من المفروض في جميع مناضلي و مناضلات اليسار الجذري أن يفكروا عميقا في مشكل النضال اليساري عموما. - لماذا النضال اليساري عموما و خصوص...
- لماذا النضال اليساري عموما و خصوصا اليساري الجذري لا يحقق و لا يراكم نتائج ملموسة سياسيا و نقابيا و إجرائيا على أرض الواقع؟
- لماذا تمضي السلطة السياسية و حكومتها في تنفيذ خططها و قراراتها متحدية النضال اليساري و الاحتجاج الشعبي من أجل حقوق ديمقراطية مشروعة؟
- لماذا لم تتبلور حركة يسارية ديمقراطية ية جذري موحدة نضاليا، تكتيكيا و مرحليا بتعدد فصائلها و تمارس السياسة كمصالح طبقية تتجاوز التعصب للانتماءات و للحسابات الحزبية الخاصة؟
- لماذا لم تتبلور و تندمج الحركة اليسارية الجذرية في وعي و ممارسة و في الثقافة الاجتماعية للطبقات الشعبية (الطبقة العاملة، الفلاحين الفقراء، عموم الأجراء محدودي الدخل لتحريرهم من الثقافة المخزنية و الشعبوية و الماضوية و لبلورة قوة اجتماعية سياسية و نقابية و ثقافية و مدنية ديمقراطية منظمة و وازنة في الواقع السياسي و الاجتماعي و الثقافي؟
- لماذا يتحول يساريون و يساريات إلى يمينيين ويقومون بالدعاية بابولوجيا المخزن و ينتهزون "رصيد نضالي يساري" يتعايشون به مع الاستبداد و الفساد بحثا عن مواقع داخل النظام السياسي المخزني و وحثا على هبات و نياشين المخزن؟
- لماذا لا تلتزم فصائل اليسار الجذري بترتيب التناقضات و بعدم تجاوز التناقضات الثانوية حجمها في الخطاب و الممارسة و توجيه كل الممارسة اليسارية النضالية إلى التناقض الرئيسي و إلى التناقض الأساسي؟
- لماذا لا يتحول النضال الديمقراطي اليساري المشتت بمختلف توجهاته إلى قوة اجتماعية ديمقراطية مقاومة لاستبداد المخزن و لمؤسساته و مناهضة للرأسمالية في كامل المغرب لفرض تغيير ديمقراطي حقيقي و ملموس؟
*
اليسار الذي لا يغير جذريا وعي و واقع الشعب و يحوله إلى قوة التغيير يتحول إلى ترف فكري و تبرير مزيف.
اليسار الجذري بدون فكر سيكون بدون إطار نظري عام يلخصه شعار "يسار مناهض للرأسمالية و للاستبداد".. لكن لا بد من تحديد الإطار النظري الاشتراكي العام الذي لا يقف عند/ و يتحندق في التيارات اللينينية و الستالينية و الماوية و التروتسكية و الغيفارية و غيرها... التي تبلورت بعد ماركس، بل ينطلق من أين انتهى ماركس لبلورة خط نظري عام و مستلهم الدروس الثورية من تلك التيارات و من الواقع الطبقي للمجتمع المغربي، مما يفرض عدم إهمال المسألة النظرية و فتح حوار ديمقراطي حول الإطار النظري العام.. إن إهمال مقاربة موحدة لمسألة المرجعية النظرية الاشتراكية و عدم طرح إشكالية تدبير الخلاف حول طبيعة النظام السياسي و تصور آفاق الانتقال إلى نظام سياسي ديمقراطي، كل ذلك كان من بين الأسباب الأساسية التي فجرت "تجمع اليسار الديمقراطي".
و اليسار الجذري المتعدد لا بد له من بلورة وحدة تصور سياسي ديمقراطي مرحلي واضح و برنامج ديمقراطي دقيق سياسيا و نقابيا و مدنيا يحددان و يضبطان التناقض الرئيسي و التناقضات الثانوية و بالتالي تحديد علاقات ديمقراطية واضحة مع القوى السياسية و النقابية و المدنية الديمقراطية.
إن اليسار ضرورة نظرية و سياسية و اجتماعية موجودة في واقع و حياة و معيش الطبقات الشعبية (العمال، الفلاحين، الفقراء المهمشين، المعطلين، الأجراء محدودي الدخل، الطلبة، المثقفين، الشباب، النساء...) لأن واقع هذه الطبقات هو الذي أنتج النظرية الاشتراكية مع ماركس و غير ماركس.. لكن اليساريين و اليساريات الجذريين كمناضلين و كقوى سياسية و نقابية و مدنية و ثقافية غالبا لا يتوجهون بممارستهم، بإرادة و بإصرار و بعزيمة، إلى هذه الطبقات الشعبية لتحريرها من سيطرة نظام الاستبداد السياسي المخزني و من استلابه الثقافي و الاجتماعي و من نخبه الحزبية و الجمعوية و من ، لتأسيس و بلورة صيرورة بناء الحزب الثوري الديمقراطي و الاشتراكي لبورة و لتأطير قوة اجتماعية ديمقراطية شعبية مناضلة و مقاومة واعية و تشكيل قيادتها الديمقراطية المناضلة الواعية بأهداف نضالها الديمقراطي.
إذ بدون تشكيل هذه القوة الاجتماعية الديمقراطية الشعبية و برنامجها السياسي و أهدافها الواضحة و قيادتها المناضلة سنبقى كمناضلين و مناضلات يساريين و يساريات مرتبطين نظريا بالشعب، معزولين عمليا عن الشعب..
سيبقى نضالنا اليساري الجذري يدور في حلقة مفرغة، لا يتقدم نحو الأهداف الديمقراطية و الاشتراكية.. و نعود بعد كل حركة نضالية (حركة 20 فبراير، حركة الدفاع عن مقر أ.و.ط.م .. و الأمثلة كثيرة) إلى نقطة البداية التي انطلقنا منها.
التعليقات