بنكيران ليس غبيا تماما بل منبطح وفي انبطاح بنكيران والإسلاميين تجسيد لفعل التقية كما يتقنه الإسلاميون للتمكين لمشروعهم والتدرج في سلم ...
بنكيران ليس غبيا تماما بل منبطح وفي انبطاح بنكيران والإسلاميين تجسيد لفعل التقية كما يتقنه الإسلاميون للتمكين لمشروعهم والتدرج في سلم الحكم وفقا لما تمليه الشروط القائمة.
لقد أكد الريسوني منظر العدالة والتنمية مشيرا للإخوان ومرسي معارضته لاستحواذ الإخوان على مؤسسات الدولة في مصر.. في ما قاله الريسوني تلخيص لتكتيك بنكيران والعدالة والتنمية الذي استفاد من تجربة الإخوان والنهضة في التعاطي مع الأنظمة بعد ما سمي بالربيع العربي.. التوجيه العام الذي تلقاه الإسلاميون من رموزهم ملخصه: ضرورة القبول بتقاسم الحكم في المرحلة الآنية والعمل من أجل تطبيع تواجدهم في مراكز القرار.. لقد جرب الإسلاميون المغاربة التودد إلى الملك في إطار رؤيتهم الفقهية التي تخفي قدرا كبيرا من النفاق والجهل والتي ترى أن ولي الأمر يتسم بالصلاح وان البطانة المحيطة به فاسدة..
بعد التطبيع والقبول بتقاسم ريع الانتخابات مع دوائر القرار التقليدية ستتغير لهجة الإسلاميين بعد أن يصيروا رقما صعبا لا غنى للملك عنه حينذاك سيتم استهداف منبع السلطة الحقيقي وتلك مرحلة لازالت بعيدة المنال اليوم.
أكبر ضربة قد يتلقاها الإسلاميون حاليا هي الحرمان من التواجد في دوائر الحكم ولو على الهامش في آخر بلد في العالم العربي لا زال الإسلاميون فيه جزء من العملية السياسية لذلك "فرجولة" بنكيران ليست إلا عرضا مسرحيا خارج القاعة من أجل قليل من إعادة الاعتبار للذات..
لن يتنازل الإسلاميون عن الحكومة ولن يدخلوها بمفردهم حتى ولو توفرت لديهم أغلبية مريحة نابعة من الصناديق وهذا سر عنترية اخنوش اللامتناهية
لقد جرب الإخوان ذلك في مصر فكانت دوائر المال والاقتصاد والفن ضدهم إلى أن انقلب الجيش عليهم بالطريقة الدموية المعروفة.
يرمي بنكيران الكرة في دائرة الملك وينقل الأزمة لمربع الحكم الحقيقي ولن يستغني الإسلاميون عن الحكومة ولن يستغني الملك عن الإسلاميين.
************
ليست هناك أزمة تشكيل حكومة في المغرب، الأزمة الحقيقية تكون عندما تختلف البرامج والتصورات وتكون المرجعيات ذات قيمة في تشكيل التحالفات . الذي يحدث في المغرب هو أزمة مفتعلة يختفي وراءها القصر وهو من سيحلحلها.
السؤال الحقيقي هو هل يملك القصر من دون الإسلاميين بديلا قادرا على خلق الاستقرار في ظل الهجمة غير المسبوقة على مكتسبات المغاربة؟
اكيد أن حكومة يقودها بنكيران لن تقدم شيئا للتحديات المطروحة خارجيا لكن نفس التحديات التي يتم النفخ فيها لا تحتمل أزمة مفتعلة بل تتطلب استقرارا سياسيا إلا إذا كان يراد أن ينفرد القصر باتخاذ قرارات استراتيجية غير مسبوقة داخليا وخارجيا في غياب الحكومة والبرلمان وهذا بنظري يشبه انقلابا هادئا أو حالة استثناء جديدة غير معلنة.
إعادة الانتخابات رهان خاطئ لن يقدم عليه النظام المغربي لانه يحمل إمكانية قوية لاكتساح الإسلاميين بقوة أكبر وتكلفته السياسية ليست سهلة..
القصر يريد الظهور كحكم فوق المؤسسات والأحزاب وقد نجح بتوظيفه اخنوش في دفع بنكيران إلى الزاوية.. سيمنح الإسلاميين الأوكسجين اللازم للاستمرار في خدمته كي يضل الدين تجاهه قائما دائما يسددونه من قوت الشعب وعرقه حتى نهايتهم وحتى النهاية.. انتهى الكلام.
التعليقات