رغم أن المغرب عرف في 2002 اصلاحا في مجال التشريع الخاص بالاعلام الاذاعي والتلفزي، تلاه إنشاء هيئة عليا للسمعي المرئي لتحرير القطاع والنه...
رغم أن المغرب عرف في 2002 اصلاحا في مجال التشريع الخاص بالاعلام الاذاعي والتلفزي، تلاه إنشاء هيئة عليا للسمعي المرئي لتحرير القطاع والنهوض به، وبالفعل ظهرت عدة محطات راديو في حوالي 12 محطة خاصة، غير أن الوعود بهذا التحرير توقفت في 2009 بعد التصريح للجيل الثاني من القطاع الاذاعي، والتي لم تشمل الاعلام المرئي الذي ظل حكرا على الدولة، من خلال قنوات تعاني الكثير من المشاكل وتواجه بانتقادات شديدة من طرف الجمهور والمهتمين بالمجال التلفزيوني، على الرغم من توظيفها لجيوش هائلة من العمال والصحفيين والفنيين. هذا الوضع دفع بالمولعين بهذه الخدمة المرئية من أبناء القطاع الاعلامي والصحفي الى خلق بدائل جديدة وبطرق قانونية ودون انتظار الافراج عن تصاريح البث المرئي التي مازالت مجرد وعود لم تتحقق، لتظهر بعض التجارب على الانترنت، كقناة “شوف تيفي” الالكترونية التي مثلت تجربة تلفزيونية فريدة في المغرب والعالم العربي، وذلك باعتمادها خارطة برامجية شبيهة بتلك المعمول بها في القنوات الأرضية والفضائية، وطاقم متفرغ للعمل المرئي، هذه التجربة التي أكد مديرها العام، ادريس شحتان بالقول أنها تفوقت على الاعلام الحكومي، والتي تجاوز عدد معجبيها في فيسبوك التسعة ملايين، قد تكون ألهمت آخرين للحدو حدوها، ومؤخرا أعلن صحفيون من القنيطرة (قريبة من الرباط) عزمهم اطلاق تجربة شبيهة تمثلت في اطلاق قناة الكترونية متكاملة، بمعنى أنها لن تكون مجرد موقع يمزج بين الأخبار المكتوبة والفيديوهات كما أشار صاحب فكرة القناة.
“جديد تي في” هو الاسم الذي اختير للقناة الالكترونية الجديدة، كما أعلن في حفل افتتاح تم بثه على خدمة المباشر في فيسبوب، وتضم في طاقمها أكثر من عشرين فردا، موزعين بين المهام الصحفية والفنية والادارية، ويدعمها مجموعة من رجال أعمال مغاربة واسبان.
وقال المدير العام للقناة، ياسر أروين لـ”رأي اليوم” أن القناة هي تجربة صحفية جديدة يسعى مؤسسوها إلى تبني تجربة إعلامية استثنائية، تجعل من كل المواطنين صحفيين ينقلون الأخبار والأحداث، ويتفاعلون معها، حيث تحاول القناة الخروج من النمط التقليدي للممارسة الصحفية، وكسر القيود المفروضة على هذه الممارسة، خصوصا لدى التيار “الفرانكفوني” السائد بالمغرب، لكن بالمقابل دون التخلي عن المهنية والحفاظ على شروطها الدنيا المتعارف عليها دوليا ووطنيا.
وأضاف أروين الذي عمل في قطاع الصحافة، أن تجربة “جديد تيفي”والتي ينتظر أن تنطلق فعليا في الأيام القريبة، تطمح إلى كسر “الجليد” القائم بين الإعلام والمواطن البسيط من جهة، ومن جهة أخرى بين الصحفي والأجهزة الأمنية والعسكرية والمؤسسات الرسمية بصفة عامة، حيث لازال جل الصحفيين المغاربة يتحركون وفق المنظومة (المدرسة) التقليدية، أو اليسارية إن صح التعبير، التي تجعل من الأجهزة الأمنية والمؤسسات الرسمية عدوا ومحاربا للعمل الصحفي الجاد.
وأكد أن هذه التجربة تسعى إلى بناء جسر للتواصل وإعادة الثقة بين الإعلام بجميع أصنافه والمؤسسات الرسمية، بما في ذلك جميع أنواع القطاعات الأمنية والعسكرية، التي تعتبر رافدا مهما أو قناة أساسية للحصول على المعلومة، في ظل المنظومة (المدرسة) الحديثة للإعلام، رغم أن المغرب لازال يعاني من شح كبير في المعلومة، نظرا للتكتم الشديد الذي يحاط بها (المعلومة)، خصوصا من طرف المؤسسات الأمنية، التي لا تزال تتحفظ في التعامل مع الإعلام المغربي، خصوصا منه المستقل أو بتعبير آخر الغير العمومي.
وأكد أن مؤسسي القناة يسعون جاهدين من خلال تجربتهم الجديدة، إلى إعادة الثقة بين المؤسسات الرسمية والإعلام الخاص أو المستقل عن الخط الرسمي، والدفع بكل القطاعات والأجهزة الحكومية نحو بناء أواصر الثقة مع الإعلام الخاص، ومنحه كل المعلومات والمعطيات التي يحتاجها، باعتبارها مكملا لسياسات الدولة، ومحاربا بجانبها إن اقتضى الحال، عندما يتعلق الأمر بالقضايا الإستراتيجية والمصالح العليا للوطن، دون أن يتخلى الإعلام الخاص عن الأدوار المنوطة به، في فضح الفساد بكل أنواعه، وتنوير الرأي العام وتزويده بالمعلومات، مع فتح المجال أمام جميع وجهات النظر المخالفة للتوجهات الرسمية، في إطار التعرف على وجهة النظر الأخرى من جهة، وحفاظا على حرية الرأي والتعبير المتعارف عليها، في حدودها المعقولة وغير الضارة بالمصالح العليا للوطن.
المصدر: رأي اليوم
المصدر: رأي اليوم
التعليقات