في أجواء سمتها اللا مبالاة، نظمت الدورة السادسة عشر ل"بهرجان" الفيلم الدولي بمراكش، مما يؤشر على أن هذا "اللا حدث" د...
في أجواء سمتها اللا مبالاة، نظمت الدورة السادسة عشر ل"بهرجان" الفيلم الدولي بمراكش، مما يؤشر على أن هذا "اللا حدث" دخل مرحلة العد العكسي وانطفاء الأضواء خصوصا وأنه استنفد الأغراض المرجوة منه لتسويق صورة مغرب ينعم في جنة الحريات وحقوق الانسان والعيش الكريم للمغاربة منذ دوراته الاولى٠
هذا المهرجان تحول اليوم الى مجرد موعد سياحي لنجوم العالم وشخصيات لاعلاقة لها بالسينما من أجل الاستجمام و"القسارة" و"قضاء ليالي ألف ليلة وليلة"، كما قال أحد الممثلين الفرنسيين في مراكش على حساب دافعي الضرائب المغاربة٠
ويعاني هذا المهرجان من مفارقات عديدة أهمها أنه يحاول أن "يبيع" للعالم "كارت بوسطال" عن البلد المغربي المتسامح الذي ينعم شعبه بالمساواة والكرامة والمتفتح على ثقافات العالم باستثناء الثقافة والهوية المغربية٠
وفِي المقابل فإن هذا البلد يرفض أن ينفتح على تراثه و نخبه و فنانيه ومثقفيه وصحافييه الذين يغردون خارج السرب لذلك أغلقت السلطات كل الأبواب في وجوههم وعملت على إقصائهم ومنعهم٠ ومن المفارقات أيضا ان هذا المهرجان " يشكو" من التباس كبير على مستوى تحديد هويته الوطنية، فما هو بمهرجان مغربي خالص وليس مهرجانا فرنسيا مادام أن المهرجانات الفرنسية وغيرها تحترم تقافة شعوبها.بينما السيدة ميليتا توسكان وريثة المهرجان والمشرفة عليه تأتي الى عاصمة المرابطين مدججة بالكثائب والحراس الأشداء لكونها تعتبر المغاربة غير مرغوب فيهم في حفلتها وزردتها السينمائية المخصصة ل"زبدة" النخب الغربية٠
وقد تباكى بعضوالسينيمائيين المغاربة كثيرا وندد الغيورون منهم بمسلسل الإقصاء والتهميش المنهجي، لكن كان عليهم أن يدركوا من الوهلة الاولى أنهم دقوا على الباب الخطأ لأن واضعي استراتيجية المهرجان وأهدافه التي ليست فنية بالمرة لم يدرجوا الابداع المغربي ضمن أولوياتهم ، أما الحقيقة فإن أصحاب هذا المهرجان "ميكرهوش ميكون حتى مغربي"٠
ان برمجة المهرجان واختيار ضيوفه يطبخان في باريس، فيما الدور الموكول للمغرب مجرد دار للإيواء من خمس نجوم و"تريتور" يعد الولائم للنجوم العالميين والشخصيات المغربية الرسمية وضيوفها بفضل المال العام المنهوب٠
والأكيد اليوم ان مهرجان مراكش للفيلم دخل مرحلة الموت السريري، والمطلوب من المشرفين عليه ان يمتلكوا شجاعة إعلان "موته الرحيم"، رحمة بالأموال المغربية المهدورة والتي يتم تبذيرها دون طائل٠
لقد فشل المهرجان في التغطية على المآسي التي يعيشوها المغاربة، انتهى دوره ".
صاتورن...المهرجان يغرق 😂
الصورة :احمد السنوسي في وقفة احتجاجية بمهرحان مراكش في دورته السادسة ضد المنع والتهميش.
التعليقات