وجه محمد الحبيب طالب، وهو من الرموز الفكرية والسياسية المؤسسة لليسار السبعيني رسالة مفتوحة إلى قدماء رؤساءالاتحاد الوطني لطلبة المغرب يد...
وجه محمد الحبيب طالب، وهو من الرموز الفكرية والسياسية المؤسسة لليسار السبعيني رسالة مفتوحة إلى قدماء رؤساءالاتحاد الوطني لطلبة المغرب يدعوهم فيها إلى إنقاذ المقر التاريخي للإتحاد الوطني لطلبة المغرب من الضياع، مقترحا تحويله إلى متحف أو مركز لذاكرة الحركة الطلابية المغربية .
وهذا نص الرسالة المفتوحة:
الإخوة :" حميد برادة، محمد الحلوي، فتح الله ولعلو، عبد اللطبيف المنوني، محمد لخصاصي، عبد العزيز المنبهي، محمد بوبكري"
للجميع تحية طيبة، ومتمنياتي بالشفاء العاجل للأخ بوبكري:
أيها الإخوة:
شاءت مجريات الأحداث أن تخرج ما تنشده هذه الرسالة إلى سطح اهتمامات قطاعات واسعة من الديمقراطيين بمختلف أجيالهم. إنها فكرة قديمة بوأتها الأحداث نفسها موقع الصدارة. ولعله لذلك، تكون رسالتي إليكم مجرد أحد أشكال التعبير عن أمل راود تلك الأجيال المتعاقبة التي حملت معها رسالة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب عبر هذا التاريخ.
ولستم بحاجة، وأنتم كنتم من رواده ورموزه وصناعه، أن أذكركم، بما هو عليه الاتحاد الوطني لطلبة المغرب في الضمير الوطني؛ ولا بما قام به من أدوار طليعية في كفاح الشعب المغربي من أجل الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية؛ ولا بما احتله، وبقياداتكم دائما، من منزلة رفيعة، قل نظيرها، في كفاحات الحركات الطلابية العربية والعالمية من أجل تحرر الشعوب ومساواتها في نظام عالمي عادل. وإذا كانت من كلمة جامعة ومعبرة، ويشهد عليها الجميع، فلا أفضل من القول، أن الاتحاد الوطني لطلبة المغرب كان المدرسة الوطنية الديمقراطية بحق، والتي يعود لإرثها الغني ما يزخر به المغرب اليوم من طاقات خلاقة وتطلعات واعدة بمستقبل أفضل.
ولأن الحركة الطلابية لم تخرج بعد من محنها الذاتية العويصة، وهي تمر من مرحلة عسيرة مليئة بالصعاب والعوائق والتحديات، لكي تسترجع حيويتها ووحدتها الوطنية الشاملة، فإني لا أرى، وكل من يشاطرني الرأي، من هم أجدر وأحق بالائتمان على هذا التاريخ، سواكم.
وأنتم تدركون جيدا، أن من عوامل النهوض لدى أي شعب، ومن روافع تقدمه، أن يحافظ على ذاكرته الوطنية، والاتحاد الوطني لطلبة المغرب كان ولا يزال جزءا ثمينا ونيرا من هذه الذاكرة. ومن حق الأجيال الصاعدة، ومن واجبنا حيالهم، أن نيسر لهم تلك المعرفة الضرورية لهم لخدمة وطنهم بأكبر مردودية وبأقل تكلفة، كلما تحصنت ذاكرتهم الوطنية التاريخية الجامعة بين نضالات الماضي وتطلعات المستقبل.
والفكرة البسيطة هنا، أننا نريد منكم، وأنتم بالذات، أن تبادروا، جماعة أو فرادى، وبما تملكونه من شرعية معنوية تاريخية إلى إنقاذ المقر التاريخي للاتحاد الوطني لطلبة المغرب، من الإهمال والتدهور والضياع، ومن أجل تحويله إلى "متحف" أو مركز لذاكرة الحركة الطلابية المغربية، وتحت إشراف مؤسسة من قدماء مسؤولي الاتحاد الوطني لطلبة المغرب. والتي ستضيف إلى مهامها حتما، عدا إشاعة التنوير بذاك التاريخ، كل ما ينطوي عليه أداء هذه المهمة وما تستلزمه من إضاءات تنويرية ثقافية واقتراحيه في كافة الميادين.
ولي الثقة الكاملة في أنكم ستتفهمون الأبعاد التاريخية والثقافية لهذه الدعوة. ولا شك عندي أنكم ستجدون العشرات من مناضلي الحركة القدماء الذين سيلبون النداء، وسيتعاونون معكم في تحمل المتابعة التنفيذية والعملية تحت قيادتكم الشرفية على الأقل، إن جميعا أو من بعضكم. فالمبادرة بين أياديكم، ولكم كل المحبة والتقدير.
التعليقات