أصوات كثيرة شرعت تتصاعد لافتة الى تزايد تهديدات ظاهرة ما يمكن الاصطلاح عليه بـ”التشهير الممنهج” في المغرب، والذي يتعرض له نشطاء وهيئات س...
أصوات كثيرة شرعت تتصاعد لافتة الى تزايد تهديدات ظاهرة ما يمكن الاصطلاح عليه بـ”التشهير الممنهج” في المغرب، والذي يتعرض له نشطاء وهيئات سياسية وحقوقية وحتى اعلامية بشكل يدفع الى طرح التساؤل حول من يقف وراء الظاهرة والغاية منها؛ والتي تستحق أيضا الوقوف عندها وتسليط الضوء عليها لفهمها أعمق ومواجهتها.
واذا كان المغرب في فترة ما من تاريخه الحديث، وُسم ب”زمن الرصاص” عندما كانت الاعتقالات على أشهدها في مرحلة عرفت بالتضييق المباشر من السلطات على المعارضين، فانه في الوقت الحالي وان بدا أن هنالك تسامح ملموس مع نشطاء ونخب سياسية وفكرية معارضة لأجهزة الحكم (المخزن) أو لنسق الملكية، فانها في المقابل، وحسب العديد من المتتبعين لا تتوانى، هذه الجهات، في استخدام أساليب حديثة في قمع معارضيها، وذلك بطريقة غير مباشرة تعتمد على “حرب” بالوكالة عبر توظيف آلة دعائية ضخمة موجهة وممولة، بل حتى متحكم فيها، من قبل أجهزة في الدولة أو على الأقل شخصيات نافذة في داخل الدولة، وتقوم ياستهداف المعنيين وشن حملات تشهير وبروبغاندا في حقهم، تمس سمعتهم وكرامتهم وتتعداها في كثير من الحالات الى المساس حتى بالحياة الشخصية لمقربيهم.
هنالك شخصيات بارزة معروفة بانتقاداتها المباشرة لرموز “المخزن” مثلما هنالك هيئات حقوقية وسياسية ومنابر صحفية بعينها أكدت وتؤكد استهدافها بشكل مريب من قبل جهات ما، عبر تسخير بعض المواقع والصحف أو ما يطلق عليهم “الصحافة الصفراء” في تشويه سمعتهم وكيل الاتهامات المجانية والباطلة لهم، وحتى رميهم بالخيانة والعمالة اذا تطلب الأمر، وغالبا ما يكون موضوع الصحراء الغربية بمثابة الشماعة التي بواسطتها يتم تصوير المعنيين على أنهم أعداء للوطن وبالتالي ترهيب الناس منهم وعزلهم عن محيطهم الاجتماعي.
في العاصمة الرباط، التقت شخصيات من مجالات مختلفة من ضحايا التشهير الممنهج، بممثلي الصحافة المحلية والدولية وبخبراء ومتعاطفين، في ندوة دولية عقدتها هيئتان بارزتان في المغرب بغية تسليط الضوء على ظاهرة التشهير الممنهج والموجه التي أضحت تعرف انتشارا مقلقا وبالتالي تهديد حرية الرأي والتعبير والحق في الاختلاف.
الندوة اتخذت شكل جلسات استماع هي الأولى من نوعها لضحايا التشهير، حملت عنوان “الصحافة بين الإخبار والتشهير” سرد خلالها المشاركون مشاكلهم مع بعض المنابر التي تستهدف أمنهم المعنوي من خلال حملات ممنهجة للتشهير والقذف والتخوين، والتي نظمتها كل من “الجمعية المغربية لحقوق الانسان” و”العصبة المغربية لحقوق الانسان”، شارك فيها خبراء دوليون منهم المؤرخ والناشط الفرنسي موريس كولدين.
هذا، وخلص المشاركون الى أن حملات التشهير تستهدف نشطاء ومنظمات حقوقية وحزبية كحزب النهج الديمقراطي اليساري المعارض وجماعة العدل والاحسان وحزب العدالة والتنمية.
ومن الأشخاص الذين عانوا من هذه الحملات حسب المتدخلين في الندوة، هنالك مثلا الناشطة الحقوقية خديجة الرياضي الرئيس السابق للجمعية المغربية لحقوق الانسان والحائزة على جائزة حقوقية للأمم المتحدة، والصحفي علي أنوزلا المعتقل السابق والذي عانى كثيرا بسبب مواقفه من الصحراء وتقرير المصير، ورجل الأعمال كريم التازي أحد داعمي حركة 20 فبراير، ورئيس تحرير يومية “أخبار اليوم” توفيق بو عشرين، الى جانب الصحفي الاسباني اغناسيوي سامبريرو الذي كان مكلفا من جريدة “الباييس″ بتغطية الشأن المغربي، الصحفي وأنياس دال.
جريدة “أخبر اليوم” نقلت عن الناشط والمحامي عبد العزيز النويضي، أن حملات التشهير تمتد الى ترويج اتهامات ب”ربط علاقات مع الجزائر” أو مع “الامير مولاي هشام” أو الاتهام بـ”الالحاد” أو “المثلية”…
وقال النويضي ان من يمتهنون الترويج لهذه الادعاءات والاتهامات “ليسوا صحفيين”، مضيفا أنهم يتلقون الدعم من السلطات متهما الدولة بالوقوف وراء هذه الحملات.
في ذات السياق اتهم الناشط الحقوقي عبده برادة الدولة بالوقوف وراء اختلاق تلك الملفات والايعاز الى لهؤلاء الصحفيين بالترويج لمضامينها.(راي اليوم)
التعليقات