قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن إعفاء عبد الإله بنكيران من مهمته كرئيس للحكومة وتعويضه بسعد الدين العثماني، هو بمثابة &q...
قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن إعفاء عبد الإله بنكيران من مهمته كرئيس للحكومة وتعويضه بسعد الدين العثماني، هو بمثابة "محاولة من قبل النظام الملكي والدولة العميقة المعروفة باسم المخزن لاستعادة السلطة السياسية".
المقال الموقع من طرف محمد الداودي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة أوكلاهوما، يقول إن "النظام يسعى اليوم إلى إعادة تشكيل المشهد السياسي المغربي كما فعل في الماضي"، وزاد: "رغم أن القرار قد يكون غير متوقع إلا أن منطق النظام مألوف".
ويتابع المصدر نفسه: "في الماضي كان المخزن يطيح بالأحزاب بالجملة، ولكن هذه المرة، التغيير هو أكثر إستراتيجية؛ فالقصر يقتل طائرين بحجر واحد، يزيل مصدر الإزعاج دون تخريب إرادة الناخبين، في حين يجبر على التغيير في الهياكل الداخلية لحزب العدالة والتنمية".
ويرجع الأستاذ ذاته هذه التغييرات إلى أن "حزب العدالة والتنمية، وخاصة في عهد بنكيران، اكتسب شعبية كبيرة جدا، كما عاود جذب المغاربة سياسيا على نحو متزايد، وبناء قاعدة هائلة في بلد التسييس فيه هو سياسة الدولة"، على حد قوله.
واعتبر الداودي أن "تغيير بنكيران بالعثماني في رئاسة الحكومة، ورغم أنه لم يتسبب على الفور في الخلاف داخل حزب العدالة والتنمية المتماسك، إلا أنه قد يكون مجرد المرحلة الأولى من محاولة النظام إعادة تنظيم المشهد السياسي وإبطاء وتيرة الإصلاحات بعد الانتفاضات العربية"، وزاد: "ويمكن أن يؤدي تعطيل تشكيل الحكومة إلى تمهيد الطريق أمام انتخابات تشريعية جديدة، تجلب النخب السياسية المخزنية إلى السلطة".
وذكرت الصحيفة نفسها أن بنكيران، الأمين العام لحزب "البيجيدي"، سبق أن دعا إلى عقد اجتماع للمجلس الوطني لتنظيمه السياسي، "ولكن قبل أن يتمكن الحزب من التجمع لاتخاذ قرار بشأن الخطوة التالية، قام الملك أيضا بتقييد خياراته من خلال تكليف سعد الدين عثماني، الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية، والرئيس الحالي للمجلس الوطني للحزب، بتشكيل الحكومة الجديدة".
كما اعتبر المصدر نفسه أن "القصر قد يتوقع أن العثماني قد يستسلم لبعض مطالب أحزاب المخزن ... بعدما كان يخشى بنكيران أن يؤدي التحالف المقترح إلى زيادة السيطرة الداخلية للنظام، خاصة مع ضم الاتحاد الاشتراكي للحكومة، وهو ما يعني كتلة معيقة داخلها"، وفق صياغة المادة الإعلامية.
- أمال كنين (هسبريس)
التعليقات