أكد الخبير الأمني الأمريكي والعضو السابق في مجلس الأمن، ويليام بي كاندت، أن الجزائر كانت أول دولة عربية عرفت ما يسمى بـ الربيع العربي، ل...
أكد الخبير الأمني الأمريكي والعضو السابق في مجلس الأمن، ويليام بي كاندت، أن الجزائر كانت أول دولة عربية عرفت ما يسمى بـ الربيع العربي، لكن قوة جيشها مكنتها من احتواء سريع للحركات الإرهابية دون السماح لأي دولة أجنبية بالتدخل في ترابها على عكس ما حصل في العراق وسوريا.
يوضح ويليام بي كاندت، في تحليل جاء ضمن وثائقي فرنسي السيف والكلاشينكوف قام به الصحفيان جبول بغورا وروبيرتو لوغونيس، بث على قناة تي. في. 5 موند، كيف استثمرت الحركات التكفيرية من الفوضى في الدول العربية، باستعمال العنف إلى غاية الوصول إلى السلطة.
ولاحظ الخبير الأمني الأمريكي، أن أحداث الجزائر، والتي وصفها بأنها أول ربيع عربي حصلت في الدول العربية في أكتوبر 1988م، حيث أكد الخبير أن الإسلاميون العائدون من حرب افغانستان المدعومين من طرف السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، سرعان ما عادو الى بلدانهم حاملين الفكرة التي تشبعو بها هناك في اقامة امارة اسلامية، وأضاف الخبير بأن الإسلاميون استغلوا الدعم الذي تلقوه من بعض الدول العربية كـ السعودية من أجل الصعود إلى السلطة ونظموا أنفسهم في إطار حركات سياسية، وخاضوا المعترك الانتخابي وفازوا بفعل انهيار الدولة بعد احتجاجات أكتوبر، ثم أبانوا عن حقيقتهم مباشرة بعد صعودهم إلى السلطة وأبرزوا الخطاب العنيف، وأنهم لن يسمحوا لأحد بمشاركتهم في الحكم، وعلى إثر ذلك تدخّل الجيش لوقف المسار الانتخابي، بعدما لم يتبقى سوى هذه المؤسسة في الدولة، ووصف الخبير الأمريكي المؤسسة العسكرية بالقوية جدا والمحترفة، والتي تمكنت من احتواء الحركات الجهادية والتكفيرية دون أن تسمح لأي دولة أجنبية بالتدخل في الصراع الداخلي في البلاد، على عكس ما حصل في العراق وسوريا.
وسجّل العضو السابق في مجلس الأمن الأمريكي أن تدخل بلاده في العراق سنة 2003، كان خطأ فادحا، وانتقد الطريقة التي تمّ بها التدخل في غياب مخطط واضح وكذا الطريقة التي تطور بها العمل العسكري في العراق. وذكر ويليام بي كاندت، أن الرئيس الأسبق جورج بوش كان ينوي إعادة تشكيل خارطة الشرق الأوسط والبداية بإسقاط صدام حسين، باستغلال الفوضى والحرب الشاملة، التي ساهمت اليوم في توسع كبير لتنظيم داعش الإرهابي. في تونس ومصر، يرى الخبير الأمني الأمريكي أن الربيع العربي الذي فرضته خيبة الأمل لدى قطاع واسع من الشباب، بعدما خرج جيل جديد إلى الشوارع يطالب بالتغيير. وفي هذه الظروف وجد الإسلاميون الأرض الخصبة للصعود إلى السلطة، لا سيما أنهم كانوا منظمين إلى أحزاب سياسية.(المرصد الجزائري)
التعليقات