- صحيح أنه في يوم 29 نونبر عام 1947 كان قرار التقسيم ، أي قرار زرع الكيان الصهيوني في قلب المنطقة العربية تفعيلا لوعد بلفور المشؤو لعام ...
- صحيح أنه في يوم 29 نونبر عام 1947 كان قرار التقسيم ، أي قرار زرع الكيان الصهيوني في قلب المنطقة العربية تفعيلا لوعد بلفور المشؤو لعام 1917 ،في مناخ دولي عام كان فيه ميزان في القوى لصالح القوى الاستعمارية النافذة والداعمة للحركة الصهيونية العالمية .
- بعد 6 أشهر أي في 15 ماي 1948 سيدخل قرار التقسيم حيز التنفيذ ، على حساب اقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه وتشريده وسلب ونهب ممتلكاته بالحديد والنار ..فكانت "النكبة" .
منذ ذلك التاريخ ، لم يتمكن الكيان الصهيوني من إرساء دعائم الاستيطان وتثبيت وجوده والتوسع في الأراضي الفلسطينية إلا بارتكاب المجازر ضد الشعب الفلسطيني المقاوم والمتشبت بأرضه .
بعد ذلك صدرت العديد من التقارير الأممية لصالح القضية الفلسطينية ،لم تنفذ لحد الآن وضمنها قرار حق العودة ، لا يسع المجال لسردها ..
- مع تطور حركات التحرر الوطني في المنطقة العربية والمغاربية وانطلاق حركة التحررالفسطيني والكفاح المسلح ذات النفس الثوري متأثرا بالمد الثوري لقوى اليسار الجذري الذي سيشهده العالم خلال نهاية الستينيات وسبعينيات القرن الماضي ، سيتولد عنه مناخ دولي جديد مفعما بالروح الثورية ذات التوجه اليساري الجذري المعادي للحركة الصهيونية وللأمبريالية وفي مقدمتها الأمبريالية الأمريكية الذي طبع أغلب هيئات المجتمع على المستوى الدولي والإقليمي والمحلي نصيرة لقوى اليسار الاشتراكي ومدعومة بقوى المعسكر الاشتراكي ..والتي تمكنت من تشكيل قوى ضاغطة على الدول وعلى الهيئات الأممية ،
في هذا المناخ سيصدر عن المؤتمر النسائي العالمي لعام 1975 بمكسيكو ، الموازي للمؤتمر الرسمي ، قرارا يعتبر "الصهيونية تعني العنصرية " وهو القرار الذي مهد لقرار هيئة الأمم المتحدة 3379 لعام 1975 الصادر في 10 نوفمبر، 1975 الذي ينص على "أن الصهيونية هي شكل من أشكال العنصرية والتمييز العنصري". وطالب القرار جميع دول العالم بمقاومة الأيديولجية الصهيونية التي حسب القرار " تشكل خطرًا على الأمن والسلم العالميين " .
- ضمن هذه السيرورة وفي 2 دجنبر من عام 1977 ، ستعتمد هيئة الأمم المتحدة يوم 29 نونبر يوما عالميا للتضامن مع الشعب الفلسطيني بقرارها رقم 40/32 ب ، من هنا يستمد تخليد اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني مشروعيته النضالية .
وإذا كان اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني يصادف تاريخ قرار التقسيم فلأنه يحمل في طياته الاعتراف الأممي بالجرائم الصهيونية المرتكبة في حق الشعب الفلسطيني جرار قرار التقسيم ، وإدانة دولية للكيان الصهيوني ، واعتراف كذلك بحق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال ومحطة نضالية للتضامن معه ومع مقاومته المشروعة من أجل حقوقه الوطنية المشروعة والثابتة المتمثلة في حقه في التحرر الوطني وبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين .
خلال عشرية الثمانينيات والتسعينيات من القرن ستعمل الأمبريالية الأمريكية ومن معها ، على استعادة زمام المبادرة للهيمنة عبر ترويض "المجتمع الدولي" بعد ترويض الدول التابعة والتحكم في قرارات الأمم المتحدة وهيآتها الملحقة وعلى المنظمات الدولية غير الحكومية ،التي ستشكل أدرعها "غير الحكومية" في تدجين هيئات المجتمع المدني" الإقليمي والمحلي ، بعد إسقاط التجارب الاشتراكية الأولى خلال أول "ربيع صهيوأمريكي" شهدته أوروبا الشرقية التي كانت الداعمة والنصيرة لحركات التحرر العالمية النسائية والشبابية والطلابية ..
وفي سياق هذا التحول سيجني التحالف الصهيوأمريكي الرجعي على صعيد القضية الفلسطينية أولى ثماره : إسقاط قرار الأمم المتحدة 3379 الذي ينص على "أن الصهيونية هي شكل من أشكال العنصرية والتمييز العنصري" وكان ذلك بتاريخ 16 ديسمبر 1991 ..لندخل عصر انقلاب صهيوني أمبريالي رجعي ممتد وثورات ملونة عبر أليات ناعمة تارة وعنيفة تارة أخرى لازلنا نعيش تداعياتها إلى اليوم .
*خذيجة أبناو
التعليقات