أتصفح محتوى "الفيسبوك" يوميا كلما استطعت، وأعيد نشر ما أراه جديرا بالانتشار الواسع. وقد لاحظت في الأسابيع القليلة الأخيرة تن...
أتصفح محتوى "الفيسبوك" يوميا كلما استطعت، وأعيد نشر ما أراه جديرا بالانتشار الواسع. وقد لاحظت في الأسابيع القليلة الأخيرة تناقص موضوعات النقد السياسي في مقابل زبادة موضوعات الاجتماعيات (مثل إشهارات الوفاة والتعازي) ولجوء كثيرين إلى الموضوعات الممتعة والطريفة العامة (مقاطع فيديو الموسيقى والأغاني والرقص والحيوانات اللطيفة والاختراعات الجديدة) كما قويت جرعة الإعلانات عن السلع والخدمات. والتطور الأخير في حد ذاته دليل على استمرار أهمية وسائل التواصل الاجتماعي.
الظاهرة من الأهمية مكان في ضوء الأوضاع الكارثية في مصر والبلدان العربية بحيث لفتت أنظار بعض مراكز البحوث ونُشرت عنها مقالات وأبحاث.
من جانبي أعتبرها علامة نضج للأسباب التالية.
على الرغم من خفوت نبرة النقد السياسي نسبيا إلا أن وسائل التواصل الاجتماعي مازالت هي المجال الوحيد المتاح في مصر وكثير من البلدان العربية للتداول الحر في المعلومات والآراء التي تسعى وسائل إعلام العهر لطمسها والتعمية عليها.
وبعض من كانوا ينشرون النقد السياسي الطابع فيما سبق كانوا مدفوعين على ما يبدو بدوافع التندر (السخرية و "الألش"") أكثر من تأصيل فكري عميق أو موقف مجتمعي تقدمي متين. وكان طبيعيا أن يتناقص جهد هؤلاء بعد فورة أولى خصوصا مع تعاظم مراقبة أجهزة الحكم التسلطي الفاسد لوسائل التواصل الاجتماعي وبطشها بالرأي الحر وبحرية التعبير وبالمعارضين الأحرار عموما.
ومع ذلك تبقي فئة قليلة نسبيا ولكن مهمة، بسبب متانة موقفها الفكري أو السياسي، ما زالت تطرح النقد السياسي يوميا، وأجد نفسي مدفوعا لإعادة نشر موضوعاتهم لقيمتها لشحذ الوعي بالواقع وضرورة مقاومة الاستبداد والفساد.
المفكر المصري نادر فرجاني
www.facebook.com/nader.fergany
التعليقات