لا أعرف حقيقة ملابسات إطلاق الرصاص في حادثتي بني ملال و سلا وما إن كان رجال الأمن مضطرين لذلك أم لا, فرجال الأمن الذين ينتقلون إلى مسرح ...
لا أعرف حقيقة ملابسات إطلاق الرصاص في حادثتي بني ملال و سلا وما إن كان رجال الأمن مضطرين لذلك أم لا, فرجال الأمن الذين ينتقلون إلى مسرح الجريمة لا يخرجون بذخا من أجل السياحة و الترويح عن النفس و إنما يخرجون في عمل مضن و شاق من أجل الدفاع عن أمن المواطنين و لهذا لا يمكننا أن نستنكر عليهم دفاعهم المشروع عن أرواحهم إذا ما تعرضوا لأي تهديد أو خطر داهم يهدد سلامتهم و هذا أمر لا يجادل فيه إثنان في كل أنحاء العالم..
لكن أيضا لا يمكننا إلا أن نستنكر تلك الحملة المجنونة التي تطالب بإطلاق النار على أي كان بحكم أنه مجرم خطير يستحق ذلك, فهذه سادية خطيرة تشرع للفوضى و قانون الغاب , فلا يمكننا أن نجعل من هؤلاء المجرمين المفترضين ضحايا مرتين , مرة بظلم المجتمع وتهميشه لهم حتى صاروا إلى ما صاروا إليه بسبب انسداد الأفق أمامهم, و مرة بإطلاق الرصاص الحي عليهم مع إمكانية اعتقالهم و تقديمهم إلى العدالة, وفوق ذلك تقوم فئة من المجتمع بالرقص على جثثهم بسادية مرضية تؤشر على انزلاق قيمي خطير أصاب المجتمع..
هل نحن مجتمع "حكار" إلى هذا الحد نقسو على المجرمين الفقراء والمهمشين إلى درجة شرعنة قتلهم في الشارع العام, مع وجود مجرمين من فئة خمسة نجوم يسرقون الملايير و يشرملون وجه البلد بأكمله و مع ذلك تجد الكثيرين يسارعون في التقرب إليهم و التملق لهم..؟
لا أتهم رجال الأمن في حادثتي بني ملال و سلا لأن هذا موكول إلى التحقيق للإحاطة بكل الملابسات و البث في القضية, لكني أتهم بكل ثقلي أولائك الذين يطالبون بإحقاق قانون الرصاص و الدوس على مؤسسة القضاء , فهؤلاء أحرى بهم أن ينتقلوا إلى مجتمع الأدغال ليعيشوا بين الوحيش بدل العيش مع الآدميين..
*www.facebook.com/daghastani
التعليقات