يتجه العالم في ظل اتساع سيطرة الشركات الرأسمالية العابرة للقارات، نحو اتساع الهوة بين الاغنياء والفقراء في مختلف أنحاء المعمور. رجال الا...
يتجه العالم في ظل اتساع سيطرة الشركات الرأسمالية العابرة للقارات، نحو اتساع الهوة بين الاغنياء والفقراء في مختلف أنحاء المعمور. رجال الاقتصاد الأكثر تفاؤلا لا يتصورون مستقبل العالم بعيدا عن هذا الشرخ المتزايد حتى داخل البلدان الرأسمالية الأكثر غنى وتقدما . في عام 1972 انتجت هوليود شريطا سينيمائيا ضمخا من أفلام الخيال العلمي يحمل عنوان " الشمس الخضراء" حسب النسخة الفرنسية le soleil vert والعنوان الأصلي للفيلم هو soylent green وكلمة (soylent ) مركبة وتعني في الفيلم الغذاء الذي أنتجه العلماء لحل مشكل الغذاء .
يستعرض الفيلم التغيرات الجذرية التي سيعرفها كوكبنا سنة 2022 بفعل الاحتباس الحراري و التدمير الهائل للبيئة بمختلف عناصرها . في هذه السنة سيغذو الاغنياء أكثر غنى والفقراء أشد فقرا يتقاتلون على الفتات من الطعام وينامون في الشوارع وتحت السماء بهوائها الملوث بالدخان والضباب الكثيف والاقوياء منهم تحت أدرج العمارات المتصدعة. أما الاغنياء فقد وفروا لهم المساكن الزجاجية حيث التكييف الاصطناعي للهواء وشظايا من الغرس الطبيعي الذي ماعاد يصمد أمام تغير المناخ و سخونة الارض، أو يقيمون في شقق فخمة مستقلة مسيجة ومعزولة عن بقية البشر وفي متناولهم أيضا الكماليات مثل الورق والصابون والماء الصالح للشرب...
تدور أحداث الفيلم بنيويورك التي أصبحت أكثر ازدحاما بالناس بعد أن تعدى سكانها 40 مليون نسمة، الكثير منهم لا يرى زرقة السماء والغابات الخضراء و الحيوانات البرية الا حين يجلس لمشاهدة فيديو لشريط وثائقي حول الطبيعة في المراكز التي تديرها الحكومة للموت الرحيم خلال العشرين دقيقة الاخيرة من حياته. وبعدها تصبح جثته مادة لانتاج أردء نوع من غداء " الشمس الخضراء " بطرق سرية ولاقانونية تصنعه شركة soylent ويتم توزيعه على الجياع.
الشركة هي الوحيدة المحتكرة لصناعة الطعام وهوعبارةعن بسكويت غذائي مركز ينقسم لثلات الوان أصفر و أحمر والأخضر الذي يحمل طابع الجودة. وطبقا لاعلانات الشركة في التلفيزيون، فهو مصنوع من مادة تحت البحر . وعرض هذه المادة لا يكفي الطلب المتزايد حيث تعرف عملية توزيعه أعمال عنف وفوضى تستدعي تدخل قوات مكافحة الشغب...
الفيلم من بطولة الممثل الأمريكي charlton heston الذي قام بدور الشرطي السري الذي قاده تحقيقه في جريمة مقتل موظف مسؤول في شركة soylent الى الكشف عن جريمة أكبرمنها حيث سيتوصل من خلال البحث ان الموظف قتل لانه كان يعرف مما يصنع البسكويت الأخضر.
يقول هذا الشرطي في نهاية الفيلم : " إن عليكم أن تحذروا كل واحد وأن تخبروا الجميع أن البسكويت مصنوع من البشر ..إن " الشمس الخضراء" هي الناس".
التعليقات