- من المعلوم أن قيم حقوق الإنسان في كونيتها وشموليتها مكسبا للإنسانية جمعاء فرضتها بفضل كفاحاتها وتضحياتها المريرة و الطويلة . هذ...
- من المعلوم أن قيم حقوق الإنسان في كونيتها وشموليتها مكسبا للإنسانية جمعاء فرضتها بفضل كفاحاتها وتضحياتها المريرة و الطويلة .
هذا أمر لا خلاف عليه، اعتمدتها هيئة الأمم وأوجدت لها اتفاقيات ووضعت لها آليات عقب الحرب الأمبريالية 2 لتلطبف الصراع وضبط التوازنات الاجتماعية ، بهدف جوهري ضمان اشتغال النظام بأقل تكلفة ،
- لكن في ظل نظام الاستبداد القائم نظام الحكم الفردي المطلق كما هو الحال بالمغرب ، تصبح المطالب الحقوقية مثل الديمقراطية وحق الشعب في تقرير مصيره السياسي و الاقتصادي و إقرار الدستور الديمقراطي وفصل السلط و نزاهة الانتخابات والحريات العامة و حرية المعتقد والمساوة وغيرها من المطالب الحقوقية تكتسي طابعا سياسيا بل وثوريا في بعض الأحيان بحكم طبيعة النظام السياسي السائد .
النضال الحقوقي هو بالنظر لأهدافه و آليات اشتغاله هو إصلاحي لا يستهدف إحداث تغيير جدري للنظام لكن التقدم في انتزاع الحقوق من شأنه توفير شروط أفضل للمناضل السياسي من أجل التغيير الديمقراطي الشامل الذي ينشده.
- مع ذلك ليس كل من فتح دكانة أو سوبرماركت عابرة للقارات ل"حقوق الإنسان" هو بالضرورة مصدر ثقة ، ففي ظل فترات الصراع والحروب العدوانية كما نعيشها اليوم تتعرض "حقوق الإنسان" على يد المؤسسات الاجتماعية للنظام الرأسمالي المعولم ، للتوظيف الانتهازي النفعي من طرف القوى العظمى لأغراض سياسية وفي مقدمتها تبرير أي عدوان محتمل على الشعوب والأمم خارج بيت الطاعة الصهيوأمريكي .
ففي سياق تجديد آليات اشتغالها وتطويعها ، لزوم الملائمة مع "ثقافة حقوق الإنسان"، بتوفير أليات ملائمة ومدها بالوسائل لتدريب "النشطاء" وتطوير قدراتهم وتأهيلهم للعب الدور المنوط بهم كوكلاء للمنظمات الإنسانية بأسماء مستعارة يشتغلون تحت الطلب ببرامج براقة و مغرية لمؤسسات مشيوهة من مثل مؤسسة "فولبرايت" و "فريدوم هاوس" و"القبعات البيض" و"أطباء بلاحدود" وشبكة "أفاز"، و المؤسسات و الشيكات المتعددة الاستيطان للملياردير جورج سوروس ...وغيرها من المراكز والمؤسسات الاجتماعية للنظام الرأسمالي المعولم ، مدعومة بشبكة هائلة من الوسائط و الوسائل الإعلامية ،والتي صارت تلعب دورا مهما في صناعة بل في العبث بالرأي العام وتوجيهه وتنميطه بحسب طبيعة ألأهداف السياسية لكل مرحلة
تلغيم ساحة "النضال الحقوقي" بمثل هذه الكيانات الدولية و الإقليمية المشبوهة تجعل النضال الحقوقي الصادق والنبيل المحلي مهما تحصن بالمبادئ و المرجعية ،معرضا لمخاطر الاستقطاب والانزلاق إلى مواقع لا تخدم الرسالة الحقوقية النبيلة .
ولكم في مؤتمر قطر الأخير نموذجا يا أولي الألباب.
*www.facebook.com/kabenaou
التعليقات