$type=ticker$count=12$cols=3$cate=0

من 20 فبراير 2011 إلى 20 فبراير 2017: مرارة الواقع وحرقة الأسئلة ! - عزيز عقاوي*

حركة 20 فبراير : الولادة انبثقت 20 فبراير حركة من رحم نضالات الشعب المغربي للمطالبة بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية. حركة لم تك...


حركة 20 فبراير : الولادة
انبثقت 20 فبراير حركة من رحم نضالات الشعب المغربي للمطالبة بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية. حركة لم تكن منعزلة في الزمان والمكان بل يمكن اعتبارها امتدادا طبيعيا لما سمي بالربيع المغاربي والعربي.
هده الحركة ، لم تكن موضة وقتها، ولا نسخة مشوهة لاحتجاجات غيرها، ولا ترفا فكريا أو لعب أطفال ومراهقين قرروا التمرد دون الوعي بحجم التحدي الذي أقبلوا عليه .
حركة 20 فبراير تعبير طبيعي عن واقع مزر أفرزته السياسات الطبقية المتبعة في المغرب مند الاستقلال الشكلي والممنوح كهدية مسمومة لمعاهدة Aix- Les- Bains الخيانية.
حركة 20 فبراير التي يمكن توصيفها بأكبر وأضخم معارضة شعبية مغربية منظمة والتي لم تكن لا عفوية ولا مرتجلة على اعتبار أنها قررت أن تخرج للشارع المغربي يوم 20 فبراير من سنة 2011 وفعلا فعلت.
حركة 20 فبراير لم تكن "فوضوية" بالمفهوم القدحي للكلمة ، ولا فاقدة للهوية ،لأنها سطرت أرضية واضحة عنوانها البارز النضال من أجل مغرب :" الحرية، والكرامة والعدالة الاجتماعي" واحتلت الشوارع من أجل : 
- إقرار دستور ديمقراطي شكلا ومضمونا يمثل الإرادة الحقيقية للشعب.
- حل الحكومة والبرلمان وتشكيل حكومة انتقالية مؤقتة تخضع لإرادة الشعب.
- قضاء مستقل ونزيه.
- محاكمة المتورطين في قضايا الفساد واستغلال النفوذ ونهب خيرات الوطن.
- الاعتراف باللغة الأمازيغية كلغة رسمية إلى جانب العربية والاهتمام بخصوصيات الهوية المغربية لغة ثقافة وتاريخا.
- إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي ومحاكمة المسؤولين عن الجرائم السياسية والاقتصادية والثقافية .

حركة 20 فبراير بين التعب والخيانة :
عند انطلاق الحركة وبزوغ نجمها في سماء الوطن – داخليا - و بعد سقوط الدكتاتور بنعلي وبعده الديكتاتور مبارك ، وبعدهما علي عبد الله صالح في اليمن – خارجيا - اهتزت يقينيات الجزء الأعظم من مكونات التحالف الطبقي المسيطر والملتف حول النظام . فمنهم سافر إلى الخارج لترتيب جزئيات الهروب المحتمل، ومنهم ركن إلى الزاوية ينتظر مآل العاصفة، ومنهم ساهم في تهييئ جيش البلطجية - حطب الثورة المضادة- ، ومنهم من التحق بالحركة سرا، ليس حبا في الشعب، بل تجنبا "لشر الشعب" ، ومنهم من التحق بالركب لتقوية موقعه التفاوضي وجني ثمار الحراك الشعبي ومنهم من اكتفى بانتقاد الحركة ونعتها بعدم التجانس، وسلط نيرانه على مكوناتها عوض تسلطيها على النظام من داخل معمعان الصراع . لكن بعد أفول نجم الحركة لأسباب ذاتية وموضوعية وفرار الجماعة بجلدها ، بدأ جميع الانتهازيين وسماسرة الحركات الاجتماعية يستعيدون مواقعه الطبيعية،أي الالتفاف حول النظام والتصدي للحركة كل من موقعه ،
إلا الأحرار الشرفاء الذين أشعلوا فتيل الحركة في كل قرية ومدينة ومدشر وظلوا حالمين، حاملين المشعل الذي احرق الكثيرين منهم، وهاجسهم الوحيد هو الإسهام في تحقيق الكرامة الإنسانية.

حسابات القيادات وسذاجة الجماهير .
خلال الحراك الشعبي في إطار حركة 20 فبراير ، عبرت الجماهير الشعبية - ذات الحد الأدنى من الوعي الحسي بالصراع الطبقي - عن استعداد عظيم لتقديم التضحيات من أجل الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية ، نيابة عن كل القابعين في غرف الانتظار . وكانت هده الجماهير تستجيب بتلقائية وعفوية لنداءات التنسيقيات المحلية والوطنية للتظاهر، وترديد الشعارات ،واحترام المسارات ،وتنزيل كل البرامج المسطرة دون تردد ولا محاسبة وهي- أي الجماهير – واثقة من سداد قرارات قياداتها المحلية و الوطنية .
لكن مقابل عفوية و" سذاجة " الجماهير ، اشتدت وطأة الحسابات والحيطة والحذر والتوجس بين مكونات القيادات محليا ووطنيا . وعوض التركيز على واقع الحركة وآفاقها وسبل إنجاح المهام المطروحة على جدول أعمالها ترى المناضلات والمناضلين يتزايدون على بعضهم ، ويختلفون إلى حد الصدام على طبيعة الشعارات المرفوعة والمفردات الواردة في البيانات، ومسار المسيرات، ومكان الوقفات ، وأخذ الصور وإعطاء التصريحات وتمثيل الحركة ... وهو صدام اخترق الجميع قيادات وقواعد ، وكل صدام أو مزايدات في القاعدة ، يجداه صداه في القمة والعكس صحيح،وبعدها تصبح الإجراءات التقنية و الثانوية أساسية، والقضايا الأساسية ثانوية، بل مهملة ومؤجلة ، إلى أجل غير مسمى . وهو الخلل الخطير الذي رصدته الجهات المعلومة ووظفته لتوسيع الهوة بين الإخوة/الأعداء ،عبر وسائلها الخاصة من "إعلام " و"محللين" وكل أبواق الدعاية المخزنية في كل مواقعها. 
أما الجماهير فاستنكفت وفضلت الركون إلى زوايا الانتظار بل و أصيبت بالإحباط وفقدان الثقة .
إن المتتبع لمسار الحراك ،وطبيعة الشعارات المرفوعة التي شكلت أرضية جديرة بالاهتمام استقطبت احترام الجميع، يقف مذهولا أمام عجز المناضلات والمناضلين على تجاوز اختلافاتهم وكأننا أمام مراهقين سياسيين كل مزهو بذاته، وحزبه، وجماعته، ومجموعته، وقراءته، وفهمه لما يجري، دون الاكتراث بقراءات وتقديرات وفهم الآخرين، ودون استحضار حجم التضحيات التي قدمها شباب الحراك وحجم انتظارات الجماهير الشعبية في ظل واقع محلي ،إقليمي ودولي مثقل بكل الإشكالات السياسية والاقتصادية التي أفرزها اختلال موازين القوى العالمية، لصالح الامبريالية والأنظمة الرجعية الذيلية لها .
إن الأسباب السالفة الذكر وهي ذاتية بالأساس،إلى جانب المعطى الموضوعي المتمثل في استعداد النظام إلى نهج سياسة الأرض المحروقة والاستعانة بالرجعيات العربية وغيرها ، جعلت الحراك في بعده الوطني، يدخل إلى مرحلة السبات الشتوي في انتظار طاحونة 28 اكتوبر للتململ مجددا بشكل موسع وعلى امتداد الخريطة الوطنية .

جرح الوطن تشخيص متفق عليه .
أكيد أن الوطن جريح، وأن الجماهير تكتوي بنار جرح الوطن ، وأن الغضب المتزايد يسكن كل بيت و قرية و مدينة على امتداد الخريطة : الممارسة السياسية أصبحت مهزلة ، الواقع الاقتصادي يزداد تدهورا ، الوضع الثقافي والتربوي والتعليمي مرآة حقيقية لواقع مجتمع يبعث على اليأس والإحباط و الآفاق ملبدة بغيوم سوداء تؤكدها التقارير الدولية وحتى الخطابات الرسمية . وبناء عليه فالاحتجاج والتظاهر والمقاومة من أجل وضع الوطن على السكة واجب وطني وتاريخي وإنساني.

في ضرورة الارتقاء بأدائنا النضالي
إن الاحتجاج يجب أن يكون سلميا،جماهيريا ،عقلانيا، منظما، ومستمرا في الزمان : احتجاج يستقي قوته من فهم سليم للواقع السياسي والاقتصادي والثقافي ومن دراية بالمؤهلات الاقتصادية والطبيعية والثقافية والبشرية التي يزخر بها المغرب و لا تستفيد منها الطبقات المقهورة والمهمشة . 
إن الاحتجاج يستلزم بوصلة توجهه وفق سقف نضالي يحدد وفق قدرة الجماهير واستعداها للمضي قدما من أجل انتزاع مكاسبها والدفاع عن كرامتها .
إن الاحتجاج يقتضي وجود قيادة ميدانية، حكيمة ،عقلانية، متبصرة ،مكافحة غير مهادنة ،قيادات تنسق عملها محليا ووطنيا ، ومكونة من الطاقات المنظمة وغير المنظمة ، الميدانية وغير الميدانية، المستعدة للتفاعل الايجابي مع كل الاقتراحات والخطوات النضالية المتفق عليها ، مع ممارسة النقد والنقد الذاتي واحترام القرارات المتخذة ديمقراطيا . 
إن الاحتجاج ليس ترفا ولا تنفيسا عن الغضب ولا تعبيرا عن التحدي و استعدادا للمواجهة ولعب أدوار بطولية ولا المزايدة في الشعارات والمصطلحات واللافتات والملصقات ...
إن الاحتجاج أسلوب وصيغة نضالية وتكتيك سياسي محكم ومخطط له بدقة وصرامة وفق موازين القوى وقدرات الجماهير التي ستجسد الأشكال الاحتجاجية المسطرة والمقررة . 
فهل سنرتقي جميعا ،ونقرأ تاريخنا ، ونستفيد من أخطائنا ، ونوحد جهودنا، ونحدد أهدافنا ،ونسطر برامجنا بكل إخلاص وتواضع نضاليين ؟ أم أننا سنجتر التاريخ ،ونراكم الهزائم ونضخم الإحباط لدى الجماهير ونقوي عبر سلوكاتنا المرضية، عنجهية وغطرسة الاستبداد والاستحواذ على الخيرات وحتى العقول والضمائر ؟

*عزيز عقاوي (www.facebook.com/aziz.akkaoui) 
خنيفرة

التعليقات

الاسم

اخبار العالم,2010,اخبار العرب,1745,اخبار المغرب,6504,أرشيف,9,أسبانيا,4,اسبانيا,166,أستراليا,1,اسكوبار الصحراء,5,إضاءة,1,إطاليا,5,إعلام,307,إعلام فرنسي,5,إفريقيا,58,اقتصاد,977,أقلام,15,الإتحاد الأوروبي,6,الأخيرة,1,الإمارات,3,الأمم المتحدة,14,البرازيل,11,الجزائر,298,السعودية,15,الصحة,118,الصين,25,ألعراق,1,العراق,4,الفضاء,1,القدس,4,ألمانيا,21,المراة,129,الملف,25,النمسا,1,ألهند,1,الهند,2,الولايات المتحدة الأمريكية,70,اليمن,23,إيران,33,ايطاليا,1,باكستان,1,برشلونة,1,بريطانيا,1,بلجيكا,7,بيئة,13,تاريخ,4,تحقيق,1,تحليل,1,تدوين,755,ترجمة,1,تركيا,17,تغريدات,31,تغريدة,6,تقارير,1297,تقرير صحفي,75,تونس,89,ثقافة,2,جنوب إفريقيا,4,جنين,1,حرية,388,حزب الله,8,حماس,1,حوارات,80,ذكرى,2,روسيا,75,رياضة,373,زاوية نظر,41,زلزال الحوز,75,سوريا,12,سوسيال ميديا,11,سوشال ميديا,15,سياحة,1,سينما,28,شؤون ثقافية,442,صحافة,87,صحة,579,صوت,1,صوت و صورة,910,طاقة,24,طقس,1,عالم السيارات,1,عداد البنزين,5,عزة,1,علوم و تكنولوجيا,314,عناوين الصحف,322,غزة,73,فرنسا,176,فلسطين,4,فلسطين المحتلة,593,فنون,242,قطر,2,كاريكاتير,9,كأس العالم,108,كتاب الراي,1924,كولومبيا,1,لبنان,20,ليبيا,34,مجتمع,1247,مجنمع,10,مختارات,128,مدونات,5,مسرح,6,مشاهير,1,مصر,7,مغاربي,1042,ملف سامير,8,ملفات,53,منوعات,410,موريتانيا,16,مونديال,1,نقارير,2,نقرة على الفايس بوك,1,نيكاراغوا,1,
rtl
item
الغربال أنفو | موقع إخباري: من 20 فبراير 2011 إلى 20 فبراير 2017: مرارة الواقع وحرقة الأسئلة ! - عزيز عقاوي*
من 20 فبراير 2011 إلى 20 فبراير 2017: مرارة الواقع وحرقة الأسئلة ! - عزيز عقاوي*
https://1.bp.blogspot.com/-n-JyW43dFrE/WKtMmExt5zI/AAAAAAAAlXY/G0tI6iaQc3wE78geV-eCQEALV-9o2IWZwCLcB/s640/16711907_1126263227482460_7040057737199293874_n.jpg
https://1.bp.blogspot.com/-n-JyW43dFrE/WKtMmExt5zI/AAAAAAAAlXY/G0tI6iaQc3wE78geV-eCQEALV-9o2IWZwCLcB/s72-c/16711907_1126263227482460_7040057737199293874_n.jpg
الغربال أنفو | موقع إخباري
https://www.alghirbal.info/2017/02/20-2011-20-2017.html
https://www.alghirbal.info/
https://www.alghirbal.info/
https://www.alghirbal.info/2017/02/20-2011-20-2017.html
true
9159330962207536131
UTF-8
تحميل جميع الموضوعات لم يتم إيجاد اي موضوع عرض المزيد التفاصيل الرد الغاء الرد مسح بواسطة الرئيسية بقية أجزاء المقال: موضوع العرض الكامل مقالات في نفس الوسم قسم أرشيق المدونة بحث جميع الموضوعات لم يتم العثور على اي موضوع الرجوع الى الصفحة الرئيسية الأحد الأثنين الثلاثاء الأربعاء الخميس الجمعة السبت شمس اثنين ثلاثاء اربعاء خميس جمعة سبت يناير فبراير مارس ابريل ماي يونيو يوليوز غشت شتنبر اكتوبر نوفمبر دجنبر يناير فبراير مارس ابريل ماي يونيو يوليوز غشت شتنبر اكتوبر نوفمبر دحنبر في هذه اللحظة 1 منذ دقيقة $$1$$ منذ دقيقة 1 منذ ساعة $$1$$ منذ ساعة أمس $$1$$ منذ يوم $$1$$ منذ ساعة منذ أكثر من 5 أسابيع متابعون يتبع هذا المقال المميز مقفل لمواصلة القراءة.. أولا شاركه على: ثانيا: انقر فوق الرابط الموجود على الشبكة الاجتماعية التي شاركت معها المقال انسخ كل الأكواد Select All Code All codes were copied to your clipboard Can not copy the codes / texts, please press [CTRL]+[C] (or CMD+C with Mac) to copy Table of Content