$type=ticker$count=12$cols=3$cate=0

$type=one$count=1$show=home$au=0$cm=0

اطحن مو.. ولكن إلى متى..؟ - خالد لشهب*

في البداية أتقدم باسمي واسم جميع الأحرار بأحر التعازي لعائلة الفقيد محسن فيكري، الذي نحسبه شهيدا ولا نزكي على الله أحدا. فمن مات دون مال...

في البداية أتقدم باسمي واسم جميع الأحرار بأحر التعازي لعائلة الفقيد محسن فيكري، الذي نحسبه شهيدا ولا نزكي على الله أحدا. فمن مات دون ماله فهو  شهيد كما في الحديث الشريف...وبعد

إنها كلمة مانعة جامعة، ثقافة الطحن والطواحين التي تلخص عقلية المخزن الذي يأبى أن يتعلم، يأبى أن يتغير، يقاوم كل صنوف الدهر ويطحن البلاد والعباد، تاريخ من الحجر والظلم والقهر.. ولكن إلى متى؟.. فلا بـــد لليــــل أن ينجلـــي ولابـــــد للقيـــــد أن ينكســـــر.

في قصة يرويها "نعوم تشومسكي " في مقدمة كتاب قراصنة وأباطرة تلخص قصة ومحسن ومي فاتيحة وكل المطحونين في بلاد المغرب الأقصى .

يروى تشومسكي قصة قرصان وقع فى أسر الإسكندر الأكبر، الذي صرخ في وجهه وسأله، كيف تجرؤ على إزعاج البحر؟، "كيف تجرؤ على إزعاج العالم بأسره؟ ، فأجاب القرصان: " ولأنني أفعل ذلك بسفينة صغيرة فحسب، أسمى لصاً وقرصانا، وأنت الذي تفعل ذلك بأسطول ضخم، تسمى امبراطوراً ."

قصة تلخص كل الواقع في بلاد المغرب الأقصى.. فمحسن كان بائع سمك بصناديق معدودة لهذا سيطبق عليه القانون، ويحاكم وتحجز صناديقه بدافع القانون، بينما الذين يفعلون نفس الشيء بالأساطيل الكبيرة ويجنون ملايير الدولارات من أموال المطحونين سيكون هذا أمرا جدير بجعلهم فوق القانون ممدوحين بأفضل الأوصاف.

لم يكن محسن موظفا شبحا، لم يكن مغنيا ولا مقدم برنامج مخنثا تصرف عليه الملايين، يعيش فوق القانون وتحرك كل دواليب الدولة والسفارة لتحريره من جنحه.

لم يكن محسن برلمانيا نواما يتمتع بالحصانة يستنزف الملايير من أموال المطحونين، لم يكن وكيلا للملك ولا عاملا ولا واليا ولا رئيس جهة ولكنه كان بائع سمك شريف .

لم يكن محسن مستغلا للنفوذ مستفيدا من ملايين الهكتارات من أراضي المطحونين ولا كبيرا من الأكابر المستغلين لمقالع الرمال..لقد كان محسن واحدا من شباب في أرض نصفها في المهجر ونصفها تحت القهر، شعب الريف الأبي حيث تقع أقل نسبة لتوفير فرص الشغل.

في دولة المطحونين حيث ميزانية البلاط أضعاف مضاعفة لوزارة العدل والحريات، سننتظر عدل السماء وسنن النهايات كما في كل البدايات والنهايات...في دولة الطحن التي لم تسمع ولن تسمع أن ناهبا للمال العام أو ظالما من علية القوم تم القبض عليه ولا محاكمته، ولكن ستكون مضطرا دائما مضطرا لتسمع أنين المطحونين والمقهورين الذين يحاكمون أو يموتون تحت مزاج القانون والرشاوى والفساد.. ولكن إلى متى ؟

لم يكن محسن مضرا لرمي نفسه شهيدا للمطحونين لو كان يعلم أننا في بلاد الحق والقانون والقصاص حيث يقول الله تعالى : "ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون".

يسمى الله نفسه بـ : الحق . وسمى الله القصاص حياة .. وحين ينتهي القانون تنتهي الحياة وهذا ما وقع بالضبط للسي محسن فكري الذي مات دون ماله .

والإنسان أمله في الحياة أمله في القانون، وحين يفقد الإنسان ثقته في القانون الذي يوضع لتحقيق العدل بين الناس في الأرض فإنه يصاب بنوع من اليأس يكون مضطرا لتفريغ نفسه في زمن قياسي مما كان ومما سيكون، إنه يقتل في نفسه شعلة الأمل الذي هو وقود الحياة فيرحل سريعا إلى الله ... ينتهي في زمن قياسي يشتكي إلى الله كما يرحل كل الأحرار في صمت جاهرين بالشكوى...

الشكوى لله وإنا لله وإنا إليه راجعون .

التعليقات

الاسم

اخبار العالم,2010,اخبار العرب,1744,اخبار المغرب,6502,أرشيف,9,أسبانيا,4,اسبانيا,166,أستراليا,1,اسكوبار الصحراء,5,إضاءة,1,إطاليا,5,إعلام,307,إعلام فرنسي,5,إفريقيا,58,اقتصاد,977,أقلام,15,الإتحاد الأوروبي,6,الأخيرة,1,الإمارات,3,الأمم المتحدة,14,البرازيل,11,الجزائر,298,السعودية,15,الصحة,118,الصين,25,ألعراق,1,العراق,4,الفضاء,1,القدس,4,ألمانيا,21,المراة,129,الملف,25,النمسا,1,ألهند,1,الهند,2,الولايات المتحدة الأمريكية,70,اليمن,23,إيران,33,ايطاليا,1,باكستان,1,برشلونة,1,بريطانيا,1,بلجيكا,7,بيئة,13,تاريخ,4,تحقيق,1,تحليل,1,تدوين,755,ترجمة,1,تركيا,17,تغريدات,31,تغريدة,6,تقارير,1298,تقرير صحفي,75,تونس,89,ثقافة,2,جنوب إفريقيا,4,جنين,1,حرية,388,حزب الله,8,حماس,1,حوارات,80,ذكرى,2,روسيا,75,رياضة,373,زاوية نظر,41,زلزال الحوز,75,سوريا,12,سوسيال ميديا,11,سوشال ميديا,15,سياحة,1,سينما,28,شؤون ثقافية,442,صحافة,87,صحة,579,صوت,1,صوت و صورة,910,طاقة,23,طقس,1,عالم السيارات,1,عداد البنزين,5,عزة,1,علوم و تكنولوجيا,314,عناوين الصحف,322,غزة,72,فرنسا,176,فلسطين,4,فلسطين المحتلة,592,فنون,242,قطر,2,كاريكاتير,9,كأس العالم,108,كتاب الراي,1924,كولومبيا,1,لبنان,20,ليبيا,34,مجتمع,1247,مجنمع,10,مختارات,128,مدونات,5,مسرح,6,مشاهير,1,مصر,7,مغاربي,1042,ملف سامير,8,ملفات,53,منوعات,410,موريتانيا,16,مونديال,1,نقارير,2,نقرة على الفايس بوك,1,نيكاراغوا,1,
rtl
item
الغربال أنفو | موقع إخباري: اطحن مو.. ولكن إلى متى..؟ - خالد لشهب*
اطحن مو.. ولكن إلى متى..؟ - خالد لشهب*
https://1.bp.blogspot.com/-QJSeG-UR-Ts/WBVgTbNdT2I/AAAAAAAAilk/q003A0ArI20tPUpP_7d4v7nPz_e77norgCLcB/s640/11745596_1645088005728484_2932298465037693911_n.jpg
https://1.bp.blogspot.com/-QJSeG-UR-Ts/WBVgTbNdT2I/AAAAAAAAilk/q003A0ArI20tPUpP_7d4v7nPz_e77norgCLcB/s72-c/11745596_1645088005728484_2932298465037693911_n.jpg
الغربال أنفو | موقع إخباري
https://www.alghirbal.info/2016/10/blog-post_910.html
https://www.alghirbal.info/
https://www.alghirbal.info/
https://www.alghirbal.info/2016/10/blog-post_910.html
true
9159330962207536131
UTF-8
تحميل جميع الموضوعات لم يتم إيجاد اي موضوع عرض المزيد التفاصيل الرد الغاء الرد مسح بواسطة الرئيسية بقية أجزاء المقال: موضوع العرض الكامل مقالات في نفس الوسم قسم أرشيق المدونة بحث جميع الموضوعات لم يتم العثور على اي موضوع الرجوع الى الصفحة الرئيسية الأحد الأثنين الثلاثاء الأربعاء الخميس الجمعة السبت شمس اثنين ثلاثاء اربعاء خميس جمعة سبت يناير فبراير مارس ابريل ماي يونيو يوليوز غشت شتنبر اكتوبر نوفمبر دجنبر يناير فبراير مارس ابريل ماي يونيو يوليوز غشت شتنبر اكتوبر نوفمبر دحنبر في هذه اللحظة 1 منذ دقيقة $$1$$ منذ دقيقة 1 منذ ساعة $$1$$ منذ ساعة أمس $$1$$ منذ يوم $$1$$ منذ ساعة منذ أكثر من 5 أسابيع متابعون يتبع هذا المقال المميز مقفل لمواصلة القراءة.. أولا شاركه على: ثانيا: انقر فوق الرابط الموجود على الشبكة الاجتماعية التي شاركت معها المقال انسخ كل الأكواد Select All Code All codes were copied to your clipboard Can not copy the codes / texts, please press [CTRL]+[C] (or CMD+C with Mac) to copy Table of Content