بقلم محمد اليوسفي يشير حامي الدين إلى الفصل 98 من الدستور الذي ينص على حل البرلمان في "حالة تعذر توفر أغلبية تساند الحكومة من د...
بقلم محمد اليوسفي |
يشير حامي الدين إلى الفصل 98 من الدستور الذي ينص على حل البرلمان في "حالة تعذر توفر أغلبية تساند الحكومة من داخل مجلس النواب الجديد "أي في حالة استمرار ازمة تشكيل الحكومة وبالتالي الذهاب إلى انتخابات يعرف أن الدولة العميقة لا ترغب فيها!! الدعوة إلى انتخاب رئيس مجلس النواب وانتخاب هياكله طبعا في حالة الأزمة المفتعلة سيؤول حتما للمعارضة وسيفقد العدالة والتنمية أي يد على مجلس النواب دون حديث عن مدى احترام العملية للدستور أم لا .
فليشكل بنكيران حكومته إذن ماذا ينتظر؟
الإشكال أكبر من ذلك وأعمق إنه صراع واضح بين الإسلاميين والقصر وليس بين شرعيتين كما سبق لجريدة العلم أن كتبت.. الشعب لم يصوت على العدالة والتنمية بل مناصروه فقط الشعب غير معني تماما بما يحدث
عمق الاشكال أن بنكيران يصارع لوحده
بعدما تركه القوم والتفو حول رجل القصر..وبعد أن تخلى عن حزب الاستقلال في منتصف الطريق
الأمور لم تكن أكثر وضوحا كما هي اليوم.. طبعا حسن طارق.
إذا كان من تعديل دستوري ندمت بعده الدولة العميقة فهو أن جعلت في الدستور الممنوح فصلا ينص على تعيين رئيس الحكومة من الحزب الذي حصل أكبر عدد من المقاعد، الفصل 47 يقيد الملك ويجعل حالة البلوكاج المفتعلة لعبا بعد الوقت الضائع أو فنطازيا غير ذات جدوى بل تجعل الملك في مأزق حقيقي.. عشرين فبراير هي السبب إذن في قوة بنكيران اليوم فهل اعترف وقدر فضلها عليه؟!
الإسلاميون لا يصارعون من أجل الديموقراطية ومعركتهم اليوم ليس معركة ديموقراطية إنها معركتهم وحدهم فقط..
الأزمة اليوم في مربع الملك.. انتهى الكلام هنا وبدأ هناك في القصر..
كل يوم تأخير في تشكيل الحكومة يضع القصر خارج الدستور ويحشره في الزاوية ولا مناص من تسليمه أن الإسلاميين في هذه المعركة في موقع أقوى فليطعم الديوان برجال أكثر عمقا ودهاءا رجال أكثر قدرة على صنع التوافقات..
لم يجرب المغرب الإحتكام للدستور من قبل ولم يكن الدستور في العمق من يسير مؤسسات الدولة ولم يجرب النظام المغربي اللعب السياسي الحقيقي مع الإسلاميين.. بل الف دائما أن يملي عليهم كل شيئ ابتداءا من استعمالهم في ضرب اليسار ثم حشرهم مع الخطيب وبعد ذلك تحديد عدد الدوائر الانتخابية التي يمكنهم الترشح فيها.. كل شيئ تقريبا.. ما لا يعرفه القصر أن التدرج في العمل السياسي جزء من رؤية الحركات الإسلامية "المعتدلة" للتغيير في أفق مشروعهم الكبير الذي لن يستثني بعد التمكن والتمكين أحدا..
فإلى أي طرف سينحاز اليسار والديموقراطيون في معركة ليست طبعا معركتهم؟
التعليقات