$type=ticker$count=12$show=post$cols=3$cate=0

يمهل ولا يهمل ! فاللهم لا شماتة ! - محمد إنفي *

ها قد بدأت تنكشف عورات مستغلي الدين الإسلامي الحنيف لإخفاء أهدافهم الحقيقية التي هي مصالح حزبية ضيقة ومنافع شخصية مادية وغير مادية. و...



ها قد بدأت تنكشف عورات مستغلي الدين الإسلامي الحنيف لإخفاء أهدافهم الحقيقية التي هي مصالح حزبية ضيقة ومنافع شخصية مادية وغير مادية. وبهذا استحقوا صفة تجار الدين التي تطلق على كل من يوظف الدين في السياسة. 
ونسجل، بكثير من الامتعاض وغير قليل من الدهشة والخيبة، أن كل الرذائل المعروفة (الزنا، الخيانة الزوجية، الحشيش، الخمر، القمار...) تجد لها مكانا في بيت الحزب الحاكم وذراعه الدعوي. فقد تورط في هذه الرذائل قياديون في حزب العدالة والتنمية وفي حركة التوحيد والإصلاح؛ كما تورط فيها منتخبون تقدموا للسكان بوجه غير وجههم الحقيقي، فوثقوا فيهم وأعطوهم أصواتهم. 
وما كنا لنخوض في هذا الأمر، لو لم تكن الأفعال التي تم إتيانها تناقض كل القيم والمبادئ التي يتبجح باتباعها مقتفرو تلك الأفعال. فلو تعلق الأمر بأناس عاديين، أو حتى بمسؤولين سياسيين، لكنهم لا يعطون الدروس في الأخلاق لأحد  ولا يدَّعون الاعتماد على القيم الدينية في الممارسة السياسية، لكنا اعتبرنا الأمر شخصيا وسلوكا بشريا عاديا.
لكن أن تؤتى تلك الموبقات وتمارس تلك الرذائل من أناس لا يكفون عن إعطاء الدروس للآخرين في الأخلاق وفي السلوك القويم وفي نظافة اليد، وما إلى ذلك، فهذا ما لا يمكن السكوت عنه. 
لقد أظهرت الوقائع أن كل مظاهر الطهرانية وكل خطابات التقوى والورع...، ما هي إلا أقنعة تخفي الكثير من الانحراف والفساد الأخلاقي والسلوكي. فتناسل الفضائح في بيت "البيجيدي" وذراعه الدعوي، قد عرَّى المستور وكشف عن إتيان المحظور وأسقط الأقنعة عن الكثير من الوجوه التي ألفت الاختباء وراء المظاهر الخداعة والادعاءات الكاذبة.
 فبعد افتضاح أمر "الكوبل الحكومي" (وقد تتبع الرأي العام مآله)، ثم"الكوبل الدعوي" الذي لا زالت أطوار مسلسله لم تنته بعد، انفجرت، في المدة الأخيرة، فضيحة "الكوبل البرلماني". وهي فضيحة مرشحة للكثير من التطورات والتفاعلات؛ ذلك أنها تخص رئيس الفريق البرلماني لحزب العدالة والتنمية وأصغر برلمانية بهذا الفريق. وما استدعاؤهما من قبل رئيس مجلس النواب إلا مؤشرا على التطورات المحتملة لهذه الفضيحة. 
وإذا كانت فضيحة "سوسو" و"شوشو" قد تم تطويقها بالزواج والخروج من الحكومة، وفضيحة "فاطمة" (التي شبهها أحدهم، بكل وقاحة وسفالة، بعائشة أم المؤمنين) و"عمر" تسير في نفس الطريق (توثيق الزواج)، فإننا لا ندري ما هو المخرج الذي سيجدونه لفضيحة "عبد الله بوانو" و"اعتماد الزاهيدي".  
وإذا كان هناك من درس يمكن استخلاصه من هذه الفضائح المدوية وغيرها كثير، وربما ما خفي كان أعظم، هو أن الذين يتسترون وراء الدين والأخلاق لإشباع نزواتهم وإخفاء فسادهم، هم الأخطر على الدين والأخلاق معا، لأنهم يقولون ما لا يفعلون ويفعلون عكس ما يقولون. وهو سلوك مذموم وممقوت، شرعا وأخلاقا، لأنه يقوم على النفاق. وقد وبَّخ الله المنافقين بقوله: "كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون". 
وإذا تركنا الفضائح الأخلاقية جانبا ونظرنا إلى ما يقدمه "بنكيران" وحزبه من وعود كاذبة (وقد سبق أن قدمها منذ خمس سنوات ولم يف حتى بعشرها) بمناسبة الحملة الانتخابية، ونظرنا إلى ما يقدمه على أنه إصلاح- بينما هو في الواقع، إفساد نظرا للأضرار المترتبة عن ذلك بالنسبة لأغلب المواطنين- ونظرنا إلى التراجع الخطير عن المكتسبات التي حققها الشعب المغرب بفضل نضالات مريرة وتضحيات جسام، فإننا نجد أنفسنا أمام منافقين بامتياز.
 وهم أدرى بصفة المنافق وبحديث سيد المرسلين في الموضوع، ما داموا يزعمون الاعتماد على القيم الإسلامية في ممارستهم للسياسة. فهم لم يحافظوا على الأمانة (مكتسبات الشعب المغربي) وأخلفوا ما وعدوا به المغاربة بعد أن بوؤوهم المرتبة التي أهلتهم لتدبير شؤون البلاد. وهاهم مستمرون في الكذب على الجميع طمعا في المغانم السياسية والمادية، بينما الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وصلت في عهدهم إلى مستوى من التردي ينذر بأوخم العواقب. 
 ونتمنى أن يفهموا بأن تسلسل الفضائح هذا ما هو إلا إنذار بما هو أشد في الدنيا قبل الآخرة؛ ذلك أن الله يمهل ولا يهمل. ونحن، هنا، لا نتشفى في من وقعوا في مصيدة نزواتهم أو أطماعهم ولا نشمت فيهم، وإنما ندق ناقوس الخطر وندعو، في نفس الآن، إلى ممارسة السياسة بعيدا عما قاله الله ورسوله، احتراما لما لهذا القول من قدسية.   

التعليقات

الاسم

اخبار العالم,2030,اخبار العرب,1751,اخبار المغرب,6525,أرشيف,10,أسبانيا,4,اسبانيا,170,أستراليا,1,اسكوبار الصحراء,5,إضاءة,1,إطاليا,5,إعلام,308,إعلام فرنسي,5,إفريقيا,59,اقتصاد,989,أقلام,15,الإتحاد الأوروبي,6,الأخيرة,1,الأردن,1,الإمارات,3,الأمم المتحدة,19,البرازيل,11,الجزائر,299,السعودية,15,الصحة,118,الصين,25,ألعراق,1,العراق,4,الفضاء,1,القدس,4,ألمانيا,23,المراة,129,الملف,25,النمسا,1,ألهند,1,الهند,2,الولايات المتحدة الأمريكية,74,اليمن,23,إيران,47,ايطاليا,1,باكستان,1,برشلونة,1,بريطانيا,1,بلجيكا,7,بيئة,14,تاريخ,5,تحقيق,1,تحليل,2,تدوين,762,ترجمة,1,تركيا,19,تغريدات,31,تغريدة,6,تقارير,1306,تقرير صحفي,75,تونس,91,ثقافة,2,جنوب إفريقيا,4,جنين,1,حرية,388,حزب الله,9,حماس,1,حوارات,80,ذكرى,2,روسيا,76,رياضة,374,زاوية نظر,41,زلزال الحوز,75,سوريا,14,سوسيال ميديا,18,سوشال ميديا,15,سياحة,2,سينما,29,شؤون ثقافية,446,صحافة,87,صحة,579,صوت,1,صوت و صورة,911,طاقة,25,طقس,1,عالم السيارات,1,عداد البنزين,5,عزة,1,علوم و تكنولوجيا,314,عناوين الصحف,322,غزة,82,فرنسا,180,فلسطين,4,فلسطين المحتلة,606,فنون,243,قطر,2,كاريكاتير,9,كأس العالم,108,كتاب الراي,1929,كولومبيا,1,لبنان,21,ليبيا,34,مجتمع,1253,مجنمع,10,مختارات,128,مدونات,5,مسرح,6,مشاهير,1,مصر,8,مغاربي,1046,ملف سامير,8,ملفات,53,منوعات,410,موريتانيا,16,مونديال,1,نقارير,2,نقرة على الفايس بوك,1,نيكاراغوا,1,
rtl
item
الغربال أنفو | موقع إخباري: يمهل ولا يهمل ! فاللهم لا شماتة ! - محمد إنفي *
يمهل ولا يهمل ! فاللهم لا شماتة ! - محمد إنفي *
https://2.bp.blogspot.com/-tmcpUCGkzIg/V_UULdIN6tI/AAAAAAAAhqQ/_agC5_WLvxc0FiH2hPIKM3Du3F4ZclJ6gCLcB/s640/1.PNG
https://2.bp.blogspot.com/-tmcpUCGkzIg/V_UULdIN6tI/AAAAAAAAhqQ/_agC5_WLvxc0FiH2hPIKM3Du3F4ZclJ6gCLcB/s72-c/1.PNG
الغربال أنفو | موقع إخباري
https://www.alghirbal.info/2016/10/blog-post_73.html
https://www.alghirbal.info/
https://www.alghirbal.info/
https://www.alghirbal.info/2016/10/blog-post_73.html
true
9159330962207536131
UTF-8
تحميل جميع الموضوعات لم يتم إيجاد اي موضوع عرض المزيد التفاصيل الرد الغاء الرد مسح بواسطة الرئيسية بقية أجزاء المقال: موضوع العرض الكامل مقالات في نفس الوسم قسم أرشيق المدونة بحث جميع الموضوعات لم يتم العثور على اي موضوع الرجوع الى الصفحة الرئيسية الأحد الأثنين الثلاثاء الأربعاء الخميس الجمعة السبت شمس اثنين ثلاثاء اربعاء خميس جمعة سبت يناير فبراير مارس ابريل ماي يونيو يوليوز غشت شتنبر اكتوبر نوفمبر دجنبر يناير فبراير مارس ابريل ماي يونيو يوليوز غشت شتنبر اكتوبر نوفمبر دحنبر في هذه اللحظة 1 منذ دقيقة $$1$$ منذ دقيقة 1 منذ ساعة $$1$$ منذ ساعة أمس $$1$$ منذ يوم $$1$$ منذ ساعة منذ أكثر من 5 أسابيع متابعون يتبع هذا المقال المميز مقفل لمواصلة القراءة.. أولا شاركه على: ثانيا: انقر فوق الرابط الموجود على الشبكة الاجتماعية التي شاركت معها المقال انسخ كل الأكواد Select All Code All codes were copied to your clipboard Can not copy the codes / texts, please press [CTRL]+[C] (or CMD+C with Mac) to copy عناوين رئيسية