أعفي بنكيران من مهمة تشكيل الحكومة الذي كان يقود مشاورات تشكيلها بناء على قرارات الأمانة العامة للعدالة و التنمية كما قيل و كتب عبر تصري...
أعفي بنكيران من مهمة تشكيل الحكومة الذي كان يقود مشاورات تشكيلها بناء على قرارات الأمانة العامة للعدالة و التنمية كما قيل و كتب عبر تصريحات و بيانات هذه الأخيرة التي حددت تشكيل الحكومة في الأغلبية السابقة .
وقد قررت أن البجيدي غير مستعد لتوسيع التحالفات لتشمل أطرافا أخرى كالاتحاد الاشتراكي و ليقع ما يقع و استمر البلوكاج لأزيد من خمسة أشهر.
كلف العثماني عوض بنكيران بالمهمة نفسها و في ظرف 15 يوما تحولت كل الخطوط الحمراء التي أعلنتها الأمانة العامة للعدالة و التنمية إلى جسور لقبول كل الشروط التي حددها زعيم التجمع الوطني للأحرار الجديد و انتهى البلوكاج و أعلن رسميا تحالف الأغلبية التي ستشكل أو ربما شكلت الحكومة قبل الإعلان عن التحالف.
كيف يمكن لأي متتبع للممارسة السياسية بهذه البلاد السعيدة أن يفسر هذا العبث؟ و كيف نستوعب كمواطنين أن حزبا سياسيا قاد الحكومة السابقة و سيقود الحكومة الحالية و من المفروض أن مواقف و قرارات أجهزته مبنية على تحليل عميق تؤطره مرجعية فكرية و قوانين تنظيمية و برنامج سياسي أن يتسبب في تعطيل تشكيل الهيئة التنفيذية للبلاد لأزيد من خمسة أشهر بمضاعفاتها الاقتصادية و الاجتماعية و يأتي في الأخير و يقبل بكل الشروط التي برر بها هذا التأخير؟ فهل نزلت آية في اليومين الأخيرية على نبي هذا الحزب تنسخ الآية التي بنى عليها المواقف السابقة؟
إننا أمام مهزلة سياسية بكل المقاييس قد لا تقف انعكاساتها على مستقبل حزب العدالة و التنمية بل تتجاوزه لتطال الحقل السياسي برمته ، و ستزكي كل الانتقادات الموجهة للفاعل السياسي بالبلاد المتمثلة في عدم استقلالية قراره و أن النخب القيادية لا هم لها سوى مصالحها الشخصية و أن الأحزاب السياسية مجرد واجهة للاستهلاك الإعلامي الموجه للدوائر الخارجية و أن لا علاقة لها بالقرار السياسي و حتى القرار التدبيري بالبلاد.
فما هو السبيل لإقناع المواطنين بالانخراط في العمل السياسي أمام هذا السقوط المدوي للأقنعة ؟
في انتظار تجاوز منطق الزوايا و تشكل أحزاب ديمقراطية حقيقية يبقى السؤال الجوهري من المستفيد من عبثية و سريالية الحقل السياسي بالبلاد ؟
التعليقات