كثر بهذه البقعة الجغرافية التي تسمى بنسليمان الكلام الذي لا معنى له في تبييض الاسود و تسويد الأبيض سوى ما يذره على أصحابه من "لعا...
كثر بهذه البقعة الجغرافية التي تسمى بنسليمان الكلام الذي لا معنى له في تبييض الاسود و تسويد الأبيض سوى ما يذره على أصحابه من "لعاقة " بلغة شباب اليوم حتى أضحى حرفة ممتهنة من طرف العديد من لم يسعفهم الحظ في رقي تحصيلهم المعرفي الذي قد يساهم في تشكل وعيهم ليستوعبوا أن المصلحة العامة للمجتمعات ليست محطة مساومات صغيرة و تحقيق مكاسب فردية ضيقة، باعتبار تمثلها يجسد المقياس الفاصل بين تخلف الوعي و تقدمه.
و الغريب في هذه البقعة الجغرافية من المملكة التي أريد لسكانها بفعل الشروط التاريخية الخاصة التي مرت منها سواء كثكنة عسكرية أو كضيعات و متنفس لكبار المسئولين و التي سبق أن عبرنا عنها في ثمانينات و بداية تسعينات القرن الماضي حين كان للكلمة معنى بحالة الاستثناء و التي تجسد عنوانها البارز في القرار الجائر للأمانة العامة للحكومة المتخذ في مطلع ثمانينات القرن 20 و القاضي بحرمانها من أي تطور اقتصادي و بالتالي المحافظة على بنياتها التقليدية ، قلت التي أريد لسكانها أن يحرموا من أي تقدم مدني يوفر شروط التقدم الاقتصادي و الاجتماعي و الثقافي. و قد جسدت مضامين حالة الاستثناء هاته الممارسات السلطوية البارزة للباشا الجعيدي رحمه الله ( من قبيل أذكروا موتاكم بخير) الذي كانت له اليد الطولى في تشكيل النخب و فرز المجالس التي يدير بواسطتها شؤون المدينة و الكل يعلم المستوى الفكري و المعرفي لتلك النخب رحم الله أغلبها.
و مع مجيء حكومة السيد عبد الرحمان اليوسفي سنة 98 و بفعل المشاكل الاجتماعية و الأمنية التي أصبح الإقليم عشا لتفريخها و بفعل الدراسة التي تكلف بإدارة أشغالها المعهد الوطني للتهيئة و التعمير ، اعتقدنا أن حالة الاستثناء قد رفعت عن الإقليم خاصة مع فتحه لإمكانية إقامة وحدات صناعية بتهيئة المنطقة الصناعية ببوزنيقة و منطقة الأنشطة الاقتصادية ببنسليمان و بفعل أيضا تعيين مسئولين التزموا الحياد الشيء الذي مكن نخبا سياسية تمتلك الحد الأدنى من التكوين السياسي و المعرفي من الفوز في الانتخابات الجماعية لسنة 2002 و التي غيرت لازمة الأمية في رئاسة المجلس البلدي للمدينة. و قد مكنت هذه التجربة المسنودة من طرف مجتمع مدني استطاع تأطير كل الفعاليات حول الإشكاليات التي يعرفها الإقليم و التي امتدت إلى سنة 2015 مع انفتاح المركز على مشاكل الإقليم و مساعداته المالية في إصلاح بنياته التحتية.
لكن ابتداء من سنة 2011 و مع رياح الربيع العربي و تمرير دستور 2011 سندخل منعطفا آخر و اشتغلت السياسات الرسمية على تطويق التطور السياسي الذي عرفه الإقليم تمظهرت أولى تجلياته سنة 2012 بمناسبة الانتخابات البرلمانية السابقة لأوانها من خلال تحالف السلطة و اللوبي العقاري للتحكم في نتائجها و استمرت بالنفخ في نخب قيل أنها سياسية وثقافية و جمعوية و إعلامية وفرت لها الإمكانيات الضرورية لأداء الدور المنوط بها في التطبيل و ترديد لازمة "كولوا العام زين " و سيثمر هذا المنعطف بالعودة بنا القهقرى إلى زمن ما قبل سنة 2002 في تشكيل المجلس البلدي بمناسبة انتخابات 2015 .
فكل من لا يعي هذه التفاصيل في الصراع الذي تعرفه المدينة و الإقليم من أجل التطور السياسي و الاقتصادي و الثقافي و يستمر في التطبيل للسياسات المعرقلة لذلك من أجل الحصول على منحة أو بطاقة إنعاش أو حولي بمناسبة عيد الأضحى ، لا يليق به سوى لقب عميل و خائن.
التعليقات