سعد المكرد أو الطفل المدلل .. عندما يتحول الفن في بلادي إلى صناعة نجوم مفبركة بصيغة الوهم ، فالهدف الإيديولوجي واضح لنظام سياسي يسعى...
عندما يتحول الفن في بلادي إلى صناعة نجوم مفبركة بصيغة الوهم ، فالهدف الإيديولوجي واضح لنظام سياسي يسعى إلى خلق مليشيات فنية لمحاصرة الأغنية الملتزمة والهادفة ..
بصيغة المؤنث ينوب سعد على الدولة أو الطبقة الحاكمة : "أنا باغية واحد .. يكون دمو بارد "
بمعنى ما من المعاني ، فالخفيّ أهم من الجليّ ، والعقل الباطن أهم من العقل الظاهر ، فالراقصون ، إذن ، على النغمة " الباردة " لسعد لا يدركون أن الخطاب الفني من أهم الأجهزة الإيديولوجية للدولة ، وبالتالي تريد سياسة الرداءة عندنا أن نكون شعبا " دمه بارد " ورجاله " دمهم بارد " ..
فجأة تحوّل " الَمَتْعَلَّمْ " إلى " مْعَلَّمْ " ، واقتنص فرص النجاح السهل بتأشيرة " مْعَلَّمْ " الدولة الذي منحه وساما ملكيا ليضفي عليه طابع " فنان الدولة " المدلّل ..
الفن هو فائض الوعي ، وبالتالي لا يوجد فن بريء ، ومن يبدع ليس هو الفنان ، بل الحياة نفسها ، فهل هناك حياة في إبداع سعد المجرد ؟ صحيح أن لسعد جمهوره ، لكنه جمهور في غالبيته يتشكل من المتعصبين ، ويلغي كل أدب الاختلاف ، جمهور نمطي صُنِعَ على المقاس ، سجين المظاهر والتقليعات ، يعيش على أفيون أغنية تعمل على تصريف فائض الحرمان والكبت ، وينبهر بالكلام التافه الذي يعكس واقعا شيزوفرينيا يتجلى في أخلاقيات الفنان ..
ما نشر على صفحات التواصل الاجتماعي اليوم يؤكد ما ذهبنا إليه ، فهناك فئة من الفنانين والفنانات تجندوا للدفاع عن ما وقع لسعد في بلد الأنوار والحريات التي لا وجود فيها لثقافة " المعلم " تحت شعار واهم " أنصر أخاك ظالما أو مظلوما " ..
أستغرب لهؤلاء الفنانات وهن يدافعن على " التحرش " و" الاغتصاب " لأن الضحية فرنسية ، فتاة غير مسلمة ، في الوقت الذي ترتفع فيه أصواتهن احتجاجا إذا تعرضن لنفس السلوك ، ونفس الشيىء ينطبق على أولئك الفنانين ..
لا تغضبوا .. سنكون في صف سعد لامحالة ، سنسانده في محنته لو تبث العكس ، لكن ما ينبغي أن لا ننساه هو الصورة النموذجية التي رسمها سعد عن الفنان المغربي ، لقد سبق له أن تورط في محاولة اغتصاب جنسي بالولايات المتحدة الأمريكية لفتاة ألبانية دفع على إثرها كفالة مالية ضخمة لإطلاق سراحه ، وهاهو يعود من جديد ليكرر نفس العادة السيئة ، وهذه المرة مع فرنسية لا تغرها النجومية الهشة ، وتعرف متى تقول نعم ومتى تقول لا ، فرنسية في بلد العرفان تعرف جيدا معنى الإكراه الجنسي بحكم الثقافة التي تربت عليها والتي تختلف مع ثقافة فنان الخردة ..
القانون في دولة فرنسا لا يشبه قوانين دولتك يا سعد ، والمثل العربي الشهير لم تستوعبه بعد ، ما هكذا تورد الإبل يا سعد ..
الحياة الفنية ، كالحياة السياسية ، تحتاج في بلادنا إلى تخليق الوضع العام ، والظهور بمظهر الازدواجية يعكس لنا صورة الوضع الاعتباري للفنان المنافق أو الفنان المريض سيكولوجيا ..
فهل حالة سعد تخفي وراء ظلالها سيكولوجية مقهورة تعكس صورة الفنان الذي عاش طفولة الحرمان والكبت ، أو ذلك الطفل المدلل الذي يعكس صورة المجتمع الذي يعتبر المرأة لعبة وتسلية سواء كانت عربية ، ألبانية أو فرنسية ... ؟ ..
التعليقات