لم يكن امحند بن عبد الكريم الخطابي مقاوما شرسا للاستعمار فحسب، بل لقد سطّر مواقف منحوتة في أوراق التاريخ وعقول المغاربة ضد الاستبداد بال...
لم يكن امحند بن عبد الكريم الخطابي مقاوما شرسا للاستعمار فحسب، بل لقد سطّر مواقف منحوتة في أوراق التاريخ وعقول المغاربة ضد الاستبداد بالحكم، ومن أجل أن لا تتم سرقة الاستقلال، وحتى لا يستحوذ أحد على خيرات البلاد.
وهكذا نجده من أشد المعارضين للدستور الذي سعى الحسن الثاني إلى فرضه من دون لجنة تأسيسية منتخبة، الأمر الذي جعل الخطابي يصفه بالممنوح، داعيا المغاربة إلى مقاطعة الاستفتاء حوله.
وهذا مقتطف من رسالته التي وجهها في هذا السياق للمواطنين من منفاه في مصر عام 1962:
"ولا نكون من المغالين إذا قلنا، إن هذا الدستور المزعوم، قصد به في الحقيقة تطويع الشعب المغربي وترويضه طوعا أو كرها حتى يصبح معتقدا بأن حكام البلاد يحكمون بتفويض من الله.. وهذا شيء يتنافى مع (معتقد) الأمة الحقيقي. إذن، فخير، لواضعي الدستور المزعوم أن يرجعوا إلى الجادة المستقيمة حتى لا يتسببوا في الكارثة، ويكونون هم الجناة.
وبهذه المناسبة أوجه ندائي إلى الشعب المغربي كله، في قراه وحواضره وبواديه أن يتنبهوا للخطر الماحق الذي يهددهم عن طريق هذه اللعبة المفضوحة، فليس هناك دستور بالمعنى المفهوم للدساتير، وإنما فقط هناك (حيلة) ولا أظن ستنطلي عليهم.. فقد شاهدوا مثيلات لها".(صفحة عبد الرحيم العلام)
التعليقات