إن تاريخ أي مجتمع حتى الأن ليس سوى تاريخ صراعات طبقية (كارل ماركس)و كربلاء جزء من هذا التاريخ في حوار على الخاص مع أحد الرفاق ، حول مغ...
في حوار على الخاص مع أحد الرفاق ، حول مغزى إحياء ذكرى ملحمة كربلاء وقيمتها التاريخية ..الرفيق الماركسي جدا،لا يرى في كربلاء وصيحة الحسين إلا المظهر الديني معزولا عن أسسه المادية لكي يصل إلى خلاصة مفادها أن " الاهتمام أصلا بالموضوع هو ضرب من ضروب تكريس المشروع الطائفي الإسلاموي (يقصد الشيعي )وانحراف عن النهج الماركسي في التحليل المادي للصراع الطبقي" هكذا بالحرف.
وكتعقيب على هذا الرد أستأذن الرفيق غيلان الأحمر في نشر مقالته الرائعة حول كربلاء
كتب الرفيق غيلان الأحمر / كربلاء نقطة مضيئة ثورية في تراثنا الثوري
من اكثر الأحداث في تاريخنا الاسلامي تعبيرا"عن حدة الصراع الطبقي مع ثورة الزنج، هي ثورة الحسين ضمن المنظومة الفكرية الاسلامية على الطبقة الثرية التي باتت تبني اولى الكيانات العربية بشكلها السلطوي السلطاني ، امتدادا لبداية التمايز الطبقي ضمن المجتمع المدني الاسلامي الناشئ بانقسام طبقي عامودي انقسم فيها المسلمون الى طبقة عاملي الاراضي الزراعية نتيجة الفتوحات جزء منها هبطت الى مستوى الاقنان و صغارالتجار و و القسم الثاني الى طبقة التجار الاثرياء الذين تملكوا اضافة الى تجارتهم اقطاعات كبيرة من الاراضي الزراعية في الامصار المفتوحة ،و الذي كان عثمان بن عفان و واليه على الشام معاوية بن ابي سفيان قد اقتطعوها لاقربائهما و للمقربين ممن كانوا يجهزون الجيوش اي الطبقة الثرية من كبار تجار المسلمين ،و كانت بذلك زيادة حدة الفرز الطبقي بين فقراء المسلمين و اغنيائهم ،بعد تمرد ابوذر الغفاري و حركة علي بن ابي طالب في وجه مظالم سادة بني امية الطبقة الارستقراطية ،و وقوف الفقراء من صحابة الرسول معه من أمثال عبد الله بن مسعود و عمار بن
ياسرو ابوموسى الاشعري وغيرهم في وجه أثرى أثرياء العرب المسلمين ماقبل الاسلام و ما بعده من أمثال طلحة بن الزبير و عمرو بن العاص و غيرهما بالاضافة الى الكثير من المرتزقة الذين يبيعون معتقداتهم للذي يدفع اكثر و منهم من راح يفصل الاحاديث النبوية بما يتلائم مع مصالح بني امية و اثرياء المسلمين من هؤلاء عبد الله ابن عباس مايطلق عليه حبر الامةو ذلك كونه كان مطلوبا لعمر بن الخطاب لانه اكل خزائن البحرين حينما ولي عليها و عفا عنه عثمان بتدخل مباشر من معاوية و كذلك ابوهريرة اكبر راوي للحديث عن الرسول و الذي كان يقول حين يسأل عن اي الطرفين حق:"الصلاة خلف علي أقوم و الطعام على موائد معاوية أشهى و الجبل أأمن".امتدادا لمقتل علي بن ابي طالب ومن ثم مقتل ابنه الاول الحسن و ما حصل من تفاصيل تدمي القلب و تحفر في الذاكرة الانسانية انموذجا لاضطهاد الطبقات الحاكمة المستبدة و التي تحاول كبح اي صوت معارض للظلم
تفاصيل في كربلاء مع كون لبوسها دينيا يتفق و السياق التاريخي لمرحلة نشوء الاسلام كوعاء جامع لكل الافكار الا أن المحتوى يبقى طبقيا يحمل معاني الدم الذي انتصر على السيف بصيحة الحسين و حيدا مع اهله و صحبه السبعون بعد ان خذله الاعراب و التي ذهبت مثلا لكل الثائرين و المناضلين في العالم "هيهات منا الذلة" .
لقد قال فيه جواهر لال نهرو بطل الاستقلال الهندي:(ان مقتل الحسين في سبيل تحقيق العدالة الاجتماعية هو منارة لكل ثورة) أما القائد الشيوعي هوشي منه فقد قال وهو يخاطب جنوده في جبهات القتال ما نصه:( أيها الجنود الشجعان وأنتم في خنادقكم أنظروا الى ذلك الرجل الشرقي الحسين العظيم الذي زلزل الارض تحت اقدام الطغاة).
أما غاندي فقد قال فيه:(تعلمنا من الحسين كيف نكون مظلومين حتى نحقق النصر )
ان حركة الحسين بن علي لهي من النقاط البارزة المضيئة في تاريخنا الاسلامي و الانساني ذو اشعارات ثورية تقدمية (ضمن سياقها التاريخي) في و جه الظلم .
لقد طلب منا الرفيق القائد العملاق خالد بكداش ابو عمار نفض الفبار عن تاريخنا ذو الاتجاه التقدمي و دراسته و الاستفادة منه في تكوين وعي ثوري غير بعيد عن مكوننا الفكري و منظومتنا الثقافية بعيدا عن الاستخدام الغبي المظلم المثالي لتاريخنا. وما تجربة الحسين الا ادل مثالا" على الثورة و انتصار العين على المخرز فهاهو "الحسين" في قلوب مستضعفي العالم امتداد يعيش اكثر من قاتليه .
فقد أنبت للعين مخلب و ناب .
4 نوفمبر2014
التعليقات