صادقت لجنة العدل في البرلمان الإسباني وبالإجماع على مشروع قانون يسمح للصحراويين الذين كانوا في الصحراء بالحصول على الجنسية الإسبانية في ...
صادقت لجنة العدل في البرلمان الإسباني وبالإجماع على مشروع قانون يسمح للصحراويين الذين كانوا في الصحراء بالحصول على الجنسية الإسبانية في ظرف سنتين من الإقامة في هذا البلد الأوروبي على شاكلة دول أمريكا اللاتينية والفلبين، وتستمر في حرمان المغاربة من هذا الامتياز.
ونقلت وكالة الأنباء أوروبا برس عن الناطق باسم اليسار الجمهوري الكتالاني إستر كابيا فاري التي تزعمت هذه المبادرة أن مصادقة لجنة العدل بالإجماع على هذا المقترح يأتي ضمن إنصاف بالصحراويين، مضيفة أن هناك مسؤولية تاريخية ودين أخلاقي تجاه الصحراويين بعد الطريقة التي خرجت منها اسبانيا من الصحراء المتنازع عليها دون تصفية نهائية للوضع القانوني للمنطقة.
في الوقت ذاته، طالب حزب كومبروميس اليساري بضرورة اعتراف الدولة الإسبانية بالوثائق المدنية التي تصدرها الجمهورية التي أعلنتها جبهة البوليساريو. أما الناطقة باسم الحزب الشعبي الحاكم مؤقتا بزعامة ماريانو راخوي فقد قالت أن المصادقة على القرار بالإجماع يبرز أنه فوق المواجهات الحزبية. وتعيش اسبانيا مواجهات حاليا بسبب الفشل في تشكيل حكومة، حيث تعمل الحكومة المؤقتة منذ ديسمبر الماضي.
وبهذا، سيصبح مستقبلا، في حالة اعتماد المقترح خاصة وأنه يحظى بالإجماع، بإمكانية الصحراويين المقيمين في اسبانيا المطالبة بالجنسية الإسبانية في ظرف سنتين من الإقامة في هذا البلد الأوروبي. وهو امتياز كان يمنح فقط لليهود السفرديين ومواطني أمريكا اللاتينية والفلبين. وبررت اسبانيا هذا الامتياز بالعلاقات التاريخية والثقافية التي جمعت بين اسبانيا وهذه الدول وكذلك مع الصحراء التي كانت مستعمرة سابقة.
ويحمل القرار انعكاسات سلبية على العلاقات المغربية-الإسبانية. اجتماعيا، تعتبر الجالية المغربية الأكبر عدا في هذا البلد الأوروبي، وتعاني من حيف إداري حقيقي. ونادى نشطاء هذه الجالية وكذلك اسبان بتسهيل الجنسية الإسبانية للمغاربة لكن هذا لم يحصل نهائيا بل على المغاربة انتظار عشر سنوات ليتقدموا بطلب الجنسية، وينتظرون أكثر من ثلاث سنوات للحصول عليها. وقد يعتبر المغاربة أن الإدارة الإسبانية غير منصفة معهم بشكل كبير للغاية، وسجلت شبكات التواصل الاجتماعي ردود فعل قوية حتى مساء أمس الخميس.
في الوقت ذاته، فمنح هذا الامتياز للصحراويين من الصحراء، يعني جعلهم بمثابة دول أمريكا اللاتينية، ويعني اعتراف اسبانيا غير المباشرة بوجود كيان في الصحراء له خصائصه ويتم تمييزه عن باقي المغرب، علما أن المغرب يؤكد أن الصحراء هي جزء من أراضيه.
وقد ينظر المغرب بنوع من التحفظ الى قرار لجنة العدل في البرلمان الإسباني، وسبق للمغرب منذ أسبوعين أن أعرب عن قلق صامت بسبب تركيز ملك اسبانيا فيلبي السادس على تقرير الصحراويين في خطابه أمام أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة.(الف بوست)
التعليقات