الحديث عن "وحدة وتضامن كل قوى الشعب المغربي ، إسلاميين و علمانيين ، أمازيغ وعرب " في الاحتجاج على اغتيال الشهيد محسن فكري ، هو...
الحديث عن "وحدة وتضامن كل قوى الشعب المغربي ، إسلاميين و علمانيين ، أمازيغ وعرب " في الاحتجاج على اغتيال الشهيد محسن فكري ، هو حديث يوحي مظهره بأريحية فذة ، لكن من حيث الجوهر هو حديث مغلوط ومضلل ،
فالقضية ليست عاطفية ، تقتضي وحدة المغاربة أجمعين في التعبير عن مشاعر التضامن والتآزر بين الصديق والخصم و العدو وكأن "المغاربة أجمعين " امة واحدة" منسجمة المصالح ولا يخترقها الصراع الطبقي ، فالقضية هي قضية سياسية في العمق ، فالشهيد محسن فكري ضحية من ضحايا نظام العمالة والتبعية لدوائر الرأسمال العالمي الذي حكم على ساكنة منطقة الريف وكافة مناطق المغرب بالتهميش والتفقير ، ولاتمثل فيها الحكومة المحكومة ولا حزب العدالة و التنمية ومن على شاكلته من التيارات الرجعية بلبوسها الخوانجي و "اللبرالي" ، إلا أدوات طيعة في يد المخزن وأسياده الأمبرياليين ، و الحركات الاحتجاجية التي تشهدها عدد من المدن المغربية رغم أهميتها ، لن تبلغ أهدافها ما لم تتخد مجراها نحو انتفاضات عارمة وممتدة ضد مكونات التحالف الطبقي المخزني- الخونجي بكل تلاوينه ومخدوميهم ، وإلا سنعيد إنتاج نفس سيناريو سقوط شهداء وشهيدات ثم احتجاج للتنفيس عن الغضب ثم الركون لهمومنا اليومية بعد انطفاء شعلة الغضب .ليستمر نظام العمالة شغالا في إنتاج وإعادة إنتاج المزيد من عوامل التهميش والتفقير والأمية تشتغل عليها التيارات الظلامية كمشتل لزرع بذور الخونجة و الدعشنة في صفوف الشعب ..
فالوحدة والتضامن لن تستقيم إلا على قاعدة الإيمان بالتحرر الوطني وبالتغيير الديمقراطي الشامل وبحقوق الإنسان في كونيتها وشموليتها ، وما دون ذلك فهو مجرد كلام دون معنى.
التعليقات