لم يعد أمام زعيم العدالة والتنمية عبد الاله ابن كيران الكثير من الوقت، فعودة الملك محمد السادس من جولته الطويلة في إفريقيا ستكون الحسم و...
لم يعد أمام زعيم العدالة والتنمية عبد الاله ابن كيران الكثير من الوقت، فعودة الملك محمد السادس من جولته الطويلة في إفريقيا ستكون الحسم والفصل، إما سيبلغ الملك بالحكومة الجديدة أو سيعلن فشله ويطلب من الملك تعيين شخصية أخرى أو الانتقال الى انتخابات جديدة، وهو المرجح باستثناء إذا قرر الملك حكومة وطنية.
وجرت الانتخابات التشريعية في المغرب يوم 7 أكتوبر الماضي، وفاز حزب العدالة والتنمية بأغلبية بسيطة لم تمكّنه من تأسيس الحكومة، ويراهن على حزب الأحرار وأمينه العام هو عزيز أخنوش من المقربين جدا من الملك على تشكيل الحكومة، ولكنه بعد أربعة أشهر فشل ابن كيران في مسعاه.
ومما زاد من فشل ابن كيران أو تفاقم الصعوبات هو تخليه عن حزب الاستقلال الذي يمتلك ثالث كثلة من النواب في البرلمان بعد حزب العدالة والتنمية وحزب الأصالة والمعاصرة. وأصبح رهينة حزب الأحرار، هذا الأخير يريد إدماج حزب الاتحاد الاشتراكي الذي يعد من الأحزاب التاريخية لكنه تراجع حضوره وأصبح يضم فقط 20 نائبان وكان حتى الأمس القريب يصف ابن كيران بالمتطرف الإسلامي.
وبمناسبة حزبية يوم أمس السبت، اشتكى ابن كيران من تصرفات جهات لم يسميها بالإسم لأنها تعرقل تأسيس الحكومة. وقال أنه قضى خمس سنوات في رئاسة الحكومة واضطر الى التنازل عن بعض صلاحياته الدستورية حتى يضمن الحوار والتوافق في تسيير شؤون الدولة، لكن الآن هناك جهات تعرقل تأسيس الحكومة، في إشارة الى عدم أخذها بعين الاعتبار هذه التضحيات المفترضة.
وكان تنازل ابن كيران عن صلاحياته كرئيس للحكومة قد أثارت عليه انتقادات قوية لأن المنادين بالديمقراطية يعتبرون أنه قام بتبخيس منصب رئيس الحكومة بهدف إرضاء السلطة التقليدية “المخزن” والبقاء في رئاسة الحكومة.
وبعد عودة الملك، إما سيقدم له ابن كيران لائحة الوزراء، وهذا مستبعد جدا لأن الظروف غير مؤهلة، وإما سيعلن فشله ويطلب من الملك الاختيار بتعيين شخصية أخرى وانتقال حزب العدالة والتنمية الى المعارضة، وهناك الاحتمال الثالث الذي بدأ يأخذ بعض المصداقية وهو تشكيل حكومة وطنية قد تؤول رئاستها الى شخصية مستقلة أو حزبية ولن يكون ابن كيران.
وهناك رواية تدور في كواليس السياسة المغربية وحتى في بعض العواصم الأوروبية أن المغرب يتريث في تشكيل الحكومة في انتظار ماذا سيفعل البيت الأبيض في ملف حركة الإخوان المسلمين. إذا أعلنت إدارة دونالد ترامب هذه الحركة إرهابية أو متطرفة خطيرة، سيكون من الصعب ترأس حزب العدالة والتنمية الحكومة بسبب ارتباط الحزب بهذه الحركة، وإن كان ليس عضويا وتنظيميا بل على مستوى البرامج.(راي اليوم)
التعليقات