى المطلوب من المرونة والحكمة والتنازل أكثر مما قدمته سابقا وقدمه الأسلاف؟
*www.facebook.com/H.Bennaj
*كاتب وقيادي في جماعة العدل والاحسان المغربية
التعليقات